سقوط 97 إصابة..و365..

اليوم الثالث ..حرب الشوارع مستمرة في السودان ..وأنباء متضاربة حول مسار المعارك

تابعنا على:   06:06 2023-04-17

أمد/ الخرطوم – وكالات: دخلت حرب الشوارع يومها الثالث بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وقالت نقابة الأطباء في بيان في وقت مبكر من يوم الاثنين إن 97 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 365 آخرون منذ اندلاع الاشتباكات في السودان.

والقائمة لا تشمل كل القتلى إذ أن الكثير منهم لم ينقلوا إلى المستشفيات بسبب صعوبات التنقل.

أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، يوم الإثنين، اقتحامها منزل رئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان في القيادة العامة.

ونشرت قوات الدعم السريع، مقطع فيديو عبر حسابها على تويتر، زعمت من خلاله أن عناصرها اقتحموا منزل البرهان.

ويظهر مقطع الفيديو مرآبا لعدد من السيارات، فيما يظهر عدد من عناصر الدعم السريع وهم يتحدثون وبعضهم داخل السيارات.

 

تجد الاشتباكات لليوم الثالث

القوات المسلحة: اشتباكات عنيفة في محيط قيادة الجيش

دعا الجيش السوداني فجر يوم الاثنين، منتسبي قوات "الدعم السريع"، إلى "المسارعة بالانضمام إلى القوات المسلحة لخدمة بلادهم بين صفوفها".

وقال الجيش في بيان: "في ظل هذا المنعطف التاريخي، ندعو جميع منسوبي الدعم السريع، للمسارعة بالانضمام إلى القوات المسلحة لخدمة بلادهم بين صفوفها، فنحن نربأ بهم أن يكونوا مطية لخدمة أهداف وأجندة لشخص واحد (حميدتي)، بل لتوجيه طاقاتهم بين إخوانهم في الجيش ومكونات المنظومة الأمنية للدولة".

وأكد الجيش في البيان أن "قيادة القوات المسلحة ستظل على عهدها وكلمتها معه بألا تراجع ولا نكوص عن تنفيذ المسار السياسي الذي التزمت به".

الدعم السريع: عازمون على وضع حد نهائي لـ"المجموعة الانقلابية"

قالت قوات الدعم السريع في بيان الاثنين، إنها عازمة على "وضع حد نهائي للمجموعة الانقلابية التي اختطفت إرادة شعبنا وقواته المسلحة المشهود لها بالوطنية".

وأضافت في بيان: "نحن أمام خيار واحد هو النصر وإزاحة هذا الكابوس الذي يجثم على صدر شعبنا، محاولاً سرقة ثورته".

وأشارت إلى أن معارك اليومين الماضيين، انتهت بـ"السيطرة على مقر القوات البرية، وبرج وزارة الدفاع، وبسط السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري ومحيطه، وتحرير رئاسات الفرق العسكرية بولايات دارفور والاستيلاء على عتادها وآلياتها العسكرية، والاستيلاء على أكثر من مئتي دبابة، وإسقاط 3 طائرات مقاتلة".

لجان مقاومة ولاية الخرطوم تطالب بـ"تصفية الحسابات" بعيداً عن "الأبرياء"

دعت تنسيقيات "لجان مقاومة ولاية الخرطوم"  فجر الاثنين، رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إلى "عدم تصفية حساباتهم وسط المواطنين الأبرياء".

وقالت تنسيقيات ولاية الخرطوم في بيان نشره "تجمع المهنيين السودانيين" عبر "فيسبوك": "لسنا على الحياد، لأننا في معركة سلمية منذ عهد المخلوع (عمر) البشير، وحتى الآن ضد عسكرة البلاد وسيطرة البنادق على الشوارع".

وأضافت: "بدأنا بسلميتنا وسنواصل حتى نحقق أهدافنا ضد كل أطراف الحرب الجارية في شوارع البلاد".

وطالبت التنسيقيات "الثوار في الأحياء بترتيب الصفوف في الوضع الحالي، والاستعداد لتوفير متطلبات الشعب الأساسية في مناطقهم وفقاً للظروف الحالية".

كما طالبت من لجان المقاومة في كل حي بـ"رصد الأوضاع على الأرض، ونقل ما يجري دورياً منعاً للشائعات، ونقل الحقائق كما هي، لنكون للشعب مصدراً موثوقاً، وتشكيل غرف طبية لاحتمالات الإصابات وتحسباً لأي طارئ، ومتابعة أوضاع المواد التموينية في الحي خصوصاً مع احتمالية تطاول أمد الحرب الحالية، وتفقد أوضاع الشعب في هذه الظروف الصعبة".

