أمد/ لقد باتت شروط المملكة العربية السعودية في هذا الشأن واضحة وصريحة ومعلنة وتحظى بالدعم العربي والدولي لإستنادها إلى الشرعية الدولية، ولا تحتمل اللف والدوران والمراوغة الديبلوماسية المعتادة أمريكيا وإسرائيليا، هذه الشروط التي يصعب تحقيقها أمريكيا والإلتزام بها إسرائيليا على السواء في المدى القريب والعاجل ...
كما أن السعوديون ليسوا في عجلة من أمرهم ويدركون مكانتهم التي لن يغامروا بها ترضية لإدارة بايدن الهزيلة والضعيفة ... للتوقيع على أي إتفاق تطبيع لا يضمن ولا يوفر الإلتزام بتحقيق تلك الشروط وقد فقد السعوديون الثقة بإدارة بايدن المترددة والحائرة وغير الحاسمة في كثير من الملفات الهامة والقضايا التي تحتاج إلى الحسم والوضوح في المواقف والسياسات ..
لن يتراجع السعوديون أيضا عن علاقاتهم النامية والمتطورة مع كل من الصين وروسيا وسعيهم الإنضمام إلى مجموعة بريكس .. التي باتت تمثل بالنسبة لهم علاقات المستقبل، كما تصحيح علاقاتهم مع الجارة إيران وفق الإتفاق الذي وقع بالرعاية الصينية والتي ستسير على مسارين هامين مسار ثنائي ومسار إقليمي ... كل ذلك سيبقى مزعجا للأمريكان والإسرائيليين على السواء ...
لذا تبقى العقبات أمام التطبيع السعودي الإسرائيلي أكبر مما يعرض لها بعض كتاب الأعمدة والمقالات وخاصة منهم الامريكيون والإسرائيليون ...
مالم يحصل إختراق حقيقي ومهم وعميق على مستوى الموقف الأمريكي من جملة من القضايا الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ليدفع للتغيير العميق في المواقف الإسرائيلية العنصرية الفاشية الشرسة المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ... وهذا أيضا أمر مستبعد الحصول على المدى القريب والعاجل ..
لذا لن يحصل التوقيع على إتفاق التطبيع السعودي الإسرائيلي كما يشتهي الأمريكيون ويتمنى الإسرائيليون بكل سهولة مالم تتحقق المطالب والشروط السعودية المعلنة صراحة بهذا الشأن .. وفي مقدمتها ضمان إنهاء الإحتلال الإسرائيلي والإستيطان والجدار في الأراضي الفلسطينية، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي العام وقواعده الآمرة بشأن حق العودة للاجئين الفلسطينيين وحق تقرير المصير.
د. عبد الرحيم جاموس
23/8/2023