ليتها تصدأ كلّ المدافع!

تابعنا على:   18:26 2025-02-04

مارسيل غطاس 

أمد/ ليتها تصمتُ أصوات البنادق، وتخرس مدافع الموت التي لا تميّز بين الظالم والمظلوم، بين الطفل والمقاتل، بين بيت دافئ وركام بارد. ليتها تُصبح خردةً تُلقى في زوايا النسيان، فلا تَقتل بسببها يدٌ، ولا تُحرق بلهيبها أرض، ولا ندفن بها أحلامًا وذكريات.

وطنٌ لا تهزّه المدافع

إنّ الأوطان التي تُبنى على أصوات القنابل، تتشقق جدرانها يومًا تحت وطأة الصراخ، وتضيع هويتها بين الدم والرماد. فلا العنف يخلّد قضية، ولا العصبية تصنع انتصارًا، بل المقاومة الحقيقية هي مقاومة الفكر بالعلم، والاستبداد بالوعي، والاحتلال بالإرادة التي لا تُكسر.

جيلٌ يقاوم بذكاء، لا بعنف

ليس السلاح وحده من يحفظ الكرامة، بل العقل المدبّر، والكلمة القوية، والعلم الذي يُخرِجنا من ظلام الجهل إلى نور الحرية الحقيقية. الجيل الذي نطمح إليه ليس ذاك الذي يحمل البندقية قبل الكتاب، بل الذي يتقن فن البقاء دون أن يكون أداة في يد جلّاده. الجيل المقاوم بذكاء هو من يعرف متى يصمت ومتى يتكلم، متى يصبر ومتى يتحرك، متى يرفع سلاحه ومتى يرفع صوته.

سلامٌ عادل، لا استسلام مذل

نحن لا ندعو إلى سلام يُقيّد الأيدي ويُكمّم الأفواه، بل إلى سلام عادل، يُعيد الحقوق لأهلها، ويضمن لكلّ أم أن تُربي طفلها بلا خوف، ولكلّ بيت أن يظل قائمًا بلا رعب، ولكلّ وطن أن يبقى شامخًا بلا احتلال. فالسلام الحقيقي ليس هدنةً مؤقتة، ولا معاهدةً تُكتب ثم تُنتهك، بل هو حالة من القوة العاقلة، التي تحفظ الحقوق ولا تتنازل عنها، وتمنح الحرية دون أن تُباع بثمن.

ليتها تصدأ كلّ المدافع، لتصبح أصوات الأطفال في المدارس أعلى من أزيز الرصاص، ولتُصبح الكتب دروعًا تحمي العقول من الانقياد خلف الضلال، وليكن القلم أقوى من أي بارودٍ يحرق الأرض ويمحو التاريخ. عندها فقط، يُولد جيلٌ لا يحتاج إلى العنف ليثبت وجوده، بل إلى الفكر الذي يَصنع منه قامةً لا تنحني، وروحًا لا تنكسر، وصوتًا لا يُخفتُهُ أحد!
 

اخر الأخبار