جنرالات صهاينة.. وقرب زوال "إسرائيل"

تابعنا على:   08:25 2022-12-24

سليم يونس الزريعي

أمد/ يبدو أن الكيان الصهيوني يسير باتجاه النهاية المحتومة التي تنبأ كبار مؤسسي الكيان من بن جوريون وجابونتسكي من أن عمر هذا الكيان قصير، وهذا بالطبع غداة لحظة زرع الكيان في فلسطين، وقبل أن تبرز وتتفاقم أزمة الكيان البنيوية، ناهيك عن العامل الأساس الذي سيكون وراء الوصول إلى النهاية الحتمية لهذا الوجود أي العامل الفلسطيني.
فأن يتحدث العديد من الجنرالات السابقين، صراحةً عن قرب زوال الدولة العبريّة، هو مؤشر على سيرورة الانحدار نحو الهاوية، وأحد تجليات المأزق الوجودي للكيان الصهيوني، هي الفوضى السياسية التي رافقت اختيار حكومة متطرفة في ظل خلاف داخلي غير مسبوق، بعد أن عجز صندوق الاقتراع عن تحقيق الاستقرار السياسي ، لتكون الانتخابات الأخيرة تعبيرا عن المأزق الداخلي الصهيوني بوصول قوى دينية متطرفة إلى السلطة، مما جعل مجموعات من المستجلبين الصهاينة تخطط للهجرة إلى الخارج بسبب نتائج الانتخابات، وتشكيل حكومة يمينية متطرفة.
وقد كشف صحفي إسرائيلي، في صحيفة "جيروسالم بوست" تسفيكا كلاين أن أحد الأسباب التي تدفع هؤلاء للتخطيط للهجرة، هو "عدم الرضى عن الأوضاع الدينية، والتخوف من فرض الشريعة اليهودية المتطرفة على سكان إسرائيل".
ووفقا لكلاين، فإن هناك مجموعة تتكون من نحو ألف شخص، تعمل هذه الأيام على تجنيد 10 آلاف إسرائيلي للهجرة الجماعية إلى الولايات المتحدة.
و"هذه المجموعة كما قال هي من الشباب وأيضا كبار بالسن لا تعجبهم نتائج الانتخابات وعودة نتنياهو والأحزاب الدينية والمتطرفة لذلك قرروا الهجرة إلى الخارج".
فيما أعلن شخص إسرائيلي أميركي، يعيش حاليا في الولايات المتحدة، أنه على استعداد لاستقبال الإسرائيليين المهاجرين في مزرعة ضخمة يملكها. وقال: "إسرائيل لم تعد آمنة لليهود، ومن المهم الهجرة إلى الولايات المتحدة وترك إسرائيل لأنها أصبحت دولة متطرفة جدا".
وهذه الدعوة للهجرة العكسية التي سببها المباشر نزوع المستجلبين الصهاينة نحو التطرف في علاقاتهم الداخلية، هو محصلة لعوامل أخرى أدت إلى هذه النتائج ، وهي تناقضات داخلية تمس في الجوهر بنية الكيان ونسيجه الاجتماعي وتكشف وهم المشروع الإلهي لليهود، وتتجلى في غياب الإجماع داخليا بين اليمين أو اليسار على حدّ سواء على زعامة واضحة ومقبولة.
. حتى أن البعض يحذر من حرب أهلية ، وقد كشفت الانتخابات الأخيرة وتشكيل حكومة نتنياهو، عن الشرخ الواضح بين المتدينين اليهود والعلمانيين.
ويزيد من حالة انكشاف المشروع الصهيوني مظاهر الفساد والترهل في المجتمع الإسرائيلي،مما يفاقم من أزمته. ولا يخلو الوسط السياسي من فضائح مالية وأخلاقية كما هو الحال مع أولمرت وموشيه كاتساف وشارون ونتنياهو وغيرهم. كما ظهرت مظاهر سلبية في الجيش الإسرائيلي من حيث حالات الهروب ومستوى الجاهزية القتالية لعناصره، وتوفّر إرادة القتال.
لذلك حذر لجنرال يتسحاق بريك، رئيس شعبة مظالم الجمهور سابقًا في جيش الاحتلال من سيناريو الانهيار والهزيمة، سيناريو تدمير العمق الإسرائيليّ لأوّل مرّةٍ منذ إقامة الكيان في العام 1948، وأنّ القادم أعظم، كما أكّد في مقال كان نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة. والقادم الأعظم هو فيما نعتقد ما يصنعه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وغزة وفي فلسطين التاريخية، عبر قواه المسلحة والمشتبكين من جماهير هذا الشعب .
ولذلك يمكن القول إن المشروع الصهيوني يعاني من عدد من التحديات والأزمات التي توَفّر لمن يقف في مواجهته مجموعة من الفرص يمكن أن تؤثر في معادلة الصراع، إن جرى توظيفها بشكل منهجي ومدروس في ظل وحدة سياسية وكفاحية ومؤسسات جامعة، تعكس إرادة الشعب بكل فئاته، عنوانه أن حل التناقض مع الكيان هو بتحرير فلسطين، ويبدو أن إدراك هذه الإرادة والعزم المقترن بالفعل هو ما حمل عددًا من الباحثين الإسرائيليين على الحديث عن انعدام آفاق استمرار الكيان الصهيوني.

اخر الأخبار