ترامب.. خمسة سنوات في الرئاسة أو السجن

تابعنا على:   11:41 2023-08-03

د.ياسر الشرافي

أمد/ في هذه الايام اشتدت الحملات الرئاسية الأمريكية قبل موسمها الانتخابي بعام ، و اصبح الضرب من قبل الديمقراطيين اتجاه الجمهوريين تحت الحزام ، حتى تبين ان الديمقراطية الامريكية تمر في احلك صورها المعتمة للامريكيين ، خاصة الكهل الذي يقطن البيت الابيض الان و الذي اصابه كثير من امراض الشيخوخة ، التي افقدته كثير من علامات الاستقامة و التوازن في كثير من المناسبات العامة عند حضوره لها ، حيث اصبحت شعبيته و من وراءه الحزب الديمقراطي الحاكم على المحك لاسباب كثيرة ، منها الركود الاقتصادي في امريكا ورفع سقف الدين الامريكي العام للدولة ، حتى توفي الحكومة الامريكية بالتزاماتها لتتجاوز طور الافلاس كدولة اقتصادية عظمى ، و زد على ذلك الشيك المفتوح لدعم اوكرانيا عسكرياً من جيب دافع الضرائب الامريكية ، حيث السياسة الخارجية الامريكية المراهقة التي يتبعها هذا الرئيس الامريكي الحالي ، ادت الى تصعيد غير مسبوق مع القوة الاقتصادية الصاعدة كالصاروخ و هي الصين في قضية تايوان ، و قضايا اقتصادية و جيوسياسية اخرى ، و التصعيد الفج مع روسيا مما يسهم ذلك في اي لحظة بحدوث حرب عالمية ثالثة نووية ، مرورا بخسارة حلفاء تلو الحلفاء في الشرق الاوسط مما فيها السعودية و مصر ، كل هذا مؤشر قوي لمغادرة هذا الرئيس الى غير رجعة البيت الابيض الفترة الرئاسية القادمة دون اي شك ، هناك بالمقابل رئيس سابق اسمه دونالد ترامب اعلن نفسه مرشح قوي عن الحزب الجمهوري للعودة للبيت الابيض من جديد ، بغض النظر اذ كان ترامب جيد ام سئ ، هنا نحلل ماذا يحدث في امريكا و التي هي مثل اعلى للديمقراطية لكثير من الدول في العالم ، ما يحدث في تلك الديمقراطية من تنكيل بمرشح رئاسي و محاولة الزج به لخمسة سنوات في السجن ، لم يحدث هذا في دول سنة اولى ابتدائي بالديمقراطية ، بدل ان يُحسن بايدن اقتصاد بلده كرئيس ، و ينفر منه كثير من دول العالم و خاصة الاوروبية ، حتى تكون حظوظه في الفوز بفترة رئاسية اخرى بعد عام متاحة ، اختار هذا الرئيس و من وراءه الحزب الديمقراطي الطريق الاصعب ، الذي اختارته مرشحة الرئاسة السابقة هيلاري كلينتون ، و هو التشهير بالخصم و تشويه سمعة المنافس ، حتى خسرت تلك المرشحة الانتخابات امام الرئيس السابق ترامب ، الرئيس الحالي بايدن يتبع التكتيك الفاشل لهيلاري كلينتون مستغلا ايضاً موقعه كرئيس حالي للولايات الامريكية ، ليوجه القضاء بفتح قضايا تصل الى الخيانة العظمي ضد الرئيس السابق دونالد ترامب ، متناسيا أن الملاحقات القضائية و التشهير و التنكيل للرئيس السابق تزيد من شعبيته إلى حد الجنون ، لان طبيعة الانسان الفطرية في اي بقعة على الارض تقف دائما مع الذي يتعرض للتنكيل و التشويه ، و يكسبه كثير من التعاطف و أن ثبتت تلك التهم ضد ترامب ، سوف يحوم كثير من الشكوك و الريبة في كل ما يحدث معه حتى لو سُجن المرشح الرئاسي دونالد ترامب ، سيبقى التيار الكبير الذي يدعمه بكل تأكيد هو من سيفوز بالانتخابات القادمة بأي مرشح ينوب عنه غير ترامب ايضاً ، حيث ما يحدث مع ترامب من ملاحقات قانونيا و تنكيل غير مبرر هو مناكفة سياسية فاشلة و ابتزاز رخيص من قبل الديمقراطيين ، ستكلفهم خسارة الانتخابات القادمة بشقيها النيابي و الرئاسي ، مما هذا يرفع اسهم الجمهوريين في الفوز بكل سلاسة و بفرق شاسع في الانتخابات الرئاسية القادمة , و الاهم من ذلك اصبحت الديمقراطية التي تتشدق بها امريكا كما العدو الصهيوني على المحك ، سيكلفها الكثير في ترميم ذلك بالمستقبل القريب ، مما تسهل تلك الازمة في الديمقراطية الامريكية و هي و احدة من ازمات مركبة و كثيرة في ميلاد نظام عالمي متعدد الاقطاب ، سوف تكون امريكا في القاطرة الاخيرة من هذا النظام العالمي الجديد .

اخر الأخبار