أوروبا تبني جيوش في الفضاء..

أول مشروع فضائي عسكري لمواجهة الحرب مع روسيا

تابعنا على:   14:12 2025-11-28

أمد/ متابعات: وافقت الدول الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية (إسا) على تمويل أول مشروع ذي طابع عسكري في تاريخ الوكالة، في خطوة تعكس التحول الاستراتيجي للقارة في ظل تصاعد التهديدات القادمة من القوى الكبرى في الفضاء ولا سيما الصين و روسيا، وجاءت الموافقة خلال الاجتماع الوزاري فى مدينة بريمين الألمانية ، الذى شهد أيضا إقرار زيادة قياسية فى ميزانية الوكالة خلال السنوات الثلاث المقبلة.

بناء بنية متقدمة للمراقبة والاستطلاع من الفضاء

ويهدف المشروع الجديد المعروف باسم المرونة الأوروبية من الفضاء إرس ، إلى إنشاء منظمة متعددة المهام ، تجمع القدرات الفضائية الوطنية للدول الأعضاء ، بما يوفر بنية متقدمة للمراقبة والاستطلاع والاتصالات والملاحة ،إضافة إلى دعم برامج المناخ ، وحصل المشروع على 1.2 مليار يورو ، من أصل 1.35 مليار اقترحتها الوكالة ، على أن يطلب لاحقا 250 مليون يورو إضافية خلال اجتماع وزراء الدفاع الأورويين فى فبراير المقبل.
وقال المدير العام للوكالة ، جوزيف أشباخر، إن القرار يمثل تفويضا دفاعيا وأمنيا صريحا ، وهو تحول مهما للوكالة التي تأسست فى السبعينات بهدف تطوير تكنولوجيا فضائية لأغراض سلمية ، وأكد أن إطلاق هذا البرنامج قد يكون بداية لمرحلة جديدة من مشاريع الدفاع الفضائى الأوروبى.

تصاعد القلق الأوروبية من أنشطة روسيا والصين الفضائية 

وتزامن هذا التوجه مع تصاعد القلق الأوروبي من الأنشطة الفضائية المتقدمة لكل من روسيا والصين، لا سيما بعد الحرب الروسية في أوكرانيا التي أبرزت الأهمية الاستراتيجية للقدرات الفضائية في الاتصالات والملاحة والاستطلاع.
وبعد مفاوضات مكثفة، وافقت الدول الأعضاء على رفع ميزانية الوكالة إلى 22.1 مليار يورو،  أي بزيادة قدرها 32% مقارنة بالدورة السابقة. وبرزت ألمانيا كأكبر ممول، في ظل خطتها لاستثمار 35 مليار يورو في القدرات الفضائية العسكرية حتى عام 2030، مقابل حصولها على ضمان بأن يكون رائد فضاء ألماني أول أوروبي يشارك في مهمة أرتميس التابعة لـ ناسا إلى القمر،  وجاءت فرنسا ثانية في حجم التمويل، تليها إيطاليا ثم إسبانيا التي تقدمت لأول مرة على المملكة المتحدة.

وحصلت برامج الإطلاق الفضائي على دعم واسع، بما يشمل تطوير صواريخ صغيرة قابلة لإعادة الاستخدام يمكن أن تخلف صاروخ أريان 6 مستقبلاً، فيما تلقت مبادرات دعم الشركات الفضائية الخاصة تمويلاً قدره 3.6 مليار يورو لتعزيز التنافسية الأوروبية.
وأكد أشباخر أن العام المقبل سيكون حاسماً بالنسبة لقدرة أوروبا على بناء منظومة مستقلة للأقمار الصناعية المخصصة للاستطلاع والمراقبة السريعة، مشيراً إلى أن دعم 23 دولة للميزانية “بنسبة تقارب 100%” يعد سابقة في تاريخ الوكالة.
وفي الجانب العلمي، أكد المسؤولون أن مهمة روزاليند فرانكلين  إلى المريخ ستنطلق عام 2028، بعد تعهد ناسا بتوفير الإطلاق والمكونات اللازمة. كما أعلنت الوكالة أنها ستبدأ دراسات لإطلاق مهمة محتملة إلى قمر إنسلادوس التابع لزحل، أحد أبرز المواقع المرشحة لوجود حياة خارج الأرض.

اخر الأخبار