بعد التشييع..

فلويد يتحول إلى رمز.. وبايدن لترامب: لا توجد خطيئة أكبر من إساءة استخدام السلطة

تابعنا على:   07:50 2020-06-10

أمد/ هيوستون – وكالات: قال مشيعون في جنازة جورج فلويد، الذي أثارت وفاته إثر ضغط شرطي بركبته على رقبته احتجاجات في أنحاء العالم تنديدا بالعنصرية، إنه رجل عادي حوله القدر إلى رمز لحركة يمكنها أن تغير العالم.

مشيعون يحيطون بعربة يجرها حصان تحمل نعش جورج فلويد في مدينة هيوستون بولاية تكساس الأمريكية يوم الثلاثاء. تصوير: كارلوس باريا - رويترز.

وأثناء نقل الصلاة على مدى أربع ساعات على الهواء مباشرة على كل شبكات التلفزيون الأمريكية الرئيسية من كنيسة بمدينة هيوستون التي ترعرع فيها فلويد، حث أفراد العائلة ورجال الدين والساسة الشعب الأمريكي على تحويل الحزن والغضب على وفاته إلى لحظة حساب للأمة.

وأجريت مراسم التشييع بعد أسبوعين من وفاة فلويد التي سجلها أحد المارة بالفيديو. وضغط شرطي أبيض بركبته على رقبة فلويد لقرابة تسع دقائق بينما كان مكبلا وأعزل على أرض شارع في مدينة منيابوليس وهو يجاهد لالتقاط النفس ويتأوه طلبا للمساعدة ويقول ”لا أستطيع التنفس“ قبل أن يختفي صوته.

ويواجه ديريك تشوفين (44 عاما) الشرطي الذي جثم بركبته على رقبة فلويد تهمة القتل من الدرجة الثانية بينما وجهت لثلاثة آخرين تهمة المساعدة والتحريض على قتل فلويد في 25 مايو أيار. وقد أقيلوا جميعا بعد يوم من الواقعة.

وباتت كلمات فلويد الأخيرة صرخة احتجاج في مظاهرات غاضبة على مستوى العالم شارك فيها عشرات الآلاف رغم المخاطر الصحية في ظل جائحة فيروس كورونا، للمطالبة بالعدالة لفلويد وإنهاء سوء معاملة سلطات إنفاذ القانون للأقليات في الولايات المتحدة.

وقالت بروكلين ويليامز ابنة أخت فلويد خلال مراسم التأبين ”يمكنني التنفس. ما دمت أتنفس، فسوف تتحقق العدالة... هذه ليست مجرد جريمة قتل بل جريمة كراهية“. ولاقت كلماتها استحسان المعزين داخل كنيسة (نافورة الحمد) في مدينة هيوستون.

كانت ويليامز واحدة من كثيرين من الأقارب والأصدقاء، وكان معظمهم يرتدون ملابس بيضاء، الذين تحدثوا عن فلويد كشخص ودود أكبر من الحياة.

وتحدث شقيقه الأصغر تيرينس فلويد عن استيقاظه في منتصف الليل في الأيام الأخيرة وهو يشعر بصدمة نفسية بعدما رأى شقيقه الأكبر وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وقال شقيقه الأكبر فيلونيس وهو يبكي وقد اعتصره الحزن ”كان جورج رجلي الخارق بصفة شخصية“.

وعندما اعتلى المنصة القس آل شاربتون، وهو ناشط بارز في مجال الحقوق المدنية ومعلق تلفزيوني، لإلقاء كلمة التأبين الرئيسية وصف فلويد بأنه ”أخ عادي“ ترك إرثا عظيما رغم أوجه القصور التي منعته من تحقيق كل ما كان يصبو إليه ذات يوم.

وأردف قائلا ”لقد أخذ الله الحجر المرفوض وجعله حجر الزاوية في حركة ستغير العالم بأسره“، مستدعيا موعظة من العهد الجديد.

وأضاف أن عائلة فلويد ستقود مسيرة إلى واشنطن يجري تنظيمها في 28 أغسطس آب لإحياء الذكرى السابعة والخمسين لخطاب ”لدي حلم“ الذي ألقاه عام 1963 عند نصب لنكولن التذكاري زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج الذي اغتيل عام 1968.

وحضر حوالي 2500 شخص الجنازة التي أعقبت مراسم تأبين الأسبوع الماضي في منيابوليس حيث عاش فلويد بعد مغادرته هيوستون ومسقط رأسه في ريفورد بولاية نورث كارولينا.

وانتقد المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة جو بايدن الرئيس دونالد ترامب، متهما إياه بإساءة استخدام السلطة والاستعانة بنظريات المؤامرة للدفاع عن الشرطة.

وجاءت تصريحات بايدن تعليقا على تغريدة نشرها ترامب في وقت سابق دافع فيها عن شرطيين اعتديا على متظاهر مسن خلال احتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة في مدينة بافالو، مما تسبب بإصابته.

وانتقد بايدن رئيس البلاد عبر حسابه في "تويتر"، مستخدما عبارات دينية، وقال: "لقد قال والدي إنه لا توجد خطيئة أكبر من إساءة استخدام السلطة. سواء كان ضابطا يصيب المتظاهر السلمي حتى ينزف، أو رئيسا يدافع عنه بنظرية المؤامرة التي شاهدها على شاشة التلفزيون".

واستذكر بايدن في تغريدته مارتن لوثر كينغ الابن، المناضل ضد التمييز العنصري ضد المواطنين من أصول إفريقية في الولايات المتحدة، الذي قتل عام 1968 على يد رجل أبيض.

وقال: "إنني كاثوليكي مثل مارتن، ويؤكد إيماننا أنه لا يمكننا قبول لا هذا ولا ذاك".

واندلعت موجة من الاحتجاجات ضد العنصرية في الولايات المتحدة ودول أخرى إثر قتل عنصر من الشرطة الأمريكية المواطن جورج فلويد خنقا خلال توقيفه في مدينة منيابولس.

البوم الصور

اخر الأخبار