يوم المحامي الفلسطيني ( تأكيد على أهمية سيادة القانون والعدالة )
محمود جودت محمود قبها
أمد/ كتب : محمود جودت محمود قبها
في التاسع من تموز من كل عام يحتفل الفلسطينيون بيوم المحامي الفلسطيني وهي مناسبة لتسليط الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه المحامون في تحقيق العدالة وسيادة القانون يأتي هذا اليوم كتقدير للجهود الكبيرة التي يبذلها المحامون في مواجهة التحديات الكثيرة التي تعترض طريقهم سواء تلك الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي أو الصعوبات الداخلية المتعلقة بالوضع السياسي والاجتماعي في فلسطين سيادة القانون هي الأساس الذي تقوم عليه العدالة في أي مجتمع إنها تضمن أن الجميع بما في ذلك السلطات يخضعون للقوانين نفسها مما يحقق العدل ويمنع الاستبداد في السياق الفلسطيني تأخذ سيادة القانون بُعدًا أكثر أهمية نظراً للظروف الفريدة التي يعيشها الفلسطينيون المحامون الفلسطينيون هم الحماة الأوليون لسيادة القانون حيث يعملون على حماية حقوق المواطنين وضمان عدم انتهاكها.
التحديات التي يواجهها المحامي الفلسطيني
الاحتلال الإسرائيلي يشكل الاحتلال التحدي الأكبر للمحامي الفلسطيني فالاعتقالات التعسفية والمحاكم العسكرية والقيود على حرية الحركة هي مجرد أمثلة قليلة على العراقيل التي يواجهها المحامون يومياً بالإضافة إلى ذلك كثيراً ما يتعرض للمضايقات المحامون والاعتقالات بسبب عملهم في الدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين النظام القانوني المزدوج يعاني الفلسطينيون في المناطق المحتلة من نظام قانوني مزدوج حيث تُطبق القوانين الإسرائيلية عليهم بشكل مجحف مما يعقد عملية تقديم العدالة ويضع المزيد من العراقيل أمام المحامين.
دور المحامي الفلسطيني في تعزيز سيادة القانون
الدفاع عن المعتقلين يعتبر الدفاع عن الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أحد أهم الأدوار التي يقوم بها المحامون من خلال عملهم يتم توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون والعمل على فضح هذه الممارسات أمام المجتمع الدولي التوعية القانونية يسهم المحامون في تعزيز الوعي القانوني بين المواطنين الفلسطينيين من خلال تنظيم ورش العمل والندوات التثقيفية هذه الجهود تساعد الناس على فهم حقوقهم وواجباتهم القانونية مما يعزز من قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم المشاركة في المحافل الدولية ينشط المحامون الفلسطينيون في المحافل الدولية لنقل صوت الشعب الفلسطيني وكسب الدعم لقضيته يعملون على رفع القضايا أمام المحاكم الدولية والمنظمات الحقوقية مما يسهم في زيادة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته.
تأثير الاحتلال الإسرائيلي على النظام القانوني الفلسطيني
الاحتلال الإسرائيلي يُشكّل التحدي الأكبر أمام المحامي الفلسطيني ينجم عن هذا الاحتلال العديد من العوائق التي تؤثر على قدرة المحامين على ممارسة مهنتهم بفعالية ومن أبرز هذه العوائق القيود على الحركة تفرض السلطات الإسرائيلية قيودًا صارمة على حرية حركة الفلسطينيين بما في ذلك المحامين هذه القيود تشمل الحواجز العسكرية والتصاريح الأمنية التي تعيق وصول المحامين إلى المحاكم والعملاء المحتاجين للدفاع القانوني الاعتقالات التعسفية يتعرض المحامون الفلسطينيون أنفسهم للاعتقالات التعسفية والمضايقات من قبل السلطات الإسرائيلية هذه الإجراءات تستهدف تخويف المحامين وردعهم عن مواصلة عملهم في الدفاع عن حقوق المعتقلين المحاكم العسكرية يخضع الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة لنظام المحاكم العسكرية الإسرائيلية التي تفتقر إلى المعايير الدولية للمحاكمة العادلة يجد المحامون صعوبة كبيرة في العمل داخل هذا النظام الذي لا يوفر ضمانات كافية للعدالة.
جهود المحامين في مواجهة التحديات
رغم التحديات الكبيرة يواصل المحامون الفلسطينيون العمل بجد واجتهاد للدفاع عن حقوق الإنسان وتحقيق العدالة تشمل جهودهم الدفاع عن الأسرى والمعتقلين يكرس المحامون جزءًا كبيرا من وقتهم ومواردهم للدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وتوثيق الانتهاكات التي يتعرضون لها التوعية القانونية يسعى المحامون إلى تعزيز الوعي القانوني بين المواطنين الفلسطينيين من خلال تنظيم ورش العمل والندوات التثقيفية التعاون الدولي يعمل المحامون الفلسطينيون على بناء شراكات مع منظمات حقوق الإنسان الدولية ونقل قضاياهم إلى المحافل الدولية بهدف كسب الدعم والتأييد لقضيتهم.
يوم المحامي الفلسطيني هو مناسبة لتسليط الضوء على التحديات الكبيرة التي يواجهها المحامون يوميًا في ظل الاحتلال والعراقيل القانونية إنه يوم لتكريم صمودهم وجهودهم المستمرة في الدفاع عن حقوق الإنسان وتحقيق العدالة إن التحديات التي يواجهها المحامون الفلسطينيون ليست مجرد عقبات في طريق مهنتهم بل هي جزء من نضال أوسع من أجل الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني.