ذكرى رحيل المناضل يونس خليل الفريحات (أبو ناصر)
تاريخ النشر : 2018-04-03 23:29

مُنْذُ عامٍ انْتَقلَ إلى رحْمَةِ اللهِ تعالي المُناضِل/ يونس خليل الفريحات (أبو ناصر) عضْوُ المَجْلِسِ المرْكزِيِّ الفِلَسْطينيِّ الذي وافاهُ الأجلُ المحتومُ مساءَ يومِ الثُّلاثاءِ المُوافِقِ 4/4/2017م في العاصِمَةِ الأرْدُنيَّةِ عمَّان، بعْدَ حياةٍ حافِلَةٍ بالعَمَلِ الوطنيِّ منذُ تأسيسِ رابِطَةِ طلَّابِ فِلَسْطينَ في القاهِرةِ في بِدايَةِ خمْسيناتِ القرْنِ الماضي معَ الشهداءِ الأَكْرَمين/ ياسر عرفات وصلاح خلف وفتحي البلعاوي ومعَ القائِدِ الوَطَني/ سليم الزعنون (أبو الأديب) إلى أنْ لاقى وجْهَ ربِّةِ آمِناً مُطْمَئِنّا، حيثُ كانَ طيلةَ حياتهِ مِثالاً للْعملِ الوطَنِيِّ المُلْتَزِمِ بقَضايا شعْبهِ وأُمَّتِهِ في جميعِ المراحِلِ و السّاحاتِ التي تواجَدَ فيها و خاصَّةً الممْلَكةَ العربِيَّةَ السعودية.
المناضلُ/ يونس خليل الفريحات من مواليدِ مدينَةِ بِئْرِ السّبع عام 1932م، اْستقرَّ بعْدَ نكْبةِ عامِ 1948م مع أُسْرتِهِ في بلْدَةِ الظَّاهِريّة قضاءَ الخليل، أنْهى دِراسَتَهُ الثَّانَوِيَّةَ في ثانوِيَّةِ الحُسَينِ بْنِ عليٍّ في الخليل عام 1950م.
التحقَ مُبَكِّراً في مَطْلعِ الخَمْسيناتِ من القرنِ الماضي بحزبِ البَعْثِ العربِيِّ الاشْتِراكيِّ وكان منَ المُشارِكينَ في المُظاهَراتِ التي حدَثَتْ عامَ 1952م، مِمَّا اضْطَرَّهُ إلى المُغادَرَةِ سِرّاً من مدينةِ الخليل مُتَسَلِّلاً إلى مدينةِ غزّةَ هو وعددٌ منَ النُّشَطاءِ منْهم عبد المحسن أبو ميزر حيثُ كانا الاثْنَيْنِ ينْتَمِيانِ إلى حزْبِ البَعْثِ العربِيِّ الاشْتِراكِيِّ في ذلك الوقْت، ومِنْها توَجَّها إلى القاهرة.
التحقَ يونس الفريحات بجامعةِ القاهرةِ في العام الدراسيِّ 1952/1953م وتخرَّج مِنْها عام 1956م بعدَ حصولهِ على بكالوريوس تِجارة.
خِلال فتْرةِ دِراستِهِ الجامِعيَّة تعرَّف إلى رِفاقِ الدَّرْبِ في النِّضالِ من خلالِ رابِطَةِ الطُّلّاب الفِلَسْطينِيِّين والتي انْتَسَبَ إليْها ومِنْهمْ (ياسر عرفات، فتحي البلعاوي، صلاح خلف، سليم الزعنون، عبد المحسن أبو ميزر، وجويد الغصين وآخرين).
كان يونس خليل الفريحات منَ الرَّعيلِ الأوَّلِ في الرَّابِطَةِ وشَريكاً ومُؤَسِّساً وانتُخِبَ عُضْواً في أمانَتِها العامَّة، وهِي أوَّلُ عملٍ نقابيٍّ فِلَسْطينيٍّ بعدَ النَّكْبة.
