انقذوا أطفال اليمن

تابعنا على:   10:15 2022-11-13

د. ميلاد جبران البصير

أمد/ ليس هدف هذا المقال التعرج إلى تاريخ او حضارة او ثقافيه ومعالم هذا البلد العريق بحضارته وتاريخه العريق فلقد كان موضوع دراستنا منذوا ذهابنا إلى مقاعد المدرسه في سن الطفوله وحتى نهايتها أيضا.
كلنا نعلم ان الحروب لا تجلب سوى الدمار والخراب والقتلى والجرحى والايتام والجوع والفقر ، تسبب فقط الألم والمأسي للشعوب وهذا شيء بديهي وخاصة لنا نحن أبناء الشعوب المتغرضه للحروب والاضطهاد منذوا سنوات عديده. الجميع يعلم ويعرف تمام العلم والمعرفه ما تعرض و يتعرض له أيضا الشعب اليمني العربي الأصيل من حروب ودمار ، كانت اليمن مقسمه إلى جزئين ومع انتهاء الحرب البارده او انتهاء الاتحاد السوفيتي توحدت دوله اليمن في ٢٢ مايو عام ١٩٩٠ حيث تأسست الجمهوريه اليمنيه بطبيعة الحال مسيرة التوحيد لم تكن سهلة ولا هادئه بل دفع الشعب اليمني ثمنا بإهظا في الأرواح والدمار .
في ٢٥ مارس ٢٠١٥ أطلقت الحمله العسكريه ضد اليمن والتي تدعى عاصفه الحزم حيث يشارك بها عدده دول بقياده المملكه العربيه السعوديه وما زالت حتى أيامنا هذة.
لا اريد ان اتعرج إلى اسباب وأهداف هذة الحرب ودواعيها لكن منا يعرف ما سببته هذة الحرب على اليمن والشعب اليمني، انا ما حثني ودفعني لكتابه هذة الأسطر هو تقرير قناه الجزيره ، مشكوره على ذلك ، بخصوص أوضاع الأطفال الصحيه في اليمن ، كنت أتصور واتخيل معاناه الشعب اليمني وخاصه الأطفال والنساء منهم لان الحروب تسبب الألم والاوجاع لجميع أفراد المجتمع وبشكل خاص للأطفال والنساء للأسف. بطريقة الصدفه رأيت وشاهدت مثلي مثل ملايين مشاهدين قناه الجزيره عن ظاهرة التقزم المبكر عند ملايين الأطفال في اليمن والذي سببه هو سؤ وقله التغذيه. تشير منظمة الصحة العالميه أيضا في تقرير لها : "يعاني حوالي 46 بالمئة من الأطفال دون سن الخامسة في اليمن من التقزم المزمن، الذي سيعيق نموهم العقلي والبدني وإنتاجيتهم مدى الحياة، مع زيادة التعرض للأمراض المزمنة في مرحلة البلوغ، ما يعرض رأس المال البشري للخطر".
اي بمعنى أن الجيل القادم ومستقبل هذا البلد العريق الجميل أصبح مهدد بالخطر الحقيقي للأسف.
الشيء المحزن والمخجل ان هذة المعلومات لم تنشر كثيرا ولم تتناولها وسائل الإعلام العربيه او الدوليه ( في استثناء الجزيره ) لم يلتفت إليها الشارع العربي ، لا أقول الانظمه بل الشارع ، ولا حتى شيوخنا وفقهائنا وعلمائنا اللذين يتسابقون فيما بينهم لإصدار الفتوى تلو الاخرى بخصوص مواضيع لا معنى ولا قيمه لها أمام هذة المأساة التي يتعرض لها هذا البلد الشقيق.
أين الإعلام الحر في عالمنا العربي ؟ أين الفقهاء والعلماء وأصحاب الفتاوي ؟ لماذا هذا الصمت المزعج أمام هذة الجريمه البشعة بحق جيل كامل ليس له لا ناقه ولا جمل بهذا الصراع ؟ بعد هذة السنوات العديده من الدمار والقتل والألم ألم يحن الاوان لوقف هذة المذبحه وهذا الدمار ؟ أين جامعتنا العربيه العتيده وما الدور التي تقوم بها لإيقاف هذا الألم ؟ أين انتهت المعاهدات والمواثيق الدوليه ؟
اتفاقيه حقوق الطفل والتي وقعت عليها اغلبيه دول العالم وطبعا الدول العربيه تقول في ميثاقها:
"1. تتعهد الدول الأطراف باحترام حق الطفل في الحفاظ على هويته بما في ذلك جنسيته، واسمه، وصلاته العائلية، على النحو الذي يقره القانون، وذلك دون تدخل غير شرعي. 2. إذا حرم أي طفل بطريقة غير شرعية من بعض أو آل عناصر هويته، تقدم الدول الأطراف المساعدة والحماية المناسبتين من أجل الإسراع بإعادة إثبات هويته".
هل يعقل أن يستمر هذا الصمت المزعج وان تبقى هذة المعاهدات حبر على ورق وهل يعقل أن يبقون شيوخنا وفقهائنا ملتزمين الصمت ام انه انتهى وقت الفتاوي أمام مجزره الأطفال اليمنيين ؟ ام أن الأطفال اليمنيين أصبحوا يشكلون تهديدا على الأمن القومي العربي ؟

اخر الأخبار