ذكرى حرب الفرقان 2008-2009م

تابعنا على:   11:12 2021-12-14

عصام سمير دلول

أمد/ استمرت الحرب الفرقان التي بدأت بتاريخ 27 كانون الأول/ ديسمبر 2018، على مدى 23 يوما، استشهد خلالها 1420 فلسطينيا تقريبا، ودمر ما يزيد على الـ8000 منزل تدميرا كليا وجزئيا، وتسببت بتشريد ما يزيد على نصف المليون فلسطيني.

وبحسب التقرير الدولي للقاضي ريتشارد غولدستون، فقد ارتكب جيش الاحتلال في هذا العدوان الكبير جرائم حرب بحق المدنيين في قطاع غزة المحاصر منذ 15 عاما تقريباففي ليلة اليوم الثاني من الحرب (28 ديسمبر/كانون أول 2008)، أقنعت الأم بعلوشة، بناتها اللواتي أصبن بالفزع جراء الغارات وأصوات الانفجارات، بالخلود للنوم.

لكنّ صاروخا إسرائيليا، استهدف منزلهن الواقع في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، متسببا بمجزرة دامية بحق العائلة.

وتقول بعلوشة لوكالة الأناضول، إنها فقدت 5 من أبنائها الثمانية (7 إناث وولد)، في تلك الليلة، بعد أن انهارت على الأسرة، جدران المنزل.

وتستذكر الأم، تفاصيل تلك الجريمة المروعة، وتضيف "قتلوا ابنتي الكبرى (تحرير) وكانت تبلغ من العمر 18 عاما، و(إكرام) 15 عاما، و(سمر) 13 عاما، و(دينا) 8 أعوام، و(جواهر) 4 أعوام...كلهم قتلوا".

أما بقية أفراد العائلة، فكانت إصاباتهم طفيفة، حيث أُصيبت الأم "سميرة" في وجهها، وزوجها "أنور بعلوشة" في رأسه، وطفلهما "محمد" (كان يبلغ من العمر عامين) في وجهه، والابنة "إيمان" (كانت تبلغ من العمر 17 عاما) في قدميها.

أما الطفلة الرضيعة "براءة" التي كانت تبلغ من العمر 11 يوما فقط، فقد كُتب لها النجاة، ولم تُصب.

وتضيف الأم بعلوشة "كانت فاجعة، لم أستوعب كيف خرجتُ من بين الركام، وأنا مصابة، وبين يداي طفلتي الرضيعة (براءة)".

وتكمل بصوت يعتريه الألم "قلبي ما يزال مجروحاً، فلا تكاد تمر علينا مناسبة كأعياد أو افتتاح عام دراسي إلا وأقضي تلك الأيام ما بين حزن وبكاء على صغيراتي؛ فكيف للأم أن تنسى بناتها!".

أما الفلسطيني زياد ديب (34 عاما)، الذي فَقَدَ خلالها 11 فردا من عائلته، فضلا عن خسارته لقدميْه، فما زال يستذكر جيدا ذلك اليوم الذي تعرضت فيه عائلته لمجزرة، راح ضحيتها 11 شخصا.

ففي 6 يناير/ كانون ثاني لعام 2009، سقطت قذيفة أطلقتها مدفعية إسرائيلية في فناء منزل ديب، الواقع بالقرب من مدرسة الفاخورة، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بمخيم جباليا شمالي القطاع.

وفي تلك اللحظة أيضا، استهدفت آليات إسرائيلية مدفعية، بعدد من القذائف، مدرسة الفاخورة، التي فتحت أبوابها للفلسطينيين النازحين من الحرب، ما أسفر –وفق مصادر طبية- عن مقتل نحو 40 مدنيا، وإصابة العشرات.

يقول ديب لوكالة الأناضول "بعد سقوط القذيفة على المنزل، تحوّل من مكان يعج بالحياة إلى أجساد ممزقة وموت وخراب، مشهد لا يمكن وصفه".

