بركة: نتنياهو يريد فرض خدمة إلزامية على المواطنين العرب كبديل للخدمة العسكرية

تابعنا على:   16:31 2022-10-24

أمد/ الناصرة: قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في بداية العام ٢٠١٢ وتحديدا في الشهر الأول منه، وكنت آنذاك رئيسا للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ونائبا عنها في الكنيست، وعلى غير عادة، تلقيت اتصالا هاتفيا مفاجئا من رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك بنيامين نتنياهو الذي قال لي بأنه بصدد فرض ما اسماه بتقاسم العبء، وبمعنى آخر انه ينوي فرض خدمة الزامية معينة على المواطنين العرب كبديل للخدمة العسكرية.

وأضاف بركة في منشور له عبر "الفيسبوك"، خلفية الموضوع أن نتنياهو أراد استمالة ليبرمان وكسب رضاه ،بعد أن هدد الأخير بفك الائتلاف الحاكم لانه أراد فرض خدمة عسكرية او "مدنية" على العرب والحريديم.

وتابع، ليبرمان هذا هو صاحب مقولة " بدون ولاء (لطابع الدولة الصهيوني) لا توجد مواطنة" وضغط على نتنياهو في حينه لتنفيذ هذه المقولة.

وأردف، هذه المقولة تعني أن على العربي أن يتنازل عن هويته وثوابته والولاء لطابع الدولة العنصري ( او قبولها بحالتها وتعريفها العنصريين) مقابل حقوق "يومية مدنية".

وقال بركة، يومها قلت لنتنياهو أن هذا الامر غير وارد ونحن لا نقبل، لا حقوقا مشروطة ولا مواطنة مشروطة.، من نافل القول التأكيد ان نتنياهو باتصاله ذاك اراد تسجيل موقف لليبرمان وللاعلام، ولذلك قلت له باختصار قبل انهاء المكالمة : صحيح انك تتحدث معي ولكنك لا تتحدث اليّ.

وأعرب، كان واضحا أنه اراد إرضاء ليبرمان فقد علمت لاحقا انه تحدث مع الاخوة، النواب احمد طيبي وجمال زحالقة ومسعود غنايم حول نفس الموضوع وتلقى منهم، ودون تنسيق مسبق بيننا، جوابا بنفس المعنى.

كما أشار إلى أن، حلم الصهيونية وحلفائها القاضي بإلغاء الوجود الإنساني الفلسطيني في هذا الوطن وبانتزاع الهوية الوطنية والحقوق القومية من كينونة كل فلسطيني ،لم يغب عنها يوما.

وأضاف، "هذا ثابت عندهم، من أدبيات الصهاينة الاوائل مرورا بالنص الصريح في وعد بلفور الى النكبة والى اختراع عكاكيز عميلة وصولا الى مقولة رابين بعد يوم الارض بانه لا يعترف بحقوقنا القومية انما بحقوق دينية وثقافية وصولا الى ليبرمان وحتى ذروة الوساخة العنصرية التي تمثلت بسن قانون القومية ومن ثمّ الى مشاركة عربية صورية في ائتلاف حكومي .

لماذا أسوق هذا الكلام الآن؟".

وتابع بركة، لأقول ،مجددا، ان تفكيك المجتمع وتفتيت الهوية وتغريب الانسان الفلسطيني ( بمختلف الطرق ومنها اسقاط سياسي وتجهيل واستهداف اللغة العربية وعدم الاعتراف بنا كمجموعة قومية وإشاعة الجريمة والتعامل الامني معنا) ليسوا مجرد أخطاء سقطت "سهوا" في المشروع الصهيوني انما هي سياسة استراتيجية تشكل جوهر هذا المشروع البغيض، العنصرية الموجهة ضدنا هي لأننا فلسطينيون فهل يمكن مجابهة العنصرية دون مجابهة جوهرها؟؟!

وشدد، الفلسطيني في الداخل لا يمكنه أن يكون جزءً من منظومة الحكم في إسرائيل لأنها قائمة على أساس هذا المشروع، ولكنه يستطيع، لا بل عليه أن يكون مناضلا من اجل هويته الوطنية ومن اجل تحصيل حقوقه القومية والمدنية ومن أجل مُثُله الإنسانية من داخل الكنيست ومن خارجها ومن داخل البلاد ومن خارجها.

وقال بركة، "إن خلع معطف الهوية الجامعة والتخلي عن رداء الانتماء الى القضية الوطنية من اجل اوهام تلقّي فتاتٍ في قفص دواجن ، سيقود الى تحقيق حلم الصهيونية من ناحية والى تعرّي مهين من ناحية اخرى : لا فتات يقوتنا ولا رداء يلمّنا".

وقال، نحن لا نخافهم ونحن واثقون من علاقتنا مع هذه الارض (إمّا عليها وإمّا فيها) لكننا لسنا عبثيين لنقول ان تنامي الفاشية لا يهمّنا ولا يقلقنا.

وفي ختام حديثه نوه، علينا مجددا ومجددا التمسك بمقولة مؤتمر الجماهير العربية المحظور بامر عسكري في العام ١٩٨١ :"لم ننكر، ولا يمكن أن ننكر حتى لو جوبهنا بالموت نفسه، أصلنا العريق: اننا جزء حي وواع ونشيط من الشعب العربي الفلسطيني".

كلمات دلالية

اخر الأخبار