إجرام نتنياهو وخطابات الكراهية ضد الفلسطينيين
احمد ابو غزوان
أمد/ يعتبر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في العالم السياسي الحديث، حيث ارتبطت سياسته بالإجرام المنهجي ضد الشعب الفلسطيني. منذ توليه السلطة، اتسمت إدارته بنهج عدائي متزايد تجاه الفلسطينيين، يتجلى في الخطابات الملتهبة التي تُغذّي الكراهية وتعمّق الصراع. تُسهم هذه الخطابات في تعزيز الكراهية العنصرية، مما يشجع على تبرير الجرائم المستمرة بحق الفلسطينيين.
جرائم القتل بدم بارد
لم تقتصر سياسات نتنياهو على خطابات الكراهية فحسب، بل تمت ترجمتها إلى أفعال دموية على أرض الواقع. تحت غطاء "الدفاع عن النفس" أو "الحفاظ على الأمن"، شنت إسرائيل حملات عسكرية متكررة على غزة والضفة الغربية، أدت إلى قتل أعداد كبيرة من الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين. غالبًا ما تحدث هذه الهجمات في ظروف تجعل من الصعب على المدنيين الفرار أو حماية أنفسهم، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا أبرياء بلا أي مبرر قانوني أو أخلاقي.
من أكثر الجرائم التي تثير الغضب الدولي هي تلك التي تستهدف الأطفال. مئات الأطفال الفلسطينيين قُتلوا في عمليات عسكرية أو خلال مواجهات في مناطق الصراع، إما بقنابل طائرات الاحتلال أو برصاص قناصة يستهدفونهم أثناء لعبهم أو أثناء الذهاب إلى المدرسة. كما أن استهداف المعاقين والعاجزين جسديًا ونفسيًا هو جزء من هذا الإجرام الممنهج، حيث يُقتل أو يُعذب أفراد غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم.
تجويع الأبرياء وحصارهم
من أبرز أدوات القمع التي يمارسها نظام نتنياهو هو الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي يحرم حوالي مليوني فلسطيني من حقهم في الحياة الكريمة. أدى الحصار إلى نقص حاد في المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والوقود، مما يسبب أزمات إنسانية وصحية متفاقمة. يعاني السكان الأبرياء من البطالة والفقر، إضافة إلى انعدام البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما يجعل الحياة اليومية تحديًا للبقاء على قيد الحياة.
التلاعب بالكذب والمعلومات الزائفة
ترافق كل هذه الجرائم حملة دعائية إعلامية مكثفة يقودها نتنياهو وحكومته لتبرير الجرائم أمام المجتمع الدولي. يعتمد نتنياهو على خطاب يتسم بالكذب والتلاعب بالحقائق، حيث يحاول تشويه صورة الفلسطينيين ووصفهم بالإرهاب والعنف، بينما يبرر أفعال جيشه بوصفها "إجراءات دفاعية". يسعى هذا الخطاب المضلل إلى حشد دعم دولي لإسرائيل وطمس الحقائق المتعلقة بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكب ضد الفلسطينيين.
معاداة السامية وتوظيفها السياسي
من الأسلحة التي يستخدمها نتنياهو في خطابه الدولي هي توظيف تهمة معاداة السامية بشكل مسيء لتشويه أي انتقادات توجه إلى إسرائيل وسياساتها ضد الفلسطينيين. يتم استخدام هذه التهمة كوسيلة لقمع الأصوات الداعية للعدالة ولحقوق الإنسان، وخلق سياج حصين حول إسرائيل يمنع المجتمع الدولي من مساءلتها. يتم بذلك تهميش الحق الفلسطيني وتقديمه كصراع عرقي بدلًا من كونه قضية إنسانية وسياسية.
إن إجرام نتنياهو ضد الفلسطينيين يتعدى كونه صراعًا سياسيًا إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية. من قتل الأطفال والشيوخ والمعاقين، إلى الحصار والتجويع، وصولًا إلى الكذب الممنهج لتبرير هذه الجرائم أمام العالم، يشكل سجل نتنياهو صفحة سوداء في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي. كل هذه الممارسات تُظهر مدى التحدي الكبير الذي يواجهه الشعب الفلسطيني في سعيه للحصول على حريته وحقوقه المشروعة في وجه قوة احتلال مدعومة عالميًا.