نعيم قاسم: من حقنا الرد على اغتيال الطبطبائي وسنحدد التوقيت لذلك
أمد/ بيروت: هدد أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، إسرائيل بالرد على اغتيال رئيس أركان الحزب هيثم علي الطبطبائي بغارة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع هذا الأسبوع، وقال إنه "سنحدد نحن التوقيت لذلك".
وقال قاسم خلال خطابه، إنه "كلّف أبو علي الطبطائي بقيادة معركة ’أولي البأس’، وكان حلقة الوصل مع التنظيم المقاوم، وهو بحق سيّد معركة ’أولي البأس’. خسارته كبيرة لكنها ربح كبير له، فالشهادة كانت مبتغاه وغاية مسيرته".
وأضاف "نحن مقاومة وحزب متماسك يمتلك جذورا وأصولا راسخة. قدمنا آلاف التضحيات، لكننا في كل مرحلة نتمكن من استعادة القدرة واستبدال القيادات بكل قوة وثبات. هدف الاغتيال لم يتحقق ولن يتحقق، ونقول للإسرائيليين: لأبي علي إخوة كثيرون".
ولفت قاسم إلى أنه "هناك دائما مساع تجسسية برا وبحرا وجوا، ونحن في ساحة مفتوحة بفعل التغطية الدولية والوافدين من جنسيات أجنبية، وحتى بعض الاستخبارات العربية، وكلها للأسف تساهم في تزويد العدو الإسرائيلي بالمعلومات التي يريدها".
وتحدث عن اغتيال الطبطبائي بالقول "ما حصل هو اعتداء سافر وجريمة موصوفة، ومن حقنا الرد، وسنحدد نحن التوقيت المناسب لذلك".
وتابع أن "وقف إطلاق النار هو يوم انتصار للمقاومة وحزب الله وللناس ولبنان، لأننا نجحنا في منع العدو من تحقيق أهدافه، وفي مقدمتها إنهاء المقاومة والقضاء عليها، وهذا لم يتحقق. وهذا بحد ذاته انتصار".
وأوضح قاسم، أن "الاتفاق يمثل مرحلة جديدة اتخذت فيها الدولة قرارا بتحمل مسؤولية طرد الاحتلال ونشر الجيش اللبناني، وبالتالي هناك عدوان يجب أن يتوقف، ويجب الإفراج عن الأسرى"، لافتا إلى أن "توقف إطلاق النار جاء نتيجة صمودنا، وبفضل الأداء الأسطوري لمقاومينا على الخطوط الأمامية، وصمود أهلنا المعطائين، ومساندة حركة أمل والجيش لهذا الخط".
وذكر "لقد فعل العدو كل ما بوسعه لإنهاء المقاومة لكنه فشل، إذ واجه جماعة متواضعة استطاعت مواجهة الإجرام الطاغوتي الإسرائيلي – الأميركي، وقد انكسر مشروع إسرائيل على أعتاب معركة ’أولي البأس’".
وخاطب قاسم الحكومة اللبنانية، بالقول إن "الحكومة قالت إنها تريد التصدي والدفاع، وأقول لها: لا يمكن أخذ الحقوق من دون القيام بأهم الواجبات، وهو حماية المواطنين. فلترنا الحكومة كيف ستردع العدو"، مضيفا أن "أول مسؤول عن الردع هي الدولة بجيشها وشعبها، فماذا فعلت من أشكال الردع؟ لم تحرر، ولم تحم، ولم تمنع العدو من الاستقرار سياسيا".
وتابع "أما المقاومة، فماذا فعلت في مجال الردع؟ أخرجت العدو عام 2000، ومنذ ذلك الحين وحتى عام 2023 ردعته وحمت لبنان، ومنذ عام 2023 حتى اليوم نحن نواجه إسرائيل عبر منع العدو من الاستقرار، وما زلنا نمارس هذا الدور بمشاركة الدولة. وعلى الحكومة أن تستثمر في قدرات شعبها لتحقيق منع الاستقرار وصولا إلى طرد العدو".
وشدد قاسم على أنه "لا تفويض لأحد بالتخلي عن قوة لبنان، بل التفويض هو للتحرير واستعادة الأرض والأسرى، فاستثمروا بإرادة شعبنا. إن مسيرة شارع الحمرا بكل تنوعها، رفعت شعار طرد العدو والاستقلال، ما يؤكد أن هذا الهدف جامع وعابر لكل الانتماءات ورافض لإسرائيل".
وقال "نحن جاهزون للحديث حول الإستراتيجية الدفاعية، ولكن ليس تحت الضغط، ولا سعيا لاتفاق جديد، ولا للتنازل عن قوتنا في إطار أي اتفاق آخر، ولا للتملص من الاتفاق الحالي. المقاومة حاضرة ولدينا ما يجعلنا أقوياء كالجبال الصامدة أمام الرياح العاتية".
وأضاف قاسم "لقد رفع الأعداء مستوى التهديدات في الفترة الأخيرة بعدما أدركوا أن الفتنة بين الشعب والجيش وكل الضغوط التي مارسوها لم تنفع. وأقول لكم إن هذه التهديدات لن تقدم أو تؤخر، ومع هذا الشعب وهذه الروحية، لا إمكانية لهم للنجاح في ما يفعلونه، فهذا شعب لا يستسلم ولا يهزم، وهيهات منا الذلة".
وذكر "لا نقبل بأن يقرر العدو أسلوب حياتنا، فهو يريد لبنان حديقة خلفية، أما نحن وشعبنا وحلفاؤنا وجيشنا فلن نقبل أن نكون أذنابا لإسرائيل، وعلى الحكومة التي قررت التصدي أن تضع خططا للمواجهة بشعبها وجيشها، ولديها خيارات كثيرة". وشدد قاسم على أنه "لا وارد عندنا أن نستسلم، سنصمد وندافع، ولن تذهب دماء شهدائنا هدرا. وخير لمواطنينا أن نتوحد في وجه الأجنبي".
