من الغربة المرهقة إلى الوطن المسلوب..

سلطع برجر.. مشروع صغير ينقذ "أماني شعث" من شبح البطالة في غزة- فيديو

تابعنا على:   12:01 2023-02-17

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: هي حياة ليست سوى ألعوبة، نحن من يشارك فيها، لنكون حكاية تسجل بلحظات عمرنا التي مرت في وطن مسلوب حريته ومحروم من فيه من العيش باستقرار، لكن متاعب الدنيا أجبرتنا على المضي فيها نتحدى الصعاب ونتخطى العقبات، كي نصل إلى بر الأمان الذي ضاع وسط أنين الوطن المنهك.

أماني شعث فلسطينية من غزة تبلغ من العمر 25 عاماً، درست المحاسبة وإدارة الأعمال، ولكن  زواجها منعها استكمال حياتها العلمية، وتسلمها شهادة التخرج.

تحدث الفتاة الغزية مع "أمد للإعلام"، عن حياتها التي تشبه قصص الخيال، ما بين غربة عاشت بها تعمل ووطن عادت إليه لتعمل، وبنصف كلاهما وجع لا يعرف تفاصيله سواها وأمها المريضة التي تتكئ عليها بكافة أنحاء الحياة.

استطاعت أماني انشاء مشروعها "سلطع برجر"، وهو "كُشُك" صغير تعمل من خلاله ساندويش البرجر بأنواعه وبصناعة يدها وبعقلها الأنثوي.

من قهر الغربة إلى الوطن المسلوب..

هاجرت شعث من قطاع غزة لفترة من الوقت للبحث عن فرصة عمل، فذهبت إلى تركيا، إلا أن الواقع يختلف كثيراً عمّا نسمعه، فالحياة هناك كانت صعبة، لم تجد فيها فرصة عمل تريدها لتعتاش منها، لذلك قررت العودة إلى قطاع غزة حتى تستطيع العمل وترعى والدتها.

وتقول شعث لـ"أمد"، أقمت في أسطنبول التركية لـ4 سنوات، وعدت إلى قطاع غزة لرعاية أمي، وبسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة في القطاع، قررت فعل شئ، لأستطيع رعاية أمي المريضة، فلجأت إلى صاحب "كشك" وطلبت منه تأجيري المكان، لكنه طرح علي فكرة أخرى هي أن أعمل بهذا المكان دون تأجير، وأن يكون لي نسبة من العمل".

لم تكن بداية عمل الشابة شعث سهلة، ففكرة أن تعمل فتاة في كشك ربما غريبة بقطاع غزة، على عكس دول العالم هو أمر طبيعي، ولكن تشجيع أسرتها وأصدقائها قدموا لها القوة لاستمرارها في ذلك.

وبحسب حديث شعث مع "أمد"، فالكثير من الزبائن حينما يأتون للشراء في البداية يستغربون، لأنهم يجدون فتاة تبيع لكن سرعان ما يشجعونها على المضي في عملها.

أسبوعان مرا على بداية عمل أماني في مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "سلطع برجر"، على شاطئ بحر غزة، حيثُ تقوم بإعداد وجبات "تشيز البرجر"، والتي تصنعها بنفسها بكافة مكوناتها، وبأسعار رمزية.

سلطع برجر، هو اسم استوحته الغزية "شعث" من برنامجٍ شهير للأطفال، حفر في أذهان الكبار قبل الصغار، ولهذا كان مفتاح البداية لها، والتي لم تضع أي اعتبار، ولم تشغل فكرها كثيرًا بأي انتقادات ستواجهها، مقررة أن تنجح مهما كلفها الثمن، هكذا تحدث معنا.

وشددت، أنّ "ما شجعني على فتح مطعم للوجبات السريعة على الشاطئ، أن غالبية الأكشاك هنا تقتصر على المشروبات الباردة والساخنة، أو تقديم الذرة، وهو ما جعل فرصة نجاح مشروعي أكبر".

وتقتصر وجبات أماني في الوقت الحالي، على البرجر بنوعيها اللحم والدجاج، قائلة لـ"أمد"، إنني "عملت لبعض الوقت في أحد المطاعم التركية المختصة بهذه الوجبة، وأصبح لدي خبرة في تجهيز الوجبات السريعة، مع الصوص الخاص بها".

البطالة.. سكين تطعن الشباب الغزي..

ارتفعت البطالة، بين صفوف الشباب إلى أكثر من 70% وهي الأعلى في العالم، بحيثُ يعيش أكثر من 60% من سكان قطاع غزة تحت خط الفقر.

وحسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ما زالت البطالة في صفوف النساء أعلى بكثير من البطالة في صفوف الرجال، ووصلت في الربع الثاني من العام 2022 الماضي إلى 65.1% مقابل 65.6% في الربع السابق و 64% في الربع الموازي من العام 2021، و الفجوة الكبيرة بين معدلات البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة سُجل أيضًا في صفوف النساء، نسبة البطالة بين النساء في الضفة الغربية خلال هذا الربع بلغت 22%.

ونوهت الغزية شعث لـ"أمد"، أنّ غزة كل شيء بها صعب ، البحث عن فرص عمل شيء مرهق جدا، ولا تجده، الحالة صعبة جدا، بطالة منتشرة، لذا أحببت بعد الكثير من التفكير أن أجد شيء أعمل به و أتقنه".

وتطمح شعث بحسب حديثها مع "أمد"، أن تفتتح مطعماً خاصاً بها لبيع الوجبات السريعة بوصفاتها الخاصة، مضيفةً "أنصح الجميع قبل البدء في مشروع معين التفكير به ودراسته جيداً، والبحث عن فكرة جديدة مميزة ليكن مشروعاً ناجحاً".

وقدمت شعث نصيحتها لأقرانها من الشباب بالبحث جيدًا، والتفكير بعمق، ودراسة السوق قبل التفكير بأي مشروع، مضيفةً أن المشاريع الصغيرة، تعدُّ ملاذاً آمناً للشباب، في ظل البطالة وافتقار قطاع غزة لفرص العمل.

اخر الأخبار