سيناريوهات الرَّد الإيراني على اغتيال أمريكا لسليماني..!! (قراءة في المشهد العراقي)

تابعنا على:   15:25 2020-01-04

صلاح أبو غالي

أمد/ عندما نقرأ المشهد السياسي، والأحداث الدائرة على المسرح العراقي، نرى أن عملية الاغتيال لقائد فيلق القدس "قاسم سليماني"، والذي هو بمثابة الرجل الثاني في إيران، لا توازي التظاهرات التي حصلت من قبل جماعات الحشد الشيعي ضد السفارة الأمريكية لدى بغداد، وبدعم إيراني مباشر، رداً على القصف الأمريكي لمقرات الحشد..
إذاً فعملية الاغتيال ما كانت لتتم، لولا وجود أهداف أكبر وأهم، وهي:
أولاً: ضرب محور المقاومة في مقتل، كون "سليماني" هو الداعم الأبرز لهذا المحور، ويقف خلف أبرز العمليات التي اسستهدفت المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة، وأبرزها عملية استهداف أرامكو السعودية..
ثانياً: يأتي هذا الاغتيال على خلفية ارتباط وثيق وإلى حد كبير بحسابات أمريكية داخلية، بالنظر إلى الحالة السياسية المعقدة التي يعيشها "ترامب"، وحاجته إلى تحقيق انتصارات، ترفع من أسهمه في الإنتخابات القادمة..
وعن خيارات المواجهة بين طرفيَ الصِّراع، فلن تكون حرب تقليدية بمعنى الكلمة، بل ستأتي في إطار رد الفعل، من خلال عمليات نوعية تستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة كما جرت العادة، وقد تمتد لساحات أخرى تشمل اليمن وأفغانستان..
بالنسبة للرَّد الإيراني: نستنبط أن هناك اتفاق ضمني بين الطرفين يكمن في تفاصيل الأحداث على الأرض، ومنه نرى ونقرأ " أن المواجهة ستنحصر في الساحة العراقية بشكل أكبر، لأن الحرب المباشرة سيكون خياراً "انتحاريا" بالنسبة لإيران..
وأما بخصوص الولايات المتحدة الأمريكية: فإن أية مواجهة مباشرة مع إيران، ستكون مكلفة جداً لها ولحلفائها، سواء في منطقة الخليج أو إسرائيل..
في الحقيقة، ومما نقرأه من المشهد، فإن مآلات الرَّد الإيراني والذي قد يأتي خلال أسابيع، وما سيتبعه من تطوُّر للأحداث في المنطقة، ربما ينهي وبقوة جميع آمال وطموحات "ترامب" بالاحتفاظ برئاسة الولايات المتحدة، أو أي فرص سياسية قادمة، خاصة وأن هناك تحذيرات قوية صدرت عن سياسيين في واشنطن، لا سيما عن أعضاء ديمقراطيين بمجلس الشيوخ، تحذِّر من أن الرئيس الجمهوري "ترامب" بات يضع أرواح الجنود الأمريكيين في خطر، ودون أدنى مسؤولية..
وفي كل الحالات، فالشَّعب العراقي في النهاية سيكون هو الخاسر الأكبر، سواء من حيث التكلفة الإنسانية أو السياسية، سواء على المدى القريب أو البعيد..

اخر الأخبار