اغتيال الحقيقة: استهداف الصحفيين الفلسطينيين ومخالفة القانون الدولي

تابعنا على:   15:46 2024-08-01

وسام يونس الاغا

أمد/ شهدت غزة يوم أمس جريمة جديدة بحق الصحافة والحقيقة، حيث اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي الصحفي الفلسطيني إسماعيل الغول ومصوره أثناء قيامهما بتوثيق الانتهاكات والجرائم في شمال غزة. هذه الجريمة تأتي في سياق سياسة منهجية لاستهداف الصحفيين الفلسطينيين بهدف إسكات الحقيقة ومنع نقل صورة الواقع المرير الذي تعيشه غزة تحت نيران الحرب والحصار.

يعد استهداف الصحفيين جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، وتحديداً وفقاً للبروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1949، الذي ينص على حماية الصحفيين العاملين في مناطق النزاع وعدم استهدافهم أو معاملتهم كأهداف عسكرية. إن اغتيال إسماعيل الغول هو انتهاك صارخ لهذه المبادئ والقوانين، وهو جزء من حملة واسعة تستهدف تكميم الأفواه ومنع توثيق الجرائم.

نصوص القانون القانون الدولي وحماية الصحفيين
تنص المادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف على أن الصحفيين الذين يقومون بمهام مهنية خطيرة في مناطق النزاع المسلح يجب احترامهم وحمايتهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن قرار مجلس الأمن رقم 1738 لعام 2006 يدين الهجمات على الصحفيين ويدعو جميع الأطراف إلى احترام حقوقهم وحمايتهم. استهداف الصحفيين الفلسطينيين يعد انتهاكاً لهذه القوانين والقرارات، ويضع الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة القانون الدولي.

ان الواقع المرير الذى فيه
تعيش غزة تحت وطأة حصار خانق وحرب مستمرة، حيث تستهدف القوات الإسرائيلية البنية التحتية والمنازل والمدنيين، في محاولات متواصلة لإضعاف المقاومة الفلسطينية وطمس الهوية الفلسطينية. الصحفيون هم شهود على هذه الجرائم، ونقلهم للحقائق يجعلهم أهدافاً مباشرة للاحتلال. اغتيال إسماعيل الغول هو محاولة لقطع إحدى الشرايين فى منطقه شمال غزه هذا الشريان الذي ينقل معاناة الفلسطينيين إلى العالم.

تأتي هذه الجريمة في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف الصحفيين الفلسطينيين لمنعهم من نقل الحقائق وتوثيق الجرائم. منذ بداية الصراع، تم اغتيال واستهداف 136 صحفياً فلسطينياً، وهو أعلى رقم لاستهداف الصحفيين أثناء الحروب مقارنة بحروب أخرى مثل العراق وأفغانستان. هذه السياسة تهدف إلى تكميم الأفواه ومنع نقل الصورة الحقيقية للمعاناة الفلسطينية.

ندعو المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحقوق الصحفيين، مثل الاتحاد الدولي للصحفيين ومنظمة مراسلون بلا حدود، إلى التحرك الفوري والعاجل للتحقيق في هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها. يجب أن يكون هناك ضغط دولي لوقف استهداف الصحفيين وتوفير الحماية اللازمة لهم، لضمان استمرار نقل الحقيقة وعدم السماح لإسرائيل بإسكات الأصوات التي تنقل الواقع المرير في غزة.

إن استهداف الصحفيين الفلسطينيين هو جزء من حرب شاملة ضد الحقيقة والهوية الفلسطينية. يجب على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لحماية الصحفيين ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. اليوم، باغتيال إسماعيل الغول، يحاول الاحتلال قتل الحقيقة، ولكن أصوات الحق ستظل حية وستواصل نقل معاناة الشعب الفلسطيني للعالم.

اخر الأخبار