بايدن يشتري كتاب حرب الـ100 عام على فلسطين..والمؤلف: "تأخر 4 سنوات"

تابعنا على:   17:27 2024-11-30

أمد/ واشنطن: توجه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن في يوم الجمعة السوداء، إلى المتاجر، وفاجأ الحاضرين باختيار نسخة من كتاب يصف تأسيس إسرائيل بأنه "استعمار" قوبل بمقاومة فلسطينية، وهو ما وصفها مؤلف الكتاب بـ"خطوة" تأخرت 4 سنوات.

وغادر بايدن (82 عاماً) مكتبة "نانتوكيت بوكوركس" وهو يحمل أمام الصحافة نسخة من كتاب "حرب الـ100 عام على فلسطين تاريخ الغزو الاستعماري الاستيطاني والمقاومة"، للأستاذ الفخري بجامعة كولومبيا رشيد الخالدي.

صراع أزلي

ويذكر الكتاب أن "التاريخ الحديث لفلسطين يمكن فهمه على أفضل وجه بهذه المصطلحات، حرب استعمارية شنتها مجموعة متنوعة من الأطراف ضد السكان الأصليين، لإجبارهم على التخلي عن وطنهم لشعب آخر ضد إرادتهم".

ويشير الخالدي، وهو من أصل فلسطيني ولبناني، إلى الإدارة الأولى للرئيس المنتخب دونالد ترامب باعتبارها "متحدثة باسم" إسرائيل، ويتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقيادة "الحكومة الأكثر تطرفاً" في تاريخ بلاده. كما ينتقد الأكاديمي المتخصص في الدراسات العربية ما يصفه بالتغطية الصحافية المنحازة لصالح إسرائيل.

وقال الخالدي لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "أنا لا أتحدث إلى صحيفة واشنطن بوست (أو صحيفة نيويورك تايمز في هذا الشأن)، لذا فإن هذا ليس للنشر، لكن رد فعلي هو أن هذا (زيارة بايدن) متأخرة 4 سنوات".

ولم يتضح على الفور ما إذا كان بايدن اشترى الكتاب أم أنه أعطي له أثناء وجوده في المتجر، بعد أن تناول هو وابنه الأول هانتر بايدن (54 عاماً) العشاء مع ابنته الأولى آشلي بايدن وأفراد آخرين من العائلة في مطعم "برذرهوود أو ثيفز"، قبل حفل إضاءة شجرة عيد الميلاد.

وأشار بايدن مراراً وتكراراً إلى أنه يعتبر نفسه صهيونياً، أي مؤيداً للحركة التي حفزت الهجرة اليهودية إلى الأرض المقدسة، مما أدى إلى إنشاء دولة احتلال إسرائيلي منذ 1948.

بايدن الصهيوني

قال بايدن للرئيس الإسرائيلي الزائر إسحاق هرتسوغ في 12 نوفمبر( تشرين الثاني) في المكتب البيضاوي: "لا يجب أن تكون يهودياً لتكون صهيونياً. أنا صهيوني". ومع ذلك، انتقد مؤيدو الدولة اليهودية المتشددون في الولايات المتحدة بايدن لإيقاف شحنات القنابل الثقيلة التي يبلغ وزنها 2000 رطل إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا العام، بعد انتقاد الخسائر الإنسانية للحرب، فيما استمرت المساعدات الأمريكية الأخرى على الرغم من الذخائر المحجوبة.

وزار القائد الأعلى المتقاعد إسرائيل في إظهار للدعم بعد وقت قصير من قيام مسلحي حماس بقتل حوالي 1200 شخص في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 واضطر إلى تقليص ظهوره العام بعد ذلك، حيث هاجمه النشطاء الغاضبون باستمرار، ونعته بـ"جو الإبادة الجماعية" لدعمه غزو إسرائيل لقطاع غزة رداً على هجوم حماس.

نزل الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين إلى البيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهم يهتفون: "اذهب إلى الجحيم يا جو بايدن" و"يجب أن يرحل جو الإبادة الجماعية"، حتى أن البعض رسموا الاسم على بوابات البيت الأبيض إلى جانب بصمات الأيدي الحمراء، في إشارة على تورط الإدارة الأمريكية في حرب الإبادة، التي أطلقتها أكثر حكومة يمينية إسر ائيلية متطرفة.

وانتقد بايدن نتانياهو بشكل متزايد في العام الماضي بسبب الخسائر المدنية في غزة، ويقال إنه استخدم عبارات نابية خلف الأبواب المغلقة.

وينتقد كتاب الخالدي ترامب لسنّه مجموعة من السياسات مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان من سوريا. ونُشر هذا العمل في أوائل عام 2020 قبل أن يتوسط ترامب في العلاقات الدبلوماسية، ومحاولة تطبيع إسرائيل مع محيطها.

واشنطن محامي إسرائيل

وكتب الخالدي: "لقد تخلى ترامب حتى عن التظاهر القديم المتهالك بالحياد. وبهذه الخطة، توقفت الولايات المتحدة عن كونها "محامي إسرائيل"، وأصبحت بدلاً عن ذلك لسان حال الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل".

ويصف الكتاب "مساراً قائماً على المساواة والعدالة" ينهي "قمع شعب فلسطين من قبل شعب آخر" ويستشهد بالسياسات الإسرائيلية التمييزية ضد الفلسطينيين، الذين يلاحظ الخالدي أنهم من خلفيات مختلطة هي الإسلامية والمسيحية.

ويكتب الخالدي أن "المقاومة الشعبية" بين الفلسطينيين "يمكن أن تستمر في التصاعد"، ويشيد المؤلف بالانتفاضة الأولى التي شنها الفلسطينيون ضد إسرائيل، والتي خلفت أكثر من 2000 قتيل بعد ما يقرب من 6 سنوات من أعمال الشغب ورمي الحجارة بين عامي 1987 و1993، وانتهت باتفاقيات أوسلو، التي منحت حكماً ذاتياً محدوداً للمناطق المحتلة في الضفة الغربية وغزة.

ويقول الكتاب: "كانت الانتفاضة الأولى مثالاً بارزاً للمقاومة الشعبية ضد القمع، ويمكن اعتبارها أول انتصار للفلسطينيين في الحرب الاستعمارية الطويلة التي بدأت منذ 1917".

ويستخدم المؤلف كلمات أقل إيجابية للانتفاضة الثانية التي تلت ذلك، والتي اشتهرت بالتفجيرات الانتحارية التي استهدفت المدنيين الإسرائيليين، وأسفرت عن بناء سياج أمني سيئ السمعة، يفصل بين المناطق الفلسطينية، حيث كتب أن "الانتفاضة الثانية شكلت انتكاسة كبيرة للحركة الوطنية الفلسطينية".

كلمات دلالية

اخر الأخبار