بعد تخرِّجِهِ من الجامِعَةِ عادَ إلى الضِّفَّةِ الغربِيَّةِ وعمِلَ مُدرِّساً في مدارسِ الخليل لمُدَّةِ سنَتَيْن، ثمَّ تعاقَدَ مع شرِكَةِ مُقاولاتٍ للعملِ مُحاسِباً في الممْلكَةِ العربِيَّةِ السَّعودِيَّة (الرياض) وذلك منذ العام 1959م.
خلال عمله في الرياض الَتقى كل من الأخوة المهندس/ عبد الفتاح حمود والمهندس/ كمال عدوان، ومحمد الأعرج (أبو الرائد) وأحمد قريع (أبو علاء) ومحمد على شمس الجعبري، وهناك تعرف على فِكر حرَكةِ فتْحٍ وتخلَّى عنِ انْتِماءِهِ لِحزْبِ الْبَعْثِ العَربِيِّ الاشْتِراكي.
التحق يونس الفريحات بتنظيم حركة فتح منتصف الستينات في السعودية حيث أصبح عُضْواً فاعِلاً في التَّنْظيمِ ومنْ ثمَّ أصبحَ أمينَ سِرِّ التَّنْظيمِ في الدَّمَّامِ والمنْطِقَةِ الشَّرْقِيَّةِ من السعودية.
شارك المُناضل/ يونس الفريحات في مؤتَمراتِ حركةِ فتح التأْسيسيَّةِ مُمَثَّلاً عن إقليم السعودية إلى المؤتمر السادس الذي عُقِدَ في مدينةِ بيت لحم عام 2009م
شارك في دورات المجلِسِ الوَطَنِيِّ الفِلَسْطينيِّ منذ العامِ 1974م إلى آخر مؤتمرٍ طارئٍ عُقِدَ عام 2008م.
في عام 1983م أصبح المناضل/ يونس الفريحات عضواً في المجلسِ المركَزيِّ لمنظمةِ التحرير الفلسطينية وأصبح عضواً في اللجنة السياسِيَّة بالمجْلِسِ الوطني الفلسطيني.
في السعودية أصبح معتمد إقليم المنطِقَةِ الشرقِيَّة من السعودية وعضْوَ لجنةِ الإقليم الموحَّدِ بالمملكة.
خلال عملِهِ في العربية السعودية أسَّس شرِكَةً تِجاريَّةً مع صديقٍ سعوديٍّ وبقيَ فيها لغايةِ عام 2000م، حيثُ أنهى عَملَهُ في السعوديةِ واستقرَّ في الأردن.
حالتْ ظروفهُ الصحِّيَّةُ دونَ حُضورِهِ المُؤْتمرَ السابعَ للحركةِ الذي عُقِدَ في مدينةِ رام الله عام 2016م.
المناضلُ أبو ناصر صاحبُ أخلاقٍ عاليةٍ وعطاءٍ لا ينْضَب، كريمُ النفس، ذو سمعةٍ طيِّبة، لمْ يتَوانَ عنْ تقديمِ أيِّ خدمةٍ تُطْلبُ منهُ لمساعدةِ المُحْتاجين، كلُّ من عرِفهُ يشْهدُ لهُ بنقائِهِ وصِدْقِ انْتمائِهِ لثوْرتِهِ وقضِيَّتهِ ولِفِلَسْطين، كان جريئاً في قوْلِ كلِمةِ الحقِّ وكان مِعْطاءً بلا حدود.
رحل أبو ناصر بعد حياةٍ قضاها مُدافِعاً صَلْباً عن قضايا وطنهِ وشعبهِ وعن قضايا الحقِّ والعدل.
رَحِمَ الله المناضِلَ الكبير/ يونس خليل الفريحات (أبو ناصر) وأسْكَنَهُ فَسيحَ جنَّاتِه.