النوبات الكلوية.. أسبابها والأشخاص المعرضون للخطر وطرق الوقاية
أمد/ عندما نسمع كلمة نوبة، يعتقد معظمنا أن الأمر يتعلق بالقلب، ومع ذلك، يمكن أن تواجه الكلى أزمة مماثلة تُعرف باسم نوبة الكلى، أو الإصابة الكلوية الحادة (AKI) وتحدث هذه الحالة عندما تفقد الكلى فجأة قدرتها على تصفية الفضلات وموازنة السوائل، وغالبًا في غضون ساعات أو أيام، وفقًا لموقع "Onlymyhealth".
وعلى عكس مرض الكلى المزمن، الذي يتطور تدريجيًا، فإن نوبة الكلى تضرب دون سابق إنذار ويمكن أن تؤثر على أي شخص، حتى أولئك الذين يبدون بصحة جيدة، وإذا لم تُعالج على الفور، فقد تؤدي إلى تلف دائم في الكلى ومضاعفات تهدد الحياة وتتطلب دخول المستشفى بشكل عاجل أو الخضوع لغسيل الكلى أو إجراء تدخلات طبية مكثفة أخرى لتثبيت وظائف الكلى، ويساعد التشخيص المبكر وإجراء الفحوصات الدورية والوعي بعوامل الخطر مثل الجفاف والالتهابات وبعض الأدوية أمر بالغ الأهمية للوقاية والعلاج في الوقت المناسب.
فهم نوبة الكلى وكم تستغرق من الوقت؟
تحدث النوبة الكلوية أو إصابة الكلى الحادة عندما تتوقف الكلى فجأةً عن العمل كما ينبغي، وعلى عكس مرض الكلى المزمن، الذي يتطور تدريجيًا على مدى أشهر أو سنوات، تتطور النوبة الكلوية بسرعة، وغالبًا ما تصيب الأفراد الذين بدوا بصحة جيدة قبل أيام قليلة.
فهم وظائف الكلى
الكليتان عضوان على شكل حبة فاصولياء يقعان أسفل القفص الصدري على جانبي العمود الفقري، ويبلغ حجم كل كلية تقريبًا حجم قبضة اليد وتؤدي العديد من الأدوار الحاسمة في الحفاظ على توازن الجسم، فهي تزيل السموم والفضلات من الدم، وتنظم مستويات الماء والشوارد، وتساعد في التحكم في ضغط الدم، وعندما تفشل الكليتان فجأة، تتراكم السموم في مجرى الدم، وتصبح السوائل غير متوازنة، وتبدأ الأعضاء الحيوية في المعاناة.
وتعتمد مدة نوبة الكلى على السبب الكامن وراءها ومدى الضرر، ففي بعض الحالات، قد تبدأ وظائف الكلى في التعافي في غضون أيام قليلة بمجرد معالجة السبب، ومع ذلك، في الحالات الأكثر شدة، قد يستغرق الأمر أسابيع أو أشهر حتى تعود وظائف الكلى الطبيعية، وإذا كان الضرر واسع النطاق أو تُرك دون علاج، فقد يؤدي إلى ضعف دائم في الكلى أو حتى مرض الكلى المزمن، مما يتطلب رعاية طبية طويلة الأمد أو غسيل الكلى، لذلك فإن التشخيص المبكر والعلاج السريع ضروريان لتحسين النتائج ومنع الضرر الذي لا يمكن إصلاحه.
ما الذي يسبب نوبة الكلى؟
نادرًا ما تحدث نوبة الكلى منفردة، وعادةً ما تنجم عن حالة أو حدث يعيق تدفق الدم إلى الكلى أو يُلحق ضررًا مباشرًا بأنسجة الكلى.. على النحو التالى:-
الجفاف الشديد
عندما يُصاب الجسم بجفاف شديد، لا يصل تدفق الدم الكافي إلى الكليتين، مما يحرمهما من الأكسجين والمغذيات اللازمة لوظائفهما، مما يؤدي إلى إجهاد كلوي مفاجئ أو فشل كلوي.
العدوى مثل الإنتان
الإنتان حالة تُهدد الحياة، حيث تنتشر العدوى بسرعة عبر مجرى الدم، مُرهقة الجهاز المناعي، وقد تُؤدي الاستجابة الالتهابية أثناء الإنتان إلى تلف أنسجة الكلى، مما يُؤدي إلى إصابة كلوية حادة.
