إدارة "الهلال الأحمر الفلسطيني" للكارثة في غزة تحتاج إلى تغيير فوري!!

تابعنا على:   11:03 2023-11-20

د.جهاد ملكة

أمد/ اليوم هو ال45 للحرب على غزة، حيث إرتقى حتى الآن ما يزيد عن 13 الف شهيد والالاف من الجرحى والمفقودين، ومئات الآلاف من العائلات نزحت من شمال غزة الى جنوبه، والكثير من هذه العائلات خرجت بدون اي ملابس أو فراش واغطية، وبعضهم لجأ لمراكز الإيواء والتي هي عبارة عن صفوف مدارس غير مؤهلة تمامآ لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة من النازحين، والكثيرين من النازحين أيضآ لجأ إلى بيوت واماكن عامة وساحات تحت العراء في ظل هذا الجو الماطر.
وربما انا كنت احد المحظوظين أن فتح صديق لي ولعائلتي بيته في خربة العدس في رفح ويشهد الله ان صديقي لم يقصر معي او مع عائلاتي ولكن وبما إن إمكانية الحصول على طحين وبعض الطعام والفراش يحتاج لمعجزة وتدخل من السيد المسبح، فقيل لنا ان الهلال الأحمر الفلسطيني يقدم مساعدات غذائية فذهبنا أنا وصديقي لمركز الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة رفح، ووجدناهم لا يستقبلون احد وكتبوا على ورقة A4  رقم واتس آب بالخط العريض ويطالبون النازحين بإرسال اسماءهم وتفاصيلهم الى هذا الرقم، وبالفعل أخذت الرقم وأرسلت ملف اكسل بكل تفاصيل عائلتي الى هذا الرقم، وانتظرت يومين ولكن صاحب هذا الرقم لم يرد بشيء رغم ان الرسالة وصلت وأرسلت له مرة أخرى بأن يؤكد الإستلام اذا استلم، ولكن لم يحصل شي،  وبعدها توجهت مرة أخرى لمركز الهلال واعطونا رقم آخر للوتس، وأيضا أرسلت ملف الاكسل الذي اعددته سابقا حسب طلبهم، وجاء الرد ان عليك التسجيل لدى المختار!!!!! ، فقلت له اي مختار؟!!!! فقال المختار الذي تسكن في منطقته!!!!، فقلت له "وانا إيش بعرفني مين هو المختار" وانا نازح من غزة لمنطقة أدخلها اول مرة بحياتي؟؟؟!!. فطلب مني إعطائه اسم المنطقة فقلت له خربة العدس في شرق رفح،  فأرسل لي اسم ورقم مختار الحارة، وكأننا اصبحنا نعيش ايام باب الحارة وابوشهاب والعكيد!!!.  ذهبنا للمختار ووجدناه جالس في صالون حلاقة ويسجل الاسماء، وسجلنا وانتظرنا عدة أيام ولكن لم نرى شيء مع العلم ان كل حارة المختار اخذت كابونات وهم اصلا غير مهجرين وجالسين في بيتوهم، فقررت الذهاب مرة أخرى للمختار وكان يحمل كشف به أسماء الأشخاص الذين لهم مساعدات من الهلال الأحمر الفلسطيني ونظرت في هذا الكشف واذ به يحتوي على مئات أسماء عائلة المختار واصدقائه والقليل جدا من أسماء النازحين!...
عندما يصبح توزيع الكابونات والمساعدات التي تأتي للنازحين من بيتوهم حسب الصحبة والشللية وصلة القرابة وتوزيعها على الفاسدين ولصوص الجمعيات الكبار، فهذا تساوق مع الاحتلال وأهدافه بكسر صمود الشعب الفلسطيني وتهجيره عن أرضه وكل من يقوم بهذه الأعمال هو عميل للاحتلال بصورة او بأخرى ويجب محاسبته عاجلا ام آجلا!!!.
إن دور الهلال الأحمر الفلسطيني هو تعزيز صمود وثبات الشعب الفلسطيني؛ لذلك فإن الشفافية في توزيع المساعدات مسألة أساسية، وتحتاج لتضافر كل الجهود المحترمة، التي يجب أن نحييها على ذلك، ونحفظ حقها ونقدر دورها... فما تقوم به واجب وليس منة؛ تستدعي التفاخر.
إنني ادعو رئيس الهلال الأحمر الفلسطيني بتصويب الأوضاع الإدارية في قطاع غزة فورا، واقصاء الفاسدين واللصوص الكبار من العاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني والمعروفين للجميع، الآن الآن وليس غدا، وإلا فإن لم يفعل هذا فهو شريك لهم، وسيحاسب على هذآ الأساس، وإن لا يستطيع تصويب الأمو فعليه تقديم استقالته فورا!...
الوقت من دم والتاريخ لا يرحم .. والمساعدات الانسانية من اكل وشراب ودواء ووقود وكافة سبل الحياة ليست استجداء بل هي استحقاق انساني للاجئين والنازحين وغزة لن تستجدي الاكل عندما تهون الارواح وعلي احرار غزة وفلسطين العالم ان ينتفضوا في وجه الفساد والظلم ويتأكدوا ان المساعدات وتوزيعها يتم بشفافية وتصل لمن يستحقها ولمن هم في حاجتها أكثر من غيرهم.
تنويه خاص: فساد كبير من الاشخاص المسؤولين عن ادخال شاحنات المساعدات وتوزيعها ومن يعمل في المعابر حيث يرسلونها  لأصدقائهم واقاربهم ويحرم منها النازحين من غزة ومن يستقبل في منزله نازحين.. 
اوقفوا هؤلاء اللصوص عن العبث بهذه المساعدات فورا!..
ملاحظة: مراكز الايواء في مدارس وكالة الغوث ليست أحسن حالا من الهلال الأحمر الفلسطيني،  فأيضا صفوف المدارس والمساعدات تذهب لغير النازحين والواسطة والمحسوبية على أشدها!.
 

اخر الأخبار