في فيتنام.. لماذا تلقى قهوة مالحة رواجًا عالميًا؟

تابعنا على:   18:20 2024-07-07

أمد/ تلقى القهوة المالحة "ca phe muoi" رواجًا على منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك"، في الأشهر الأخيرة، وتتدفّق النصائح حول كيفية طلب نسخة خاصة من هذا المشروب الغني بالكافيين كي يشبه مذاقه القهوة الفيتنامية المثلجة.

ويعود الفضل بهذا الاختراع إلى مقهى صغير وبسيط في مدينة هيو التاريخية بفيتنام، والذي يتم إعداده من خلال إضافة الحليب المكثف المحلّى إلى القهوة الفيتنامية. ويغطى الخليط بالكريمة المملحة، ويُقدم ساخنًا أو مثلجًا.

وكتب الثنائي، هو ثي ثانه هونغ، وتران نغوين هو فونغ، المالكان الشريكان في تأسيس المقهى، لـCNN عبر البريد الإلكتروني: "لقد ابتكرنا القهوة المالحة في عام 2010، عندما افتتحنا أول مقهى Ca Phe Muoi في شارع 10 Nguyen Luong Bang".

وأضافا:"هذا المزيج من الحليب المكثف، والملح، والقهوة السوداء يشكّل خليطًا قشديًا يخفّف من مرارة القهوة ويوازن حلاوة الحليب المكثف".

ويعني اسم المقهى والقهوة الذائعة الصيت التالي: "Ca phe" تعني القهوة، و"muoi" تعني الملح باللغة الفيتنامية.

وأضافا: "كنا نأمل أن يجذب الاسم الناس، لأنه برأيهم القهوة السوداء تحتوي فقط على السكر أو الحليب.. وفكرنا أنّه إذا أردنا افتتاح مقهى، يجب أن نقدم قهوة مختلفة بعض الشيء لجذب الزبائن، ورأينا أن طعم القهوة المالحة سيجعلهم أوفياء لنا".

ونجحت هذه الاستراتيجية. وبدأ السكان المحليون والسيّاح الفضوليون بزيارة المقهى، وأحبوا المشروب.

وأضافا: "كان سكان مدينة هيو معتادين على شرب القهوة السوداء مع السكر أو الحليب المكثف، لذا كانت القهوة المالحة (تعتبر) غريبة المذاق".

وأردفا أنهما ممتنان "لزبائنهما ا الأوائل، فقد كانوا على استعداد لتجربة هذا المشروب الغريب، وقدموا لنا تعليقاتهم، لذلك قمنا بتحسين النكهات بسرعة".

ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت القهوة المالحة معروفة كمشروب خاص يمثل مدينة هيو التاريخية، وبدأت المقاهي في جميع أنحاء فيتنام بتقديمها أيضًا.

وقال مؤسسا Ca Phe Muoi: "بعد سنوات من جائحة كورونا، يبدو أن القهوة المملحة أصبحت صيحة في جميع أنحاء فيتنام".

وأشارا إلى أنه "في مدينة هيو، أصبحت القهوة المالحة مشروبًا يوميًا مثل القهوة السوداء أو البيضاء، لذا، فإن هذه الصيحة تجلب المزيد من التغيير إلى تجارتنا".

واليوم، يضع المقهى القهوة المالحة في زجاجات لبيعها لمدن فيتنامية أخرى أيضًا.

ومع أنّ الاسم قد يُنفّر الناس، إلا أنّ النكهات ناجحة. 

ويوازن الحليب والكريمة المحلاة مرارة القهوة، كما يزيد الملح من حلاوة القهوة.

فيتنام ليست الدولة الوحيدة التي تضيف الملح إلى قهوتها. ففي عام 2023، اقترح مقال بعنوان "Bon Appetit" أنه يجب علينا جميعًا إضافتها إلى مشروباتنا لتقليل بعض المرارة وزيادة النكهات، وتسليط الضوء على التقليد الذي يعود إلى مئات السنين في دول مثل تركيا، والمجر، وسيبيريا.