انخفاض ضغط الدم
قد يؤدي انخفاض ضغط الدم المفاجئ أو المستمر إلى منع وصول كمية كافية من الدم الغني بالأكسجين إلى الكليتين، وقد يحدث هذا أثناء جراحة كبرى، أو بعد إصابة بالغة، أو نتيجة لحالات طبية خطيرة أخرى.
انسدادات في المسالك البولية
عندما يُسد تدفق البول، يتراكم الضغط على الكلى، وقد تُسبب حالات مثل حصوات الكلى، أو تضخم البروستاتا، أو الأورام هذا الانسداد، وإذا لم يُزل الانسداد، فقد يؤدي إلى تلف الكلى أو الفشل الكلوي التام.
أمراض القلب أو الكبد
غالبًا ما يعاني الأشخاص الذين لديهم قصور القلب المتقدم أو أمراض الكبد من انخفاض تدفق الدم إلى الكلى أو احتباس السوائل الزائد، وكلاهما يضع ضغطًا كبيرًا على وظائف الكلى.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بنوبة كلوية؟
بعض الأفراد أكثر عرضة للإصابة بتلف الكلى الحاد، مثل كبار السن، وخاصةً من تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، بسبب التراجع الطبيعي في وظائف الكلى المرتبط بالعمر، كما أن مرضى السكري أو ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بتلف الكلى لأن هذه الحالات تؤثر على الأوعية الدموية التي تغذي الكلى، ويواجه المرضى في المستشفيات، وخاصةً في وحدات العناية المركزة، خطرًا متزايدًا بسبب الأمراض الشديدة أو العدوى أو العمليات الجراحية المعقدة، كما أن تناول العديد من الأدوية التي تؤثر على الكلى قد يزيد من هذا الخطر، خاصةً لدى كبار السن أو المصابين بأمراض الكلى.
كيف يبدأ ألم الكلى أو الانزعاج؟
من أكثر الجوانب المثيرة للقلق في نوبة الكلى أنها غالبًا ما تتطور في صمت، وفي كثير من الحالات، لا تظهر سوى علامات تحذيرية قليلة حتى يحدث ضرر جسيم، وقد تشمل الأعراض المبكرة، تورمًا في الساقين أو الكاحلين أو الوجه، وشعورًا بالتعب أو الضعف، وغثيانًا أو فقدانًا للشهية، ويلاحظ بعض الأشخاص قلة التبول أو أن لون البول لديهم أغمق من المعتاد، ومع تفاقم الحالة، وقد تظهر أعراض إضافية مثل ضيق التنفس، والارتباك، وألم الصدر، وتحدث هذه الأعراض بسبب تراكم السموم في الجسم وتأثيرها على أعضاء أخرى، إن التعرف على هذه الأعراض مبكرًا وطلب المساعدة الطبية فورًا يُحدث فرقًا حاسمًا في التعافي.
هل يمكن أن تتعافى الكلى بعد الإصابة بنوبة كلوية؟
تتمتع الكلى بقدرة استثنائية على إصلاح نفسها إذا تم العلاح مبكرًا، حيث يستعيد الكثير من الناس وظائف الكلى بشكل كامل خلال أسابيع أو أشهر من الرعاية الطبية المناسبة، ومع ذلك، قد يعاني البعض من انخفاض في قدرة الكلى، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى مستقبلًا، فإذا لم يكتمل التعافي، فإن المراقبة الطبية المستمرة وتعديلات نمط الحياة يمكن أن تساعد في إدارة الحالة والحفاظ على وظائف الكلى المتبقية.. كما يلى:
الحفاظ على ترطيب الجسم وشرب كمية كافية من الماء.
تجنب الأدوية غير الضرورية.
إدارة ضغط الدم.
كيفية الوقاية من النوبات الكلوية
على الرغم من أنه لا يمكن منع جميع حالات إصابة الكلى الحادة، إلا أن اتباع نمط حياة صديق للكلى يمكن أن يقلل بشكل كبير من المخاطر، مثل شرب الكثير من الماء طوال اليوم، خاصةً خلال الطقس الحار أو المرض، للحفاظ على ترطيب جيد للجسم، تجنب تناول مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية، واتبع نصيحة طبيبك عند وصف أي دواء جديد، مع مراقبة مستويات السكر وضغط الدم بانتظام، لأن عدم السيطرة على داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم قد يُلحق ضررًا خفيًا بالكلى، وإذا كنت معرضًا لخطر كبير أو لديك تاريخ من مشكلات الكلى، فيمكن أن تساعدك اختبارات الدم والبول المنتظمة في اكتشاف علامات التحذير المبكرة قبل أن تتفاقم إلى حالة طبية طارئة.
