غريبان
عبد العزيز محيي الدين خوجة
أمد/ كانَ نأْيَ الكـبريـاءْ ... وفــراقًا فـي إبـــاءْ
وتعـاهـدنا كــلانــا ... أن نكونَ الأصدقاءْ
وكذبنا نحن عُشّاق ... الأماسي الأوفيــاءْ
والهوى فينا ضِرامُ ... يَصطلينـا في خفاءْ
كان في اللّيل حنينٌ ... كـان للعـمـر رُواءْ
كُنتِ لي ما أشتهيه ... بين آهــات الـلّـقاءْ
نحسب الدنيا نعيمًا ... ووصـــالًا وهــناءْ
ثم قـلنا صار قــيدًا ... وأضـعـناهُ جـفـاءْ
ثم أصبحنا شـتاتًا ... والـتـقـينا غُــربــاءْ
والتقـتْ عيني بِها ... بين ذهـولِ الإنتشـاءْ
أنتِ هـل أنتِ هُـنا ... وأرتجّ دربي والفضاءْ
كان في العين دموعٌ ... تـتـلالا فــي ســنــاءْ
كـان في النظرة شوقٌ ... وائـتــلاقٌ وصـفــاءْ
ثـمّ ذُبـــنا وصمتـنــا ... وتـلعـثـمـنا ســواءْ
حين كادت أن تناديني ... بإسمي في احتفـاءْ
جـاءْ من يآخذهـا من ... بيـنِ أنّــات الــنّـداءْ
نـظـرتْ ثـم أشـاحـتْ ... ومـشـتْ في كـبرياءْ