الى ذكرى الراحل الموسيقار الكبير مهدي سردانة..بعض مما أنتج موسيقى ثورة غضب
تاريخ النشر : 2016-09-12 23:22

أمد/ القاهرة: توفي الفنان الفلسطيني، مهدي سردانة، المعروف باسم ملحن أناشيد الثورة الإثنين، بالقاهرة، بعد صراع مع المرض.

إن الراحل كان قامة فنية وطنية وقدم الكثير لأجل القضية الفلسطينية ولحركة فتح خلال مسيرة نضاله، وكانت بصمته حاضرة في مختلف مراحل وميادين الثورة الفلسطينية والتي تمكن من أن يؤرخها فنيا، ما كان يشحذ من همة الشباب المقاوم بألحانه الوطنية للثورة الفلسطينية التي أضحت رصيدا فنيا يجسد التاريخ الفلسطيني المقاوم.

يذكر ان الفنان مهدي أبو سردانة ولد في 15/10/1940 في قرية الفالوجة الواقعة بين مدينتي الخليل وغزة، وشهد النكبة، وعلى اثرها انتقل لاجئاً إلى الأردن، ثم عاد إلى غزة، والتحق بصفوف المقاومة الفلسطينية مبكرا.

وفي عام 1958 استقر به المقام في مصر، حيث عمل في إذاعة «صوت العرب» القاهرية، وكان بصحبة كل من فؤاد ياسين (مؤسس صوت العاصفة) فيما بعد، والفنان أبو عرب وكامل عليوة؛ وبدأ مسيرته الفنية مؤديا لألحان كبار الملحنين المصريين من أمثال بليغ حمدي ورياض السنباطي، ثم انتقل بعدها إلى إذاعة (صوت العاصفة) التي كانت تبث من القاهرة ومخصصة لتكون ناطقة باسم الثورة الفلسطينية، فالتقى هناك بالشعراء صلاح الحسيني ومحمد حسيب القاضي، وشكّلوا معا ما يشبه الرابطة لإنتاج الأناشيد الثورية وتلحينها ونشرها عبر أثير صوت العاصفة، التي أصبح اسمها (صوت فلسطين).

ويعتبر سردانة من أشهر ملحني أغاني الثورة، حيث لحن معظم أغاني وأناشيد الثورة الفلسطينية منذ حرب النكبة 1948،  ومن ألحانه: « طالعلك ياعدوي طالع، وثوري ثوري يا جماهير الأرض المحتلة، وأنا يا أخي، وعالرباعية، ويا شعبنا في لبنان، شدو زناد المارتين»، وتم تكريم الملحن الكبير من قبل الرئيس محمود عباس الذي منحه عام2011 وسام الاستحقاق والتميز تقديرا لدوره الوطني في حقل الإبداع الفني والثقافي.

من الزاوية الصوفيّة

كان سردانة مغرمًا بالموسيقى، وقد بدأ وعيه الموسيقيّ بالتشكّل منذ الطفولة، في الزاوية الصوفيّة التي أسّسها والده، الشيخ محمّد سردانة في الفالوجة، حيث استمع للأذكار وتلاوات القرآن، مرورًا بعمله ملحّنًا في الإذاعة المصريّة في الخمسينات، وصولًا إلى تلحين أهمّ وأشهر أناشيد وأغاني الثورة الفلسطينيّة، والتي ظهرت في السنوات التالية لانطلاقة الثورة الفلسطينية، وعلى الأخصّ حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ (فتح)، عام 1965، وقد شكّلت لونًا جديدًا من الفنّ الذي أصبح يعرف بـ 'الفنّ المقاوم'.