طوفان" حماس" اللبناني خطيئة..التراجع عنها ضرورة وطنية كبرى!

تابعنا على:   08:58 2023-12-05

أمد/ كتب حسن عصفور/ في خطوة "مفاجئة"، أعلنت حركة حماس في لبنان عن تأسيس إطار جديد أسمته "طلائع طوفان الأقصى"، من "أجل مقاومة العدو بكل الطرق المتاحة في مختلف أماكن تواجد الشعب الفلسطيني".

ما أقدمت عليه حركة حماس، جاء خطوة متسرعة جدا، وبها رائحة استغلال مجازر قطاع غزة والإبادة الجماعية التي يعيشها لحسابات ضيقة، دون تدقيق أو تفكير بما يمكنها أن تتركه من آثار سلبية جدا، على واقع الفلسطينيين في مخيمات لبنان، وكذا على العلاقات الفلسطينية الرسمية مع دولة لبنان، بل والعلاقات الداخلية ذاتها.

الإعلان سريعا استجلب حركة عداء وتحريض خلال ساعات، من أطراف لبنانية، أبزرها التيار العوني برئاسة باسيل جبران (الشريك الرئيسي للحزب الله  حليف حماس طوال فترة حكم ميشال عون)، معتبرا ذلك " اعتداء على السيادة الوطنية"، وفاتحا الباب لمراجعة كل ما سبق التوقيع عليه من اتفاقات، وبالتأكيد لن يصمت الآخرين من اللبنانيين، من مختلف مكوناتهم.

"الانفعالية الحمساوية الاستثمارية" لحرب قطاع غزة لغايات حزبية ضيقة، وفقا لتفسير أحد قيادات الحركة في تصريحات صحفية، عندما حاول تبرير الخطوة بأنها من أجل تجنيد " الشباب الفلسطيني والذي أقبل على حركة حماس متأثرا ببطولات المقاومة وكتائب الشهيد عز الدين القسام في غزة، وبناء عليه ارتأينا أن نستوعب الشباب لبناء شخصياتهم وطنيا ودينيا وقيميا وبدنيا".

تلخيص القيادي الحمساوي من وراء تلك الخطوة، يكشف انهم لم يفكروا سوى بمدى استفادتهم المباشرة من الحرب التدميرية على قطاع غزة، وما تركته من "نكبة كبرى" على أهل القطاع، والذي عاد الى عصر حجري، بعيدا عن الصمود والمقاومة، الى جانب آثارها على ما يتم تجهيزه لحركة تهجير واسعة، وفتح الباب لمغادرة كل من يمكنه الخروج، وحياة لم يعد لها ملامح إنسانية، مع ما ستتركه حرب غزة على القضية الوطنية الفلسطينية بكامل أركانها.

أن تفكر قيادة حماس باستغلال الحرب التدميرية لتعزيز ذاتها الحزبية خلال الحرب، وإنشاء أطر تفتح الباب لإشكاليات جديدة مع دولة لبنان، بمختلف مكوناتها، ليس سوى كشف "صبيانية سياسية" لم تذهب للتفكير فيما سيكون لها من نتائج تدميرية على فلسطيني لبنان، وخاصة أهل المخيمات، وما ستجلبه من محاولات قد تدفع البعض للحديث عن "تهجير" مضاف مرتبط بمخطط التهجير من قطاع غزة، مع ما مكنها أن تكون شكلا توريطيا لخدمة آخرين كما حدث لهم في محطات مركزية أخرى.

مسألة البحث عن استغلال "نكبة قطاع غزة" للنفخ التنظيمي، انعكاس لغياب المسؤولية الوطنية، والغرق في البعد الذاتي، وكأنها في سباق استبدالي للتمثيل الوطني، بدلا من أن تفكر في كيفية خلق إطر عمل وحدوية في مختلف مناطق الوجود الفلسطيني، ترتبط بعلاقات مع مختلف المكونات السياسية حيثما يمكن ذلك.

بيان "طوفان استغلال نكبة قطاع غزة"، يشير الى أن حماس لم تدرك على ما يبدو أن أحد الظواهر الكارثية التي تستغلها قوى العدو الاستعماري وضمنه دولة الفاشية، البعد الانقسامي داخل الحركة الوطنية الفلسطينية، وهو ما شكل عقبة لتطوير أدوات العمل الشعبي في مناطق الشتات العام.

قبل فوات الآوان، وكي لا تذهب المسألة في خلق كارثة سياسية جديدة للفلسطينيين في لبنان، وتفتح الباب لرد فصائلي مضاد على "الانتهازية التنظيمية"، على قادة حماس أن تعلن تراجعها الكامل عن تشكيل إطار يمثل غدرا للوطنية..وتعتبره خطأ لا عودة له.

الذاتية ليست طريقا للنصر أبدا بل طريق للهزيمة الحتمية يا حماس..والاستغلال الحزبي لبطولة المقاومة المفروضة ضد العدو، لم تكن "قسامية" فقط، بل هي مقاومة كل من هو فوق أرض قطاع غزة، والذين يدفعون ثمنا لا يدفعه غيرهم...هو غدر مركب.

ملاحظة: ما نشرته وكالة إخبارية دولية كبرى عن قيام مستثمرين بالتلاعب بأسهم البورصة قبل هجوم حماس يوم 7 أكتوبر، وتحقيقات دولة العدو تستدعي التفكير العميق بما حدث بعيدا عن "العواطف"..التحقيق خطير لو صدق بتصير معادلات نصر البعض معادلات عكسية خالص..

تنويه خاص: يمكن أول مرة يسقط رئيس حكومة لدولة العدو خلال حرب عدوانية ضد الفلسطينيين..نتنياهو يعيش في كبشة أزمات من جوه حزبة وبراته..هالحرب حترميه الى غير رجعه بالسجن أو بدوار البيت.. مش مهم..المهم بيبي بره!

الموقع الشخصي

اخر الأخبار