لا تحرقوا السفن اضبطوا خطواتكم وردود أفعالكم لا تقعوا في شرك الارتجال

تابعنا على:   08:32 2020-08-16

د. محمد صالح الشنطي 

أمد/ آخر ما ينبغي فعله في هذه (الأزمة المنعطف) أن ننقاد إلى مربع الديماجوجيّة والغوغائية والتسرّع في اتخاذ الخطوات ، يجب أن يكون كل شيء بحساب ، لا تنخدعوا بالجزيرة التي تغتنم الفرصة لتوقع بينكم وبين محيطكم العربي ، صمّوا آذانكم عن الأصوات التي تحرّضكم لتفقدوا كل معاقلكم ، لاتدعوا أحدا يخرج عن الجادّة خصوصا المسؤولين الكبار ، أيّ حديث هذا الذي نسمعه عن اللجوء إلى أعدائنا إذا خذلنا الأصدقاء ؟ وأي كلام هذا عن من دفع و من لم يدفع ؟ لوذوا بالحكمة ؛ فكلّ كلمة محسوبة عليكم ، شكّلوا خلية أزمة من العقلاء كان ينبغي أن تكون قد شكّلت منذ زمن ، لا يجوز أن يسمح لأحد أن يحرق علما عربيا ، لأن العلم أيقونة الشعوب ورمز لكرامتهم ؛ وهم مع القضية وإن تطاول بعض الجهلة  والمندسين والعملاء  ليقعوا بينكم و بين إخوانكم ، لا تسارعوا إلى الفضائيّات ذات الأجندات ، كل كلمة محسوبة ، والسياسة رمال متحركة فلا تنخدعوا بالسراب ، لتكن حساباتكم صحيحة وخطواتكم محسوبة.

       قولوا وجهة نظركم بهدوء وبالأدلة وفنّدوا المزاعم وقدّموا خطابا إعلاميا راقيا وحازما ، لا تنجرفوا خلف الشعارات ، هل فاجأكم الحدث ؟ إذا كان الأمر كذلك فهذا دليل على قصر نظر وقصور في الرؤية السياسيّة والجري وراء الأوهام ، أين بصيرتكم السياسية؟ من غير المسموح أن يترك كل شيء للصدف، أين مختبراتكم وحساباتكم واستطلاعاتكم ومراكز أبحاثكم وأين اللجان المتخصصة ، وخلايا الأزمات ، هل ما زلنا نرتقب الصدف و نراهن على السراب ؟

      عجبت لهذا النزق ومن قيادات وازنة ‘ عجبت لهم وهم ينساقون لما تريده الجزيرة من استثمار للحدث لحسابها الخاص ، يا أخ عزام الأحمد أنت رجل مسؤول : ما الذي تقوله على الجزيرة؟ نرجوك ما هكذا تورد الإبل. يا أخ جبريل: لماذا في هذا الوقت الحرج ومواقع التواصل تناوش الفلسطينيين وسلطتهم تستعدي دولا كانت تدفع وتؤازر حتى يقال إن الفلسطينيين مع من يدفع ، لا يجوز هذا. انتبه فأنت أمين سر اللجنة المركزية لفتح وكل كلمة منك تحسب على فتح ، لست بحاجة لمن يلفت انتباهك إلى أن كل كلمة محسوبة عليك " ليس الشديد بالصرعة ؛ إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب" أهيب بكم أن تتريّثوا قليلا فيما تقولون لا تقلبوا الطاولة في وجه أحد : ابسطوا وجهة نظركم بهدوء وأدب ولا تتنكّروا لأحد ، ولا تركنوا إلى وحدة هشّة ما تلبث أن تنفرط ومع هذا حافظوا عليها ؛ ولكن كونوا على حذر (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)

    محيطنا العربي بمثقفيه ورجاله المخلصين معنا فلا تستعدوهم بالأعمال الغوغائية وحرق الأعلام والصور والمجسمات، القضية عادلة، ردّوا على الاتهامات بهدوء وستجدون من يتجاوب معكم ، هذه لحظة حرجة ، لحظة تستلزم الضبط والربط والإقناع والتواصل مع الأشقاء ، وليس القطيعة معهم ، نريد رشدا سياسيا و حنكة إعلامية ومنطقا مقنعا داحضا للاتهامات مفنّدا للمزاعم ، وليس انفعالا أهوج وضلالة عمياء.

   صبرا أيها الساسة والقادة؛ بالحكمة نتجاوز المرحلة، وبالهدوء نتخطّى عتبات الأزمة، وبالتعقّل نجتاز عتبات الخلاص مهما اشتد الظلام واستعلى الطغيان.

"فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

ا.د. محمد صالح الشنطي

كلمات دلالية

اخر الأخبار