ودعا البيان منظمات المجتمع المدني والإنساني، ومنظمات الهلال الأحمر، والصليب الأحمر، وأطباء بلا حدود، واللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، لتفعيل دورها في إسعاف الجرحى والمصابين ونقلهم لأماكن آمنة، وتوفير المعينات للشعب حتى تجاوز هذه المحنة.

شبكة الصحافيين تطلب توفير الحماية لإجلاء العالقين بمباني التليفزيون

قالت "شبكة الصحافيين السودانيين"، إن "المعارك تتواصل بين الجيش والدعم السريع في يومها الثاني، في المنطقة المحيطة لمباني الإذاعة والتلفزيون، ما تسبب في انقطاع البث، في الوقت الذي يوجد عدد من الصحافيين والعاملين عالقين داخل المبنى تتعرض حياتهم للخطر، وفي حاجة عاجلة لتوفير ممرات آمنة لإخراجهم من وسط الرصاص".

كما عبرت شبكة الصحافيين عن قلقها الزائد بشأن الأشخاص العالقين، مناشدةً أطراف النزاع بتوفير الحماية لهؤلاء الصحافيين والعاملين في مباني الإذاعة والتلفزيون.

ودعت الشبكة أيضاً "أطراف النزاع لتوفير الحماية لطلاب جامعة الخرطوم، العالقين في الداخليات والذين يصل عددهم إلى 80 طالباً، حيث سقط أحدهم ضحية رصاصة طائشة، كما هناك عدد من العاملين عالقين في بعض المؤسسات الوحدات الحكومية أيضاً لم يتمكنوا من العودة لذويهم وهم في حاجة لإخراجهم بشكل آمن".

كما دعت شبكة الصحافيين "جميع الأطراف لوقف القتال فوراً حيث يتزايد عدد الضحايا المدنيين بشكل مخيف بخلاف الضحايا من الطرفين والذي لم يعلن عنه، كما تطالب بعدم استهداف مواقع المدنيين والمباني السكنية، حيث تعرضت بعضها لقصف راح ضحيته أفراد مدنيين".

قتال اليوم الثاني

وسط تضارب التقارير بشأن السيطرة على الأرض، تجددت الاشتباكات مساء الأحد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى، مصحوبة بغارات جوية للجيش في محيط سلاح المهندسين في الخرطوم، رغم إعلان هدنة لمدة 3 ساعات، فيما تعالت الدعوات الإقليمية والدولية لوقف القتال.

وشهدت الخرطوم ومدينة أم درمان تجدد الاشتباكات المسلحة بين قوات الطرفين المتصارعين، فيما أكدت تقارير إعلامية أن الخرطوم تعاني من تذبذب في خدمات الاتصالات والإنترنت.

وكانت القوات المسلحة السودانية، أعلنت يوم الأحد أنها توافق على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، لمدة 3 ساعات تبدأ من الساعة الرابعة عصرا، فيما أعلنت قوات الدعم السريع من جانبها السماح للمسارات الآمنة لمدة 4 ساعات استجابة للمبادرة الأممية.

وقال ناشطون إن "الاشتباكات العنيفة مستمرة في محيط القصر الرئاسي في الخرطوم، وعدد من مناطق العاصمة بالإضافة إلى أم درمان".

وفي المعارك التي تشهدها العاصمة السودانية وعدد من المدن الأخرى في البلاد، تُستخدم كل أنواع الأسلحة من بنادق ومدفعية وطائرات مقاتلة، وفقاً لتقارير محلية.

ويذكر أن التوتر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، قد تحول إلى مواجهات عنيفة، السبت، بعد تصعيد في الخلافات السياسية في الأسابيع الأخيرة.

معلومات متضاربة

وفي ظل تضارب المعلومات، أعلن الناطق باسم الجيش السوداني أن الموقف العام مستقر جداً، وأن هناك اشتباكات محدودة حول محيط القيادة العامة.

وفي وقت سابق، أفادت تقارير إعلامية أن "قوات الدعم السريع غادرت مطار مروي العسكري، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش".

