لمحبي القطط..

"مياو كافي".. مقهى يساعد الغزيين على مواجهة ضغوط الحياة!- صور

تابعنا على:   11:30 2023-08-20

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: لوحٌ زجاجي كبير في منتصف المكان، يفصل عدد من القطط التي وضعت في بيوت جميلة ومزينة من حولها،  عن مقهى عائلي صُمم لمواجهة ضغوط الحياة التي يواجهها قطاع غزة.

فالقطط تعتبر من أجمل الحيوانات والأكثر قرباً للانسان، لطيفة وغير مؤذية وتساعد الأشخاص علمياً على التمتع بنفسية جيدة وتغير المزاج المعكر.

نعيمة معبد 52 عاماً، صاحبة مشروع "مياو كافي" من محبي القطط، والتي جاءت فكرتها لإطلاق أول كافية بقطاع غزة خاصة وفلسطين عامة، يختص بالقطط.

تقول نعيمة في حديثها مع "أمد للإعلام" إنّ شغفها وحبها للقطط منذ طفولتها جعلها تفكر بمشروعها "مياو كافي"، حيثُ اعتادت على تربية القطط، مؤكدةً "لقد تزوجت وأصيح لدي شباب وبنات ولدي قطط لا زالت تعيش في منزلي منذ 9 سنوات".

مكان مخصص فقط لمحبي القطط..

بحسب حديث معبد مع "أمد"، فإنّ مشروعها الذي استمر لمدة 3 أشهر حتى تم انجازه، جاء بدعم من عائلتها وأبناءها وزوجها وصديقاتها أيضاً، ويأتي بعد استقالتها من عملها في الجمعيات الخيرية والانسانية، ليصبح هذا المقهى مدخل رزق لها ولعائلتها.

وتضيف، أنّ المكان مخصص للأشخاص محبي القطط؛ لكنها لاتستطيع تربيتها في المنازل؛ فأهلاََ بهم في الكافيه الخاص بي للاستمتاع بالأجواء الهادئة واللعب مع القطط واحتضانها".

وشددت لـ"أمد"، أن المكان يضم زاوية خاصة للقطط وزاوية أخرى لاحتساء المشروبات الباردة والساخنة والجلوس العائلي، منوهةً أن فكرة المشروع كانت مشجعة ومخيفة بنفس الوقت وذلك؛ بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بقطاع محاصر منذ أكثر من 16 عام وهو ماقد يجعل البعض ينتقدها بجملة "الناس بإيش ولا بإيش .." .

ولفتت معبد لـ"أمد"، أنّه منذ بداية التحضير للمشروع كنت أفكر بأن أجعل الكافيه خاص للسيدات والصبايا؛ لكن فور نزول الإعلان الترويجي على منصات التواصل الاجتماعي شهدنا إقبال وتساؤلات كثيرة من كلا الجنسين فقررت بأن يكون الكافيه لكلا الجنسين".

وتابعت، أنّ فكرة الاسم جاءت من القطة نفسها لأن "مياو" هي لغة القطط فكان هذا الخيار الأمثل لأن يصبح إسم الكافيه "مياو كات كافيه - Meow Cat Caffè" .

وتصف معبد، القطط المدللة بالنسبة لها، بأنها "الأطفال التي لا تكبر".

استراحة عائلية..

لم يكن من السهل على السيدة معبد، جلب موضة مقهى القطط إلى غزة بسهولة، حيث أن طرح افتتاح المقهى في قطاع غزة يواجه مجموعة من التحديات، ليس فقط المالية، ففكرة الدفع مقابل اللعب مع القطط عندما تتجول القطط الضالة بحرية في شوارع مدينة غزة كل يوم صدمت بعض السكان على أنها فكرة "سخيفة"، ولكن بالنسبة لمحبي القطط الذين يواجهون قيودًا على السفر بسبب الحصار الإسرائيلي، فإن النتيجة والتجربة ناجحة.

فكرت معبد بأن يكون المقهى مخصصًا للسيدات فقط، خشيةً من أي انتقادات قد تتعرض لها، إلا أنه مع الترويج للفكرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتشجيع الذي لاقته في ردود أفعال السكان، قررت أن يبقى لكلا الجنسين، وأن تتحدى كل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تحيط بسكان القطاع، كما قالت في حديثها عبر "أمد".

ويقدم المقهى الذي تديره معبد، المشروبات المختلفة للزوار، بطريقة مماثلة لتلك التي تقدم في مقاهي أخرى، لكن مشاهد القطط الأليفة من حول الزوار، تثير الكثير من الراحة النفسية لدى الزوار الذي يستمتعون بتلك القطط وهي تجوب المقهى من حولهم.

وعلى الزاوية، لها قواعد بسيطة للدخول: يجب تغطية أحذيتهم بالبلاستيك وغسل أيديهم قبل احتضان القطط.

وتقول المواطنة الغزية لـ"أمد"، إنّها افتتحت المقهى على أنه ملاذ فريد من ضغوط الحياة في غزة وافتقارها إلى خيارات ترفيهية، ومعدل البطالة بين الشباب يزيد عن 60٪ ، ومع الحروب المتكررة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتوضح، بينما كانت القطط تجول حولها: "لقد أمضيت حياتي في تربية القطط، وهي مصدر للفرح والهدوء، وتحرر من الضغوط ومضاد عالمي للاكتئاب".

مكان مثل غزة، يمكن أن يصبح فيها "مياو كفي" ملاذاً بمثابة علاج لأولئك الذين يعانون من الحروب المدمرة في القطاع وغيرها من المصاعب، لذلك بدا على زبائنها أنهم مرتاحون ومليئين بالحيوية وهم يلعبون مع 10 قطط، لأنّ أي مكان يوفر للإنسان نوعًا من التفاعل مع الحيوانات له تأثير نفسي إيجابي، هكذا يقول علماء النفس.

مشاريع ترفيهية أصبحت الطريق الوحيد أمام تحدي صعوبات الحياة والتأقلم مع الواقع المرير، قطاع غزة، الذي يعاني أوضاعاََ اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل عليه منذ 2007، حيثُ بلغ عدد العاطلين عن العمل نحو 230 ألف شخص، 50% منهم حاصلون على شهادات جامعية والباقي عمال ومهنيون؛ فيما تضخ جامعات القطاع من 18 إلى 20 ألف خريج سنوياََ؛ ينضم معظمهم لصفوف البطالة، كما، يعاني نصف سكان غزة من الفقر حيث يتلقى 4 أشخاص من بين كل 5 مساعدات مالية، وذلك وفقاََ لإحصائية للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "مؤسسة حقوقية مقرها جنيف".

اخر الأخبار