"خربشة مقدسية" في جسد المحتل!
تاريخ النشر : 2021-11-22 08:31

كتب حسن عصفور/ عملية نوعية كفاحية، غابت منذ زمن بعيد، نفذها فادي شخيدم في قلب مدينة القدس المحتلة، قرب مكان إعدام الطفل عمر أبو عصب قبل أيام لا أكثر.

عملية الأحد 21 نوفمبر 2021، تميزت بكونها تحد صارخ لكل ما في القدس من إجراءات، حملت شجاعة فردية عالية، مواطن عمره 42 سنة، معروف الاسم والانتماء، متزوج يعيش حياة متوسطة، لم يتعرض لطرد أو تطهير، فهو أحد سكان المخيم الفلسطيني الوحيد داخل بلدية حدود القدس، ممن يسمون حملة الهوية الزرقاء، تمييزا عن مخيم قلدنا المقدسي خارج حدود تلك البلدية، ظروف لا تشير الى حالة غضب وسخط فردي، لذا كان قرار المواجهة خيارا كفاحيا مميزا.

"عملية فادي المقدسية"، مثلت إعادة لنموذج التحدي الشعبي – العسكري، تشكل درسا للفصائل الفلسطينية قبل سلطة الاحتلال، أن دوما هناك ممكنا نضاليا يمكن أن يكون رأس حربة في طعن المشروع الاحتلالي برمته، وليس مقتل بعضا من أدواته، عملية تفتح الباب لإزاحة "الغبار المتراكم" على ثقافة الفعل الوطني.

"عملية فادي المقدسية"، رسالة للسلطة الفلسطينية قبل العدو، ان أهل القدس يمكنهم فعل ما هو ضرورة وطنية، فيما لو تكامل التفاعل بينهم ومن يمثلهم لكسر شوكة المحتلين، رغم كل ما يبدو ظاهرا في سطح المشهد العام، من "خمول وطني عام".

"عملية فادي المقدسية"، رسالة الى بعض المحيط عربيا ودوليا، أن المشهد الرسمي الفلسطيني لا يمثل حقيقة العمق الانتمائي الفلسطيني، والانقسامية جرثومتها مصنعة في معامل عدو الشعب لضمان مشروعه التهويدي.

"عملية فادي المقدسية"، رسالة الى دولة العدو الوطني – القومي، أن غياب المواجهة المتواصلة التي عاشتها القدس سنوات، وحاصرت مشروع الاغتصاب والتطهير العرقي والعنصرية، غياب مؤقت، يمكنها أن تعود في لحظة دون أي مقدمات، وبلا إذن أو أمر ما، فكل ما بالقدس، كما الضفة والقطاع مخزون كفاحي لم ينته، يمكنه أن ينفجر، بعيدا عن أدوات القتل والإعدام المنتشرة في كل حي و "زنقة"...

"عملية فادي المقدسية"، فعل نضالي مواجه يحمل جرأة، قد تعيد حالة الرعب التي عاشت مع جيش العدو وأدواته الإرهابية من مستوطنين وعملاء، ولن يشعر بأمن ذاتي خلال تجواله داخل المدينة المقدسة، عاصمة دولة فلسطين التي تنتظر يوما أن تكون.

"عملية فادي المقدسية"، تأكيد المؤكد الوطني، أن باب المواجهة الكبرى، والتي طالت 4 سنوات قادها الشهيد الخالد المؤسس ياسر عرفات الى أن غادر شهيدا، لم تنكسر تاريخيا، وكل ما هو قائم عوامل انطلاقها، لتعيد المشروع الوطني الى مكانته، التي تم "دهسها" فلسطينيا رسميا – فصائليا قبل أن يكون من العدو الوطني.

"عملية فادي المقدسية"، بسلاحها الإنساني – العسكري، مظهر انبعاثي لشكل تحد من نوع خاص، يمكنها أن تفتح الباب لحركة متسعة لشكل كفاحي جديد.

"عملية فادي المقدسية"، لا يجب أن تكون فعل منعزل عن عمق الحراك الشعبي "الخجول" في مناطق مقدسية، خاصة في حي الشيخ جراح وسلوان وبعض غضب في مناطق منها.

"عملية فادي المقدسية"، مع ما يحدث من "ململة شعبية" يمكنها أن تحدث "خربشة حقيقية" في جسد المحتل، تصيبه بأذى أعمق كثيرا من أثرها المباشر، وربما تجبر كل متجاهل للحق الوطني رؤية أن "الفلسطينية" لم تعد خبر ماض، ولن تكون.

"عملية فادي المقدسية"، لا يجب أن تصبح فعل المرة الواحدة، وكأنها هروب من عجز طال أمده.

"عملية فادي المقدسية"، هرمون كفاحي لتطوير الفعل الوطني على طريق الخلاص من الخمول الوطني!

ملاحظة: اعتماد عمر أبو عصب وفادي شخيدم من شهداء الثورة والشعب رسميا من السلطة الفلسطينية رسالة لا تنتظر التفكير...بعض من رد الضرورة على العدو القومي!

تنويه خاص: يبدو أن "البعض الفلسطيني" لساتهم مش مصدقين أن منصور عباس فقد جينه الوطني...موقفه من عملية "الكارلو المقدسية" كسر كل ذرائعهم ليؤكد المؤكد أنه لم يعد يشبه أهله!