هاجسا للسلطات..

تقرير: حرب غزة تثير تصدعًا في العلاقات بين اليهود والمسلمين في فرنسا

تابعنا على:   23:03 2023-11-11

أمد/ باريس: أفاد تقرير إخباري فرنسي بأن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة ألقت بظلالها بشكل واضح داخل دول عدة في أوروبا، وفي مقدمتها فرنسا حيث يتعايش المسلمون واليهود الحاملين للجنسية الفرنسية منذ قرون خلت.
وقال تقرير تلفزيوني لقناة "فرنس أنفو"، إن الحرب التي تستمر دون هوادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذُ الـ7 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أدت إلى تصدع العلاقات بين اليهود والمسلمين في مدن فرنسية عدة، خصوصا بعدما اختارت باريس عدم الوقوف بعيدا عن الأحداث الجارية، وقررت الإدلاء بموقف واضح حيال الصراع العربي الإسرائيلي.
وقال التقرير، إن الحرب بين إسرائيل وحماس أدت إلى تعقيد العلاقات بين اليهود والمسلمين هناك وذلك باعتراف مسؤولين محليين في عدد من المدن والمقاطعات، مضيفًا أن مهمة المشرفين على السلطة في تلك المدن أصبحت صعبة وحساسة للحيلولة دون توتر الأوضاع وانتقال عدوى المواجهات في قطاع غزة إلى الدولة الفرنسية.
ونقل التقرير، شهادات مسؤولين محليين في مدينة فال دو مارن القريبة من العاصمة باريس حيث قالوا إنهم أصبحوا يعيشون ضغطا متواصلا لرأب الصدع القوي في العلاقات بين اليهود والمسلمين لا سيما أن المسجد والكنيسة اليهودية متلاصقان في المنطقة بل يفصل بينهما جدار كان في السابق مجرد حد بينهما، لكنه أصبح منذ اندلاع الحرب جدارا عازلا ينبئ بالتوتر ويجعل المشرفين على المدينة وكأنهم "يمشون على المسامير الحادة"، وفق التقرير.
ونقل التقرير عن جان لوك لوران رئيس بلدية مدينة فال دو مارن قوله: "لقد تم بناء المسجد والمعبد اليهودي جنبا إلى جنب، لكن منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، أصبح الجدار الذي يفصل بين المسجد والمعبد اليهودي مدججا بالشرطة خشية تصاعد التوتر.
وأعرب عن أمله أن تبقى "العلاقات بين المجتمعين الإسلامي واليهودي نموذجا يحتذى به"، مبينًا أن الحوار بين الأديان هو مجرد مسافة بضعة أمتار، فقد تم بناء المسجد والكنيس على نفس الأرض وكان ذلك أمرا مقصودا.
في حين قال ألبرت ميارا، رئيس الجالية اليهودية في المدينة: "دعونا نقول إن العلاقات ليست بتلك السلاسة التي كانت تميزها سابقا، ومن المؤكد أن المناخ أصبح ثقيلا منذ اندلاع الحرب وتوتر الأوضاع بمرور الوقت".
بينما يعترف محمد خوجة رئيس الجالية المسلمة في فال دو مارن، أن الحرب شحنت العلاقات هنا وألقت بظلالها على حالة من التعايش كانت سلمية ومتميزة إلى أبعد حد.
ولفت التقرير إلى أن المواجهات الأخيرة وتزايد عدد القتلى من الجانبين أديا إلى تصدع قوي بين المسلمين واليهود ما شكل هاجسا قويا ومخيفا ليس فقط للسلطة المحلية في المدينة الفرنسية وإنما للسلطات في البلاد، التي تخشى انتقال العدوى إلى سائر المقاطعات الفرنسية.

اخر الأخبار