صعود الفاشية الصهيونية ومآلات الصراع!

تابعنا على:   08:11 2022-11-07

الصحفى جلال نشوان

أمد/ ناقوس الخطر يقرع وبقوة والأخطار تداهمنا من كل حدب وصوب ، والتحديات الجسام تحتم علينا تغيير أدوات الصراع مع المحتل
فماذا نحن فاعلون ؟
لقد عاد الإرهابي نتنياهو صانع( صفقة القرن) ، وقائد الاستيطان والمستوطنين، وصانع قرارات تهويد القدس ونقل السفارات الاجنبية إلى القدس( عاصمتنا الأبدية ، عاصمة دولة فلسطين) ، و ضم الجولان السوري المحتل
عاد هذا الارهابي بقوة الى المشهد السياسي، حيث باشر اتصالاته مع الأحزاب اليمينية لتشكيل الحكومة الجديدة، والتوقعات ، أن يتم الانتهاء من تشكيلها بحلول منتصف الشهر الجاري.
اللافت للنظر أن النتائج التي حققها معسكر أقصى اليمين؛ انقضاض الفاشية والتطرف والإرهاب على المشهد السياسي الصهيوني، حيث حصل الليكود بزعامة الارهابي بنيامين نتنياهو على 32 مقعدا، ونال حزبا "يهودوت هتوراه" لليهود الأشكناز الغربين وحزب "شاس" لليهود الشرقيين 18 مقعدا، في حين حصد تحالف "الصهيونية الدينية" الذي يقوده كل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش 14 مقعدا.
وبالنسبة لمعسكر التغيير، حصد حزب "هناك مستقبل" بقيادة لبيد 24 مقعدا، والمعسكر الوطني بزعامة وزير الدفاع بيني غانتس 12 مقعدًا، وحزب "إسرائيل بيتنا" 6 مقاعد، والقائمة الموحدة 5 مقاعد، وحزب العمل 4 مقاعد.
وحصل على 5 مقاعد المتبقية تحالف الجبهة والعربية للتغيير برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي، المعارض للمعسكرين الرئيسيين.
وحسب النتائج النهائية، لم يتمكن حزبا "ميرتس" اليساري و"التجمع العربي الديمقراطي" من تجاوز نسبة الحسم لدخول الكنيست.
ومن الخطورة بمكان نوضح أن صعود الإرهابي والمتطرف إيتمار بن غفير (مستوطن، وشارك في اقتحامات المسجد الأقصى مراراً) وعد أنصاره بتشكيل حكومة يمينية بالكامل بقيادة نتنياهو، وطالب بتولي حقيبة الأمن العام، وهو منصب سيجعله مسؤولا عن الشرطة.
أما حليفه الإرهابي المجرم ( سموتريتش) فيسعى لتولي وزارة الدفاع، وهو مسعى غير مريح لنتنياهو الذي حرص على الاحتفاظ بالمنصب على مدار 15 عاما قضاها في السلطة.
أسئلة كثيرة ومحيرة ، تجعل الإنسان يفقد صوابه ، كيف لفيلسوف الإرهاب نتنياهو و المتهم بجرائم الفساد وخيانة الأمانة أن يحصد كل هذه الأصوات ويصبح مركزا محوريا في الانتخابات الصهيونية، التي جرت في الأول من نوفمبر . وكل ذلك جرى ، على الرغم من ان استطلاعات الرأي كانت تتأرجح وترشح استمرار الأزمة السياسية في دولة الاحتلال ، إلا أن السؤال الجوهري كان يدور حول حظوظ بنيامين نتنياهو في الوصول الى أغلبية تمكّنه من تشكيل حكومة مع حلفائه من الاحزاب الدينية ( يهودات هاتوراه للغربين وشاس للشرقيين ) والاحزاب الفاشية بقيادة الثنائي الفاشي بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير عن الصهيونية الدينية . وجاءت النتائج لفيلسوف الارهاب ل بتقدم واضح لقائمة للفاشية ( الصهيونية الدينية) ، التي تحولت الى القوة الثالثة في برلمان الاحتلال ( الكنيست ) بقفزة من 6 مقاعد في انتخابات الكنيست الرابع والعشرين ، التي جرت قبل عام ونصف الى 14 مقعدا في الكنيست الخامس والعشرين .
كانت المفاوضات السرية تجري مع نتنياهو ،حيث اتفق الفاشيون على اعتلاء المشهد السياسي الصهيوني، وإنهاء أزمة الانتخابات،
