هزيمة الأعداء بالنصر المؤجل
عدنان الصباح
أمد/ الشهيد الباقي فينا سماحة السيد حسن نصر الله قال في الخطاب الأول بعد السابع من أكتوبر انها معركة ما قبل التحرير وما قبل النصر وقد كان محقا كعادته فقد الحقت كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية ومعها كل جبهات الاسناد بالاحتلال وسيده عديد الهزائم وعلى كافة الأصعدة
- اسقطت خرافة الجيش الذي لا يقهر والأكثر أخلاقية
- اسقطت قناع المظلوم والضحية التي كسبها اليهود عبر التاريخ
- فضحت فوبيا معاداة السامية لدى كل العالم
- اعادت الثقة للامة بانها قادرة على الفعل وليست امة الهزيمة والفشل الدائم
- أخرجت القضية الفلسطينية من عزلتها
- اعادت الى الواجهة قضا الامة وخصوصا قضايا قوى وشعوب محور المقاومة
- أسست لجبهة مقاومة متحدة في مواجهة جبهة الأعداء الموحدة دائما
- عطلت مسيرة التطبيع وحتى لو استمرت فهي لن تستمر كما اريد لها ان تكون بالتفصيل الأمريكي الصهيوني
- أخرجت للعلن كل المستور في دولة الاحتلال من ضعف وهشاشة وانقسامات وصراعات
وتأسيسا على ما سبق فلقد ارست هذه النجاحات اسسا لغد قادم سيتمكن الشعب الفلسطيني ومعه شعب المنطقة من الوصول الى حالة من الحرية والسلم وتحقيقي الأهداف وبناء منطقة مزدهرة تحكم نفسها وتشارك في صناعة الحضارة الإنسانية على قدم وساق مع الاخرين جميعا والذي تأسس هو ما يلي:
- في دولة الاحتلال سقطت الثقة المطلقة بالذات وتحطم تابو الجيش الحامي الذي لم يكن من حق أحد حتى مجرد انتقاده او مساءلته وبات جيشا عاديا مهزوما ويمكن ان يهزم مرة أخرى
- انتفت صورة الدولة الديمقراطية ليس ضد العرب الفلسطينيين فقط وانما حتى في اوساطهم فقد تبين ان من يسكن الحدود يمكن التضحية به وهم العاملين والفقراء والشرقيين خلاف سكان الوسط من الطبقات العليا والمتوسطة.
- فضحت حماية الحماة بالصلاة والذين يأكلون ولا يعملون وينهبون خزينة الدولة لأنهم يصلون للدولة وانتصاراتها فلا صلاتهم نفعت ولا قبلوا بدور الشريك.
- لم يعد ممكنا تسويق حكاية الهولوكوست بعد ان أصبحوا هم أصحاب وصناع أبشع هولوكوست عبر التاريخ بمقتلة ومطحنة علنية وبالبث المباشر لكل جهات الأرض لشعب صغير اعزل.
- عرف العالم من هم أصحاب الأرض الحقيقيين في فلسطين ومن هم المعتدين
- صمود المقاومة حتى اليوم أكد للاحتلال وجمهوره ان الامن لا يشترى بالحرب وبالمذابح
- فضحت دولة المؤسسات والديمقراطية بانكشاف حجم الدسائس والفساد والمصالح الشخصية والحزبية باتت فوق اعي اعتبار حتى على كذب القومية والدين
- انتهت مكانة الليبراليين واليساريين بعد ان تحولوا الى متسولين على اعتاب اليمين واليمين المتطرف وبات من تباهوا بعلمانيتهم وليبراليتهم خاضعين لمجموعات صغيرة فاشية متطرفة
- انتهت صورة دولة النموذج الحلم وفضح الوجه البشع للذات وللآخرين.
- انكسرت حالة الثقة بالذات بانهيار كل الصورة المعظمة امام حركة مقاومة صغيرة العدد قليلة العتاد وعاشت عقدين من العزل والحصار المطق.
- ظهرت اوبئة وامراض اجتماعية ونفسية لا يمكن التخلص منها بسهولة وفي مقدمتها عصابات التهرب من الخدمة العسكرية والتي تشكلت من محامين وأطباء ووسطاء
- ظهرت حالة فصام وانفصال عن الواقع جعلت الصورة لدولة وجيش الاخلاق في أبشع الحالات ذلك انهم واصلوا التغني بأخلاقهم في ظل كل البشاعة المرتكبة امام كل جهات الأرض ولم يعد احد يصدق الخطاب الأخلاقي عن أفعال لا أخلاقية
- لم يعد ممكنا انهاء العزلة الدولية الرسمية والشعبية حتى لو ظلت القوى الامبريالية واتباعها من العالم الرسمي ساكتين عن الحق
- أطفال وفتية وشباب هذا العصر هم الأجيال التي ستحكم العالم غدا وهؤلاء انحازوا بالمطلق الى رواية عاشوها وشاهدوها بأعينهم فلن يستطيع احد ان يشوه عقولهم غدا.
يكفي ان اشير ان العالم تيقظ على حقيقة نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا بعد مذبحة شاريفيل عام 1962 وانتصرت إرادة الشعب كليا وبدعم مطلق من كل جهات الأرض عام 1994
بقي ان أقول ان كل ما تقدم يتوقف أولا واخرا على الشعب الفلسطيني أولا ومعه كل جبهات الاسناد والمشاركة وعلى قدرتنا على إدارة المعركة القادمة وتوظيف كل ما جرى ويجري لتحقيق النصر فلولا القيادة الوطنية المبدئية الثابتة في جنوب افريقيا لما كان نصر عام 1994
في حالنا فان موازين القوى وتحالفات العصر لا تسمح بالنصر بالضربة القاضية وبالتالي فان النصر بالنقاط هو الممكن ان أتقنا فن ادارتها فلم تنجح دولة الاحتلال بالقضاء على المقاومة لا حماس ولا الجهاد ولا حزب الله ولا أنصار الله ولن تستطيع كسر التحالف المقدس والذي تعمد بالدم قوى ودول محور المقاومة فقد بات الحق يحمل مشروعيته امام كل العالم وتعودت شعوب المنطقة على فعل الصمود وعدم الركوع والانحناء وفهم العالم جيدا من هم أصحاب المشروع الأكثر أخلاقية.
بالضرورة اشير الى ان جبهات الاسناد لا زالت ولم تخرج منها المقاومة في لبنان بقيادة حزب الله وما انجز في لبنان أسس لإنجازات أكبر واهم على جبهة غزة فالاحتلال في لبنان كما في غزة لم يحقق الهدف المعلن بإعادة مستوطني الشمال الى مستوطناتهم واجبر على وقف النار في حين ترك اسراع في عزة ويصر على مواصلة الحرب وهو ما سيفجر أوضاعه الداخلية الى حد بعيد ان لم ينجز حلا على جبهة غزة بالمفاوضات تعيد اسراه الى ذويهم.