انهيار الاتحاد السوفيتي وصعود روسيا كقطب أعظم في السياسة الدولية

تابعنا على:   20:13 2022-01-11

محمد جبر الريفي

أمد/ بانهيار الاتحاد السوفيتي في عهد الرئيس غور بتشوف في مثل هذه الايام قبل أكثر من ثلاثة عقود تشكلت في الواقع مرحلة جديدة في السياسة الدولية حيث انتهت بهذا الانهيار الحرب الباردة بين النظامين الاشتراكي و الرأسمالي وكان من نتائجه على المستوى الدولي تراجع الصراع الطبقي باعتباره يشكل التناقض الرئيسي ليحل محله الصراع القومي بهدف تحقيق المصالح الحيوية بين الدول العظمي اما على صعيد دول العالم الثالث فقد فقدت حركات التحرر الوطني نصيرها الاقوى الفاعل في إطار النضال ضد الهيمنة الاستعمارية مما اتاح للاإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة التغول في معاداتها للأنظمة الوطنية والتقدمية التي تسعى للتحرر الكامل و للخلاص من علاقات التبعية للنظام الرأسمالي حيث مارس القطب الأمريكي الأوحد العدوان بذريعة مكافحة الإرهاب الدولي

الذي هو في الأصل من صنع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فقام بأحتلال أفغانستان والعراق في وقت يتم فيه تعزيز العلاقة مع الكيان الصهيوني الذي هو أول الدول التي تمارس الإرهاب باغتصابه و بأحتلاله للأرض الفلسطينية عدا عن الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون ضد المواطنين العزل... في مجريات السياسة الدولية لم تستمر الولايات المتحدة الأمريكية تشكل القطب الأوحد فقد تراجع دورها السياسي في العالم في الأعوام الماضية بسسبب سياسات الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة ترامب القومية العنصرية التي جعلت واشنطن في خلاف حتى مع اقرب الحلفاء الأوروبيين كما كان سبب التراجع في الدور السياسي الأمريكي خاصة على المستوى الإقليمي ظهور اقطاب دوليين جدد فيما يسمى بعصر تعدد الأقطاب كالاتحاد الأوروبي الذي يضم في عضويته كلا من بريطانيا وفرنسا من الأعضاء الخمسة الذين لهم حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ومن الأقطاب أيضا الصين وروسيا إضافة إلى تعاظم القوة الاقتصادية لكل من اليابان والمانيا التي توحدت بسقوط جدار برلين...

أما في الحقبة الزمنية الحالية فهي تتميز بصعود روسيا الاتحادية السلافية الأرثوذكسية وهي بخلاف الاتحاد السوفييتي الشيوعي المنهار تتميز بحجمها البشري وموقعها الجغرافي في شرق أوربا وعلى تخوم اسيا كقطب أعظم في السياسة الدولية ولترث موقع الاتحاد السوفييتي السابق في كل قدراته خاصة منها القوة النووية التي ارهبت الغرب الراسمالي وجعلت الولايات المتحدة عاجزة عن الرد بأحتلال الجيش الروسي لجزيرة القرم ثم ما تبع ذلك من تدخل عسكري في أوكرانيا بما يطلق عليه الآن في وكالات الأنباء بالأزمة الاوكرانية وهو التدخل الذي مظهره الحشود العسكرية الروسية على الحدود الاوكرانية بهدف حماية الوجود البشري الروسي في شرقها الذي تواجد في زمن كانت أوكرانيا فيه إحدى الجمهوريات السوفيتية وذلك قبل أنهيار الاتحاد السوفييتي وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة ..

وفي الشرق الأوسط الذي يشهد بعض بلدانه خاصة العربية منها ازمات طاحنة على خلفية اقتصادية واثنية تلعب روسيا الاتحادية فيه دورا سياسيا و عسكريا للدفاع عن الدولة الوطنية في مواجهة المعارضة اليمينية المسلحة. خاصة في الأزمة السورية.. لقد أعاد الصراع في سوربا طبيعة العلاقة التي كانت قائمة بين الاتحاد السوفييتي السابق والأنظمة الوطنية العربيةَ ففي مقابل تدخل كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وتركيا الي جانب المعارضة اليمينية و التنظيمات الإسلامية الإرهابية كداعش والنصرة. وغيرهما في الأزمة السورية وقفت روسيا إلى جانب النظام السياسي ولولا ذلك لما استطاع ان يبقى هذا النظام الوطني صامدا طيلة هذه المدة الطويلة محافظا بذلك على موقف سوريا القومي فيما يتعلق بالقضية. الفلسطينية وعدم الانجرار وراء الدول العربية المعترفة والمطبعة مع الكيان الصهيوني ..

اخر الأخبار