الضفة الغربية بين طموح مأمول وواقع مرصود
سمير الهنائي
أمد/ منذ هجوم ٧ أكتوبر المظفر يحاول الكيان أخماد اي حراك شعبوي داخل الضفة الغربية من خلال العصا التي تمسك بها السلطة الفلسطينية المحكمة نوعا ما ، فمن طبيعة حياة الفرد الفلسطيني على هذه الرقعة الكبيرة من الارض المحتلة التي برتفع فيها مستوى الرفاهية عن باقي الاراضي من حيث الاسكان الفردي وتوفر التكنولوجيا العامة واغراق المجتمع في ثقافة الاستهلاك دعونا هنا نعترف وبما هو معلوم بأن جيل الشباب الحالي في الضفة الغربية وكذلك الجيل المعاصر لأنتفاضات سابقة لايريد خوض معركة إنهاء الاحتلال لسببيبن :- في كونه جيل يريد أن يبني مستقبله وتقدمه الشخصي ويترك خلافاته الوطنية وراء ظهره أو يتركها للزمان والظروف التاريخية الفريدة بينما الجيل المعاصر والكبار منهم لايريد الدمار أو أن يعيش مرة ثالثة نفس المعاناة والنتيجة التي لحقت به من الانتفاضة الثانية ، لذلك كان ولايزال الكيان المحتل يراهن على ان الضفة الغربية ستكون في مأمن عن يد حماس رغم محاولات الأولى بالدفع نحو الشباب لحمل السلاح ومقاومة الاحتلال والظغط على السلطة والتي هي احدى معوقات الوحدة الوطنية ، فأن كبح السلطة الفلسطينية للمناوشات الماضية يحرص على مبدأ أحكام السيطرة ولكن ما لم يدركه البعض بأن خلف ذلك الجيلين جيل ثالث يؤمن بقضيته ومبادئها وبالمقاومة التي لابد منها كنا هو مؤمن بقدرات حماس كقوة وحركة بأمكانها خوض تجربة التحرير الوطني الأخيرة لفلسطين ، ومن خلالها تسقط جميع تلك المراهنات التي حرص عليها العدو مع تواطؤ السلطة ، وحتى خطاب محمود عباس مؤخرا في تركيا سرع كثيرا للهدف المنشود عندما تحدث حول ذهابه الى غزة ومطالبته بحماية أمنية لتأمينه حسب قوله، فهو ليس الا تمهيد لهيمنة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة فيما بعد الحرب لأنها سلطة ادارية وجزء من سياسة الكيان لضمان السيطرة على مفاصل الاراضي المحتلة واي أنهيار لها الان في الضفة سيعرض الكيان الهش لخطر يهدد أنفاسه الأخيرة، لذلك يحاولون الان القضاء على قيادات ورموز في جبهات المقاومة المختلفة بأنواعها ومع الأسف الشديد وبكل حزن وعتب ربما هذا هو العائق الوحيد الذي يؤخر تحرير ارض فلسطين وهو الوحدة والتلاحم الوطني فيما بينهم و اذا ما مافتحت جبهة الضفة الغربية مع الكيان ستكون خطوة حاسمة لبدايات السقوط شريطة أن يتكاتف هذا الشعب لطرد المحتل الغاصب من ارضه والرهان في يد الشعب وحده ليس غيره، واما تدهور الوضع الاقتصادي داخل السلطة الفلسطينية من حيث الرواتب ومشاكلها المتعلقة والمرتبطة مع الكيان الهش قد تندر بناقوس خطر سيجعل من المحتل التحرك بشكل أكبر كما هو الحال في فرض السيطرة المباشرة فيما أذا تخاذلت سلطة عباس التي في حوزتها أسلحة متقدمة للشرطة وبعدد افراد يتجاوز الثلاثين ألف فرد ، فسوف تستمر الاعتقالات تلاحق قيادات المقاومة في الضفة واتباع حماس ومختلف الافراد الذين مازالوا متمسكين بمبادئ قضيتهم والتحرر الوطني، ولا يريد هذا الكيان الغاصب أو يسعى لفتح جبهة اخرى في قطاع اخر لأنه يدرك حجم المجازفة حتى وانا كان يراهن على ان جيل الشباب في الضفة والذين يتحدثون عنه في صحافتهم وإعلامهم بأنه مجرد جيل حداثي وإيباد وليس جيل مقاومة ولكنهم لايدركون بأن من جيل ذلك الإيباد هناك أبطال ورجال مقاومة سيخرجون من رحم المعاناة ومن مخاض الارض كي يرعبوا قلب أكبر ظابط صهيوني بحجارة واحدة او على دراجة نارية تهز معسكر صهيوني بأكملة وترده خاسئا وهو حسير ، وسوف تتحرر فلسطين بالمقاومة وبتكاتف جميع القوى السياسية والوطنية .