لقد استطاعت الأحزاب الدينية إقناع نتنياهو بالتحالف وتشكيل حكومة يمينية متطرفة لتهويد القدس وتنفيذ كافة خططهم الاستيطانية
واللافت للنظر أيضآ أن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن كانت لا تريد عودة نتنياهو الى المشهد السياسي، بسبب اصطفافه مع ترامب وهذا يعني أن الديمقراطيين تخلوا عن الصحفي القزم ( لابيد)
نحن والعالم أمام ولادة حكومة يمينية فاشية متطرفة وهذا يشكل تحدياً كبيراً لنا وللعالم أجمع وللدول العربية الشقيقة المجاورة لدولة الاحتلال
وغني عن التعريف أن :
ان الأحزاب اليهودية الدينية التقليدية ، لا تختلف مع فيلسوف الإرهاب والاستيطان في ليس لها مشكلة مع نتنياهو او غيره في رئاسة مجلس الوزراء ، إذا هو استجاب لمطالبها وهي في العادة غير سياسية بقدر ما تتصل بالحقائب الوزارية وما يصاحبها من ميزانيات يجري استخدامها في صالح تقوية نفوذ هذه الاحزاب في الاوساط ، التي تدعي تمثيلها .
ويبقى السؤال الأكثر الحاحاً :
كيف سيتعامل المجتمع الدولي مع حكومة فاشية إرهابية لا تؤمن بالسلام وحقوق الإنسان؟
للأسف من يقرأ المشهد السياسي الدولي ، سيجد النفاق الذي يسيطر على قادة الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وقد رأى العالم كله أولى تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس بأنها صهيونية كبيرة )
لن يلتفت العالم الى فاشية الاحتلال ولن يلتفت الى عدوان المستوطنين المستعمرين الذين يمارسون الإرهاب ضد شعبنا .
المجتمع الصهيوني مجتمع متطرف ويقوم على التطهير العرقي و يتلقف الأفكار الالمودية القائمة على أساطير دينية التي تعج بالتزوير والتضليل وهي جزء من تاريخ وثقافة الفكر الصهيوني المتطرف
أن فاشية هؤلاء المتطرفين ، تتبثق من ايديولوجيتهم ، فالارهابي ( سموترتش ) يحرض على أبناء شعبنا ليلاً ونهاراً ويطالب بضم الضفة الغربية وطرد سكانها
أما الارهابي ( ايتمار بن غفير ) يدعو الى إطلاق النار على أبناء شعبنا ، وإلى دعوة المستوطنين الى إقامة الكرافانات على أراضي المزارعين ومن ثم إقامة المستوطنات ويدعي ان كل ذلك من تعليمات الله
ايها السادة الأفاضل:
الأخطار تحدق بنا من كل حدب وصوب ومع هذا الواقع المرير ، يجب علينا ، إنهاء الانقسام وبسرعة لمجابهة التحديات لأن الارهابي بنيامين نتنياهو عقد تحالفات واتفاقات مع هؤلاء الفاشيين والمتطرفين في السر والعلن لاعتلاء سدة الحكم ، وحلفائه الجدد من قادة الصهيونية الدينية سينفذون برامجهم الانتخابية وخاصة المستوطنات في الضفة الغربية باعتبارها أراضي صهيونية ولا مجال لشعبنا بالإقامة فيها
توجه دولة الاحتلال ، على المستويين السياسي والشعبي، نحو الفاشية بات واضحاً ، حتى أصبحت دولة فاشية بامتياز.
وفي الحقيقة:
إن عودة حزب الليكود بزعامة الارهابي بنيامين نتنياهو إلى الحكم،ستصعد معه وتحت جناحه إلى الحكم، قوى ذات نهج سياسي فاشي، تلك القوى تطرح قوانين موغلة في العنصرية والعداء لأبناء شعبنا ولعل ما نشاهده من الاعدامات الميدانية لأبناء شعبنا ، يدل دلالة واضحة على تنامي الفاشية والإرهاب
ومع هذا الانحدار في الفاشية ، يجعلنا بذل جهوداً كبيرة في العديد من المحافل،و في البرلمانات الدولية وأوساط السياسيين والأكاديميين لوضع العالم كله في حقيقة هذا الوضع الذي ينذر بالكارثة وقبل فوات الأوان

اخر الأخبار