شعب برفض الهتاف فى حفل تأبين وطنه

تابعنا على:   17:59 2022-07-15

خالد عبد الغني الفرا

أمد/ كل النداءات عن الحريات ودعم حركة الشعوب في نيل استقلالها او مواجهة أنظمتها المستبدة لم تكن تمتاز بالصدق و لا تصلح لتقديم معيار حقيقي لتقييم اخلاقيات الحكومات، فهذه الشعارات سرعان ما كانت تسقط دون تفكير في انتشالها بمجرد ان تجلس المصالح على طاولة البحث وبناء التحالفات التي يشتد سعيرها ,الا اننا كفلسطينيين مبتلون بالبلاهة و سوء التقدير و القدرة على مجاراة التحولات الناتجة بفعل التغيير الكبير في المفاهيم التي افرزتها مخاوف اتساع نطاق الحرب و ما سوف تخلفه من أزمات اقتصادية و انهيارات , هذه الازمة القادمة هذه المرة من بعيد جعلت من الموقف الفلسطيني عاريا و بلا قيمة او اعتبار و سلبت منه بطاقة التأهل و ادراج اسمه في الترتيبات القادمة لشكل المنطقة ,
هذه العقلية المتواضعة التي تدير الصراع لم تعد مؤهلة و قابليتها للتطوير والتحديث تكاد تكون منعدمة بعد ان وضعت نفسها تحت سقف مشروع سياسي ملئ بالثغرات و العيوب , دفعها لتأدية أدوار مهينة مما كان له الأثر الكبير على نفسيه الشعوب التي كانت تساندنا و تحترم نضالاتنا , لنخسر كل شيء , عمقنا العربي , حكومات و شعوب , لأننا كنا نروي لهم قصة صمودنا الأسطوري و استماتتنا في الدفاع عن المسجد, و مع انتشار وسائل التواصل تلقينا الضربة القادية , نحن لسنا شجعان بالقدر الذي كنا نصوره , جماعات متفرقة و متناحرة , و اهتماماتهم بقضيتهم اكذوبة و تحطمت معها الحواجز , فلم يعد احد يسمح لنا بانتقاده و نحن نرتكب الموبقات , شتمنا دولا لأنها وقعت على معاهدات سلام و اتفاقيات تطبيع و نحن غارقون حد الثمالة في انتهاك صارخ لعذريتنا الوطنية و كرامتنا و نحن نستجدي المنسق كي يرفع عنا الحظر و يساعدنا في اصدار تصريح عمل , انقسمنا فريقين كل فريق يريد ان يحمل كأس البطولة حتى و لو كانت على جثة الوطن فخسرنا الكأس و الوطن و الناس و ورثنا نظاما سياسيا يعج بالخرافات و البدع السياسية
لا اعلم ان كان التاريخ صادقا ام تم تدليسه كباقي كل شيء , فلقد بدأت الشكوك تحوم و انكشفت الأقنعة التي كنا نتنكر خلفها و طلت صورتنا المخجلة لتحتل العناوين لشعب مفتت غير صالح للتعايش مع الاخرين لا ينتمي الى الحياة بنسقها الطبيعي ويرفض التصالح مع ذاته ويشكل خطرا على نفسه وجيرانه توجب ان يبقي قابعا تحت الوصاية ويمنع من إدارة نفسه الا حين ان ينتهي مفعول العقلية المفتونة بنبوغها و انتزاع اعتراف منها بانها عاجزة عن خلق واقع معيشي لشعبها وانهاء ظواهر العنف واستخدام الأسلحة وسلوك البلطجة من اجل الوصول الى الحكم،
الحكم في فلسطين وظيفة مفتوحة الاجل بلا تفرض اى التزامات و اشغالها يوفر حصانة كبيرة ضد المشاحنات و الانتقادات بقوانين صارمة صيغت , لذا اصبح القتال من اجل السيطرة على مقاليد الحكم مطمع لكل الشواذ أصحاب المواصفات البوهيمية الذين يرفضون منطق التعامل بالقوانين ,, اما فكرة التنحي عن الحكم احتراما للنظام السياسي و ديمومته ما هو الا جنون يطالب به غوغاء مجهولي النسب وهويتهم الوطنية محل شك كبير, هذا الواقع الذي فرضه علينا طابور الفاشلين الذين استنزفوا كل مرات رسوبهم في الحياة السياسية و الاجتماعية لازالوا يقبعون على كراسيهم , لتستغله إسرائيل في إعادة حبك روايتها و إخراجها بما يتلاءم مع واقع فرضته تأثيرات الحرب الروسية و سعي ايران لامتلاك سلاح نووي .
قد تكون مراكز القرار في العالم تتعمد اهمال القضية الفلسطينية الا ان ذلك لا يبرر نهجنا السلبي و اعتبار ان هناك بارقة امل تلوح في الافق نتيجة زيارة بايدن الى المنطقة و ان السلطة بكل أركانها تتأهب لمطالبته بأحياء المسار السياسي , هذا التفكير قاد إسرائيل الى اتخاذها بعض التدابير الاقتصادية و الانسانية التي من شأنها ان تعرقل اى مطالبات إقليمية كذريعة بان المناخات السياسية غير مؤهلة و تحتاج الى وقت لبناء الثقة , الا ان هذه التوجهات احسب انها تكفي من وجه نظر فلسطينية لأنها على الأقل تجنبهم حرج التساؤل عن الشرعيات و دور المجلس التشريعي و هذه امور لن تقبل به السلطة في الوقت الحالي ,لذا فان تحريك الحياة السياسية يبدو مستحيلا، وجني الثمار من وراء زيارة رئيس أمريكا وهم قاتل وتفاخر كاذب وعلينا ان نعترف بان السوس قد نخر عظم قضيتنا وأقصى انجاز يمكن تحقيقه بقاء تصاريح العمل دون انقطاع،
لعلى مخطئا او متشائما

كلمات دلالية

اخر الأخبار