الكورونا وحبل النجاة

تابعنا على:   17:22 2020-03-14

عمر حلمي الغول

أمد/ خلال ال48 ساعة الماضية جرى إتصال بين بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة تصريف الأعمال، وبيني غانتس، رئيس تكتل "كاحول لافان" وجرى التداول بينهما لتشكيل حكومة طوارىء لمواجهة فايروس الكورونا الآخذ في الإنتشار في اوساط المجتمع الإسرائيلي. واثناء الحوار أكد زعيم تكتل إئتلاف اليمين المتطرف على ضرورة الآ تضم الحكومة "مؤيدي الإرهاب" لإنهم لا يجوز أن "يكونوا جزءا من الحكومة لا في الحالات الإعتيادية، ولا في حالات الطوارىء." وهو يقصد هنا القائمة المشتركة، ويهدف إلى تثبيت موقفه، والعمل على تكبيل يد الجنرال. بيد ان زعيم تكتل ازرق ابيض، أكد على ضرورة ان تضم الحكومة كل القوى والأحزاب المنتخبة في الكنيست، وهو ما يعني رفض منطق بيبي، وفتح الباب أمام القائمة المشتركة بزعامة ايمن عودة لتكون شريكا في كل الحكومات. وهذا ما تناقلته وسائل الإعلام، نقلا عن بيني حديث العهد في السياسة، بقوله إنه "من الصواب البحث عن تشكيل حكومة طوارىء .. واسعة تشمل جميع الأحزاب في الكنيست."

مما لا شك فيه، ان إنتشار وباء الكزرونا في دولة الإستعمار الإسرائيلية بات يمثل خطرا يهدد المجتمع برمته، ويحتاج إلى تكاثف وتكافل كل الجهود لمواجهته، وعدم حصر التصدي للمعضلة لرئيس حكومة فاسد، يمكن ان يضحي بكل شيء مقابل بقائه في سدة الحكم. لا سيما وانه جر الإسرائيليين لثلاث دورات إنتخابية، ويعمل على الذهاب لدورة رابعة خلال عام، والمنطقي ان تستجيب كل القوى السياسية لنداء تشكيل حكومة، وإن كانت خلفية زعيم تكتل اليمين المتطرف إستخدام حكومة الطوارىء كحبل نجاة له من مقصلة السجن، وإرغام القوى المنافسة وعلى رأسها "ازرق ابيض" العمل تحت قيادته، ثم تعويم الطوارىء لحكومة وحدة وطنية، وهكذا يفلت من المحاكمة والسجن.، أو في حال رفضت تلك القوى المشاركة، فيظهر امام الشارع الإسرائيلي، انه حاول حشد كل القوى لمواجهة الخطر، لكن التكل الخصم يرفض ذلك، ولا هم له سوى الإنتقام الشخصي. وهو ما سيعزز مكانة الحاوي زعيم الليكود في اوساط المجتمع.

لكن كما يقول المثل الشعبي " قلو بتلبدلك، قلو صاحيلك!" في اللحظة السياسية الحرجة، التي يواجه فيها العالم ككل، وليس إسرائيل لوحدها خطر فايروس الكورونا، فإن الضرورة تملي على الجميع العمل تحمل المسؤولية للقضاء على الوباء. إلآ ان الإستعداد للتعاون بين كل المكونات الحزبية والإئتلافية في الكنيست الجديد ال23 لا يعني قبول إملاءات نتنياهو، ولهذا لدى زعيم "كاحول لافان" شرطين الأول رئاسة الحكومة تكون بقيادته، خاصة وان محاكمة نتنياهو ستبدأ بعد ايام قليلة، يوم الثلاثاء القادم 17 آذار / مارس الحالي (2020)؛ الثاني إشتراك كل القوى الحزبية والقوائم بما فيها المشتركة، ورفض "فيتو" نتنياهو، وفي ذات الوقت تحرير يده من قيوده. وبالتأكيد ان غانتس، لن يسمح بتعويم حكومة الطوارىء، إلآ إذا غاب رجل الفساد، وذهب إلى السجن أو الإعتزال في البيت.

وما تقدم أكده الرجل الثاني في "كاحول لافان"، يئير لبيد لموقع "يديعوت احرونوت" الأليكتروني بالقول، أنه "قلنا منذ اليوم الأول أننا نريد حكومة وحدة، ولا أعتقد انه في الأزمة الحالية بالإمكان ان يواجهها شخص واحد (اي نتنياهو) ستبدأ محاكمته يوم الثلاثاء المقبل، ونعتقد ان ثمة حاجة لحكومة وحدة برئاسة بيني غانتس .. وفحصنا ذلك مع الليكود، وهم لا يريدون ذلك، ونتنياهو يريد إنتخابات رابعة."  وكان رئيس "إسرائيل بيتينو"، ليبرمان دعا في مقابلة له على القناة 9 الناطقة بالروسية إلى تشكيل حكومة طوارىء، تتألف من الليكود و"كاحول لافان" وإسرائيل بيتينو، وتستند إلى 69 عضو كنيست، وان تدعم جميع الأحزاب الأخرى حكومة كهذة من الخارج. غير ان الأخير لم يشر لإية ضوابط لتشكيل الحكومة، وابقاها عائمة. رغم انه اكد عشرات المرات رفضه العمل مع نتنياهو.

من المؤكد هناك حراك جدي داخل البيت الإسرائيلي لتشكيل حكومة طوارىء. لكني اعتقد ان نتنياهو سيكون تكتيكه قائم على التالي: ما لم تكن الطوارىء حبل نجاته من مقصلة التهم والسجن، فلن يقبل بها، وسيضع كل العراقيل امامها. كما أني اعتقد ان الجنرال أدرك أهمية عدم السباحة في مستنقع خصمه السياسي الفاسد. وبالتالي لن يقدم له حبل النجاة.

كلمات دلالية

اخر الأخبار