ونشرت عناصر من الجيش السوداني، مساء الأحد مقاطع فيديو تظهر دخولهم قاعدة مروي العسكرية، فيما أفاد شهود عيان، بانسحاب قوات الدعم السريع من مطار مروي في شمال السودان، وأضافوا أن قوات الدعم السريع باتت تتمركز على بعد 3 كيلو مترات من مطار مروي بعد الانسحاب منه.

ووفق شهود العيان، أقدمت قوات الدعم السريع على حرق مستودعات الذخيرة بمطار مروي قبل مغادرته.

وأعلن وزير المعادن السوداني مساء الأحد مقتل 2 من أفراد أسرته و 2 من عناصر حمايته بعد سقوط قذيفتين على منزله بالخرطوم.

ويأتي ذلك فيما، أعلن الجيش السوداني، في وقت سابق، سيطرة قواته على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في 7 ولايات، وقال الجيش في بيان نشره على "فيس بوك" إن القوات سيطرت على قواعد ومقرات الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي، مضيفاً أن أفراد قوات الدعم فروا من تلك المواقع، تاركين كل عتادهم ومركباتهم، ونفى الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على أي مقر من مقرات القيادة العامة.

ومن جهة ثانية، نشرت قوات الدعم السريع فيديو لما تقول إنه استسلام لمدير دائرة القضاء العسكري، فيما أعلنت قوات الدعم السريع ، إسقاط مروحية تابعة للجيش السوداني، قرب جسر كوبر بين الخرطوم والخرطوم بحري.

ونشر الحساب الرسمي لقوات الدعم السريع على "فيس بوك" مقطع فيديو للطائرة المروحية السودانية التي تم إسقطاها.

 مطالبات بوقف القتال

ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي، في إشارة إلى أن الجانبين غير مستعدين لإنهاء الأعمال العدائية، على الرغم من تصاعد الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.

وخلال الساعات الماضية تصاعدت التحذيرات والمخاوف الدولية والإقليمية من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ، وقد حذّر خبراء ومحللون من استغلال الجماعات المسلحة في الداخل حالة الصراع الراهن لتحقيق مكاسب على الأرض.

ومن جهتها، أعلنت السفارة الأمريكية في السودان، بيان مساء الأحد، أنه لا توجد خطط حالياً لإجلاء الرعايا الأمريكيين من السودان، في ظل الموقف الأمني الضبابي وإغلاق مطار الخرطوم.

وتصاعدت دعوات المجتمع الدولي إلى وقف القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وكان آخرها الأمم المتحدة التي شددت على ضرورة وقف الاقتتال في السودان ومحاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين.

ومن جانبه، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، بـ"محاسبة المسؤولين" عن مقتل 3 من عمال الإغاثة التابعين لبرنامج الغذاء العالمي في السودان التابعة للأمم المتحدة، فيما أعلن "الغذاء العالمي"، تعليق كافة عملياته في السودان، وذلك بعد مقتل العمال الثلاثة في منطقة كبكابية بشمال دارفور.

وبدورهم، قرر قادة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، الأحد، إرسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي في أقرب وقت ممكن إلى السودان من أجل وضع حد للمعارك التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع صباح السبت، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.

وفي السياق، حذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك من نتائج كارثية للاشتباكات الدامية بين طرفي الصراع، داعياً إلى حوار يؤدي لاتفاق بين جميع الأطرف.

وقال حمدوك في مؤتمر صحافي في أبوظبي مساء يوم الأحد، إن "هذه الحرب اللعينة ستقضي على الأخضر واليابس، ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار، والوصول لتفاهمات سريعة"، مضيفاً "هذه حرب المنتصر فيها خاسر".

وتابع "أدعو إلى حوار يؤدي إلى اتفاق، وإلى رفض أي تدخل أجنبي في الشأن السوداني"، مضيفاً: "يجب أن تتوقف الحرب اليوم قبل الغد لإتاحة الفرصة للشعب السوداني كي يعود لمسار الانتقال الذي بدأ قبل 3 سنوات، ويجب العمل على إقرار هدنة تسمح للمواطنين بالحصول على احتياجاتهم الأساسية".

وأردف "أدعو المجتمع الدولي والإقليمي لمساعدة السودان في هذه المحنة"، مشيراً إلى أن المعاناة كانت موجودة في السودان، والآن تفاقم الوضع في هذه الحرب، مشدداً على أن الوضع الإنساني كارثي، ولا خيار أمام الشعب السوداني إلا خيار السلام.

أخبار ذات صلة

اخر الأخبار