وأردف قائلاً "فاجعتي كانت مُزدوجة باستشهاد 11 فرداً من عائلتي، بينهم والدي وجدتي، وثلاثة من إخوتي، وأضف إلى ذلك أنني فقدت قدميّ الاثنتين".

ويبيّن أن آثار الحرب ما زالت تطرق باب ذاكرته يوميا، واصفا شعور الفَقْد بـ"المؤلم"، فيما عصفت إصابته بـ"أحلامه وطموحاته".

كان "ديب"، في زمن الحرب، طالبا جامعيا، يدرس في قسم "الفنون الجميلة والديكور"، ويطمح بـ"إنشاء مكتب لأعمال الديكور بعد الانتهاء من الدراسة، ولاحقا السفر لاستكمال الدراسات العليا".

وبعد فترة من الإصابة، غادر ديب القطاع، إلى دولة عربية لتركيب أقدام صناعية، لتساعده في استكمال حياته، كما كانت سابقا.

ويحاول ديب اليوم، بعد أن أصبح أبا لثلاثة أطفال، توفير مصدر رزقه بممارسة هواية "الرسم والتصوير"، وبيع منتجاته منها.

ويتابع "الحياة أصبحت مختلفة جذريا، لكن لا بد من التكيّف مع التغيّرات الجديدة لضمان استمرارية الحياة بشكل أفضل".


تمر الأحد (27 ديسمبر/ كانون أول)، الذكرى السنوية الـ12، للحرب الأولى التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة عام 2008-2009، التي استمرت لمدة 23 يوما (انتهت في 18 يناير/ كانون ثاني لعام 2009).

أطلقت إسرائيل اسم "الرصاص المصبوب" على هذه الحرب، فيما أسمتها حركة "حماس" بـ"حرب الفرقان".

وأسفرت هذه الحرب عن مقتل 1436، بينهم 410 أطفال، و104 نساء، و100 مسن، وإصابة أكثر من 5400 آخرين؛ نصفهم من الأطفال.

فيما تمثّلت الخسائر البشرية الإسرائيلية في مقتل 13 إسرائيليا، بينهم 10 جنود، وإصابة 300 آخرين.

ووفق تقارير دولية، فقد ألقى الجيش الإسرائيلي خلال الحرب نحو "مليون" كيلوجرام من المتفجرات على قطاع غزة.
لم تتورع آلة الحرب الإسرائيلية عن ارتكاب كل ما هو محرم دوليا في سبيل تحقيق أهدافها، فبعد أن فشلت جميع محاولاتها بتحقيق أهدافها من خلال الأسلحة التقليدية كالطيران والدبابات، لجأت إلى استخدام أسلحة غير تقليدية ضد المدنيين كان أبرزها الفسفور الأبيض، واليورانيوم المخفف الذي ظهر على أجساد بعض الشهداء، وفق تقارير صادرة عن خبراء ومؤسسات أوروبية.
ونؤكد أن المقاومة وبإذن الله جاهزة لمواجهة العدو الصهيوني، ودائماً هي في حال استنفار لتحرير فلسطين، كل فلسطين، من رأس الناقورة حتى أم الرشراش، وأن الحق الكامل للشعب الفلسطيني هو تحرير فلسطين، وإعادتها إلى أهلها، وأن الحق لا يصبح باطلاً بمضي الزمان، وأن الباطل لا يصبح حقاً بمضي الزمان.

وأنه لا يملك أحد حق التخلي عن شبر واحد من فلسطين، ولا يملك أحد حق التخلي حتى عن حرف واحد من اسم فلسطين، وأن هذه عقيدة لا ريب فيها، سنورثها لأبنائنا من بعدنا، وإن كنا متأكدين أننا بإذن الله سنكون من الفاتحين لبيت المقدس.

كلمات دلالية

اخر الأخبار