تزايد الاهتمام العالمي بالقهوة الفيتنامية

وتعد فيتنام، التي تزرع حبوب "روبوستا" بشكلٍ رئيسي، ثاني أكبر مصدر للبن في العالم بعد البرازيل. 

وقد بلغت قيمة صادرات البلاد من القهوة 2.9 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، ما يمثّل زيادة بنسبة 43.9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وفقًا لمجلس التجارة الدولي.

وأصبحت هذه القهوة المالحة واسعة الانتشار في مقاهي مدينة هيو، وخيارًا أساسيًا في قوائم الطعام بجميع أنحاء فيتنام هذه الأيام، ولكن لا يشكل ذلك مفاجأة كبيرة.

وقد أدخل الاستعمار الفرنسي القهوة لأول مرة في خمسينيات القرن التاسع عشر، وحظي المشروب بشعبية كبيرة في جميع أنحاء البلاد. وتتنوع محلات القهوة، فتشمل بعضها طاولات صغيرة ذات مقاعد بلاستيكية على الرصيف، وتظهر بعضها الآخر على شكل مقاهي عصرية وأنيقة.

يتم تحضير القهوة الفيتنامية التقليدية في مرشح، وهو عبارة عن أداة معدنية توضع فوق كوب أو وعاء. 

ويفضل العديد من الأشخاص إضافة ملعقة كبيرة أو اثنتين من الحليب المكثف المحلى إلى المشروب القوي.

والقهوة المالحة هي مجرد واحدة من بين العديد من أنواع القهوة الفيتنامية المميزة التي قد تثير بعض الدهشة بين من لم يجربوها بعد.

نواع القهوة الفيتنامية

تُعد قهوة البيض، أو "ca phe trung" من أشهرها. تم اختراع هذه الوصفة الشبيهة بالحلوى في هانوي حيث تضاف طبقة من صفار البيض والحليب المكثف إلى القهوة السوداء.

قهوة جوز الهند أو "ca phe cot dua" التي تحتوي على قهوة ممزوجة بحليب جوز الهند والثلج، وهي وصفة باردة مع لمسة استوائية.

القهوة المخفوقة بالفاكهة أو "sinh to ca phe" . ويتم مزج القهوة مع الموز، أو الأفوكادو لإنتاج عصير

قهوة الزبادي أو "sua chua ca phe" التي تتميز بالقهوة السوداء الممزوجة مع الزبادي الفيتنامي

وبحسب تقرير صادر عن وكالة "مينتل" لأبحاث السوق العالمية من عام 2023، يهتم المستهلكون خارج آسيا بشكل متزايد بتجارب ونكهات القهوة الجديدة. 

وأبلغ حوالي 71% من المستهلكين من الجيل "زد" الذين أجرت "مينتل"مقابلات معهم في الولايات المتحدة، أنّهم مهتمون بتجربة مشروبات القهوة المستوحاة من آسيا، مثل القهوة الفيتنامية.

وقال هونغ وفونغ إنّ غالبية الزبائن يطلبون القهوة المالحة، رُغم وجود خيارات أخرى في القائمة.

ومع أنّهما يقدمان نوعين من القهوة، أي المثلجة والساخنة، إلا أنهما يعتقدان أن الأولى هي الخيار الألذ.

افتتح الزوجان فرعًا ثانيًا أكبر من "Ca Phe Muoi" على بعد مرمى حجر من القصر والخندق المائي بمدينة هيو الإمبراطورية القديمة.

وأكّدا: "نشعر بالفرح والقليل من الفخر لأننا صنعنا مشروبًا محبوبًا لدى الكثير من الناس، بل إنّه يعتبر حتّى مشروبًا خاصًا بمدينة هيو".

اخر الأخبار