حوارية الغربة والوطن !!
تاريخ النشر : 2021-09-27 20:06

*اللوحة الأولى" الغربة "
في جلسةٍ ذاتَ مساءْ
ومع سقوطِ الثلج
وقساوةِ بردِ الشتاءْ
في هذي البلاد،،
سألَ الابنُ أباه :
لماذا نحنُ في كندا
وفي النرويجِ إخواني
أليس لنا مثلُهم بلدٌ
لماذا نحن غرباءْ؟!
***
*اللوحة الثانية " الوطن "
أجابَ الأبُّ مُلتاعا:
هُناكَ كانَ لنا وطنٌ
مِن أجملِ الأوطان
احتَلَّتهُ جُيوشُ أعدائي
وباعَهُ إخوانٌ أشقاءُ
أُرغِمنا على الهجرة
ولم تنفع لنا شكوى
في أُممٍ هي ضحلا
وبتنا في بلد نائي
لعلَ الهجرَ نِسياني
تَركنا الدارَ للذِكرى
عسى في غدٍ عَودة!!
***
*اللوحة الثالثة " الأهل "
-وما أخبارُ أعمامي
وأينَ الآنَ أخوالي؟!
-تَفرقَتْ بِهُم سَبأٌ
مِن نَجدٍ لِتَطوانِ
في بلادِ النفطِ عمالُ
قَضوا بها عُمرا
أشغالٌ وأعمالُ
مُهندِسٌ يبني لهم
طبيبٌ يُداويهم
وأستاذٌ يُعلِّمهم!!
***
*اللوحة الرابعة" الشهداء"
-لكني سألتُ والدتي :
أُماهُ..أليسَ لي خالُ؟!
أجابتني والدمعُ سَيَّالُ
-بل هُم ثلاثةُ أخوالِ
في غارةٍ غدارةٍ قُتِلوا
بعدما خاضوا معركةً
خِلالَ ثلاثةِ أيامِ
كانوا فيها أبطالاً
رووا بدمائهم أرضاً
كانت لهم عِشقاً
فكانوا خيرَ أبناءْ
أعداؤهم لهم شَهِدوا
وباتوا الليلَ في فرحٍ
في جَنةِ اللهِ
مع الشهداء !!
***
*اللوحة الخامسة" الحقيقة"
-قُلْ لي الحقيقةَ يا أبتي:
هل وطني قريبٌ
أم بعيد ؟؟
أم أنني المُطاردُ
والطَريد،،
من وطنٍ بات محتلاً
وصار يُسمى
بالوطنِ السليب
وأنا الآنَ المُهاجرُ
وعنه أمسيتُ الغريب !!
***
*اللوحة السادسة " البحر " :
ركبتُ البحرَ مُرتحلا
وأسأَلُه:
متى الوصولُ يا موجُ
إلى مرسى قريبْ
تشردتُ من وطني
وافترقَ الحبيبُ
عن الحبيبْ
فرّدَ البحرُ من عجبٍ:
بلادُ العُربِ قد ذهبتْ
من الغياب..
إلى المغيب
وبتنا في أمرٍ مُعيب !!
***
*اللوحة السابعة " أمتي "
أمتي يا أمةَ العربْ
هل من مُجيب
هل من سبب
توزعتْ القبائلُ
تقاتلتْ العرب
واللهِ إنهُ الأمرُ المُريب
جامعةُ الدول من زمنٍ
كانت تُسمى
" بيتُ العرب "
أمستْ في خلافٍ
تنتحبْ
وهناكَ الأرضُ تُغتصبْ
والأقصى سليبْ
والقدس تُنادي أُمتي
لا معتصم بها يُجيب!!
***
*اللوحة الأخيرة " ربيعٌ وخريف"
قل لي يا أبتي صَراحةً :
هل نحنُ خيرُ أمةٍ
صِدقا ؟!
أم أنّ هذا القول
غيَّرَهُ زعاماتِ النحيبْ
باتت ليالينا سُوداً
عِجافا،،
سِرنا بها
دون سبيلٍ
أو دليلْ
في ربيعِ عنفٍ
أَم خريفْ
لا فرقَ هنا
بين الفُصول
فكُلُنا إما قتيلٌ
أو قتيلْ!!