تأتي بنتائج عكسية..

نيويورك تايمز: أمريكا حذرت إسرائيل من استمرار الهجمات على البرنامج النووي الإيراني

تابعنا على:   09:49 2021-11-22

أمد/ واشنطن: قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأحد، إن المسؤولين الأميركيين حذّروا نظراءهم الإسرائيليين من أن الهجمات المتكررة على المنشآت النووية الإيرانية قد تكون مُرضية من الناحية التكتيكية، لكنها تأتي بنتائج عكسية، في حين رفض الإسرائيليون "الاستسلام" لذلك.

ووفقاً للعديد من المسؤولين المطلعين على المناقشات التي جرت وراء الكواليس، فإن الإسرائيليين "لا يعتزمون الاستسلام"، كما تجنبوا التحذيرات الأميركية التي يرون إنها تعطي فرصة لإيران بـ"تسريع بناء برنامجها النووي"، وهو أحد المجالات العديدة التي تختلف فيها واشنطن وتل أبيب.

(4) هجمات..

وأشار المسؤولون في تحذيراتهم التي نشرت بالصحيفة يوم الأحد، إلى 4 هجمات استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر الـ 20 الماضية منسوبة إلى إسرائيل، إلى جانب مقتل أكبر عالم نووي إيراني.

وفي أعقاب تلك الهجمات، التي أدت إلى توقف مصانع تخصيب اليورانيوم عن العمل ودمرت العشرات من أجهزة الطرد المركزي، أشار الأميركيون إلى أن إيران "تمكنت من استئناف التخصيب في غضون أشهر، وعلى الأغلب ركبت آلات أحدث يمكنها تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع بكثير".

ومع ذلك، قال المسؤولون إن إسرائيل "لم تتأثر بالحجج"، وكان هذا أحد المجالات العديدة التي اختلفت فيها الولايات المتحدة وإسرائيل حول كيفية التعامل مع جهود احتواء مساعي طهران لصنع أسلحة نووية.

أمور معقدة 

تقرير "نيويورك تايمز"، أشار إلى أن تحسين إيران لدفاعاتها، خصوصاً في المجال السيبراني، زاد الأمور تعقيداً، ما يعني أن شن هجمات إلكترونية مثل هجوم "ستوكسنت" المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل الذي شل أجهزة الطرد المركزي في موقع تخصيب "نطنز" النووي منذ أكثر من عام، "لم تعد فاعلة".

ولفت التقرير إلى أن مصدر القلق الرئيسي الآن هو "مدى اقتراب إيران من القدرة على صنع سلاح نووي"، منذ أن انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في العام 2018 أحادياً من الاتفاق النووي الموقع في 2015. 

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت هذا الأسبوع، مع استعداد إيران لإجراء محادثات مع القوى العالمية في فيينا في 29 نوفمبر الجاري، إن طهران "زادت مرة أخرى من مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب".

وأبلغت الوكالة، التي تتخذ من فيينا مقراً للأعضاء، أنها "لا تزال غير قادرة على التحقق من مخزون إيران الدقيق من اليورانيوم المخصب، بسبب القيود التي فرضتها طهران على مفتشي الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا العام".

كما لم تتمكن الوكالة من الوصول إلى لقطات المراقبة للمواقع النووية الإيرانية أو أجهزة مراقبة التخصيب والأختام الإلكترونية على الإنترنت منذ فبراير الماضي، إذ قال رئيس الوكالة، رافائيل جروسي، بوقت سابق هذا الشهر، إن الوضع أشبه بـ"الطيران في سماء غائمة بشدة".

وبعد أن أبدى المفاوضون قبل خمسة أشهر "تفاؤلاً" بعودة كل من واشنطن وطهران إلى الامتثال لبنود الاتفاق 2015، فإنهم يعودون إلى فيينا "أكثر تشاؤماً مما كانوا عليه في منتصف يونيو الماضي".

تلويح بعقوبات

من جانبها، تنفي إيران، أن لديها أي نية لصنع سلاح نووي، لكن السيناريو الأكثر ترجيحاً، وفقاً لـ"نيويورك تايمز"، هو "زيادة طهران من قدرتها على صنع سلاح نووي في غضون أسابيع أو شهور، إذا شعرت بالحاجة لذلك".

في المقابل، تلمح الولايات المتحدة إلى أنه، حال "تعنت" إيران في فيينا، فقد يتعين عليها التفكير في فرض عقوبات جديدة.

وقال روبرت مالي، المبعوث الأميركي لإيران مؤخراً، إنه في حين أن "إيران أمامها الخيار لتحديد المسار الذي يجب أن تسلكه، يجب أن تكون الولايات المتحدة والحلفاء الآخرون مستعدين لأي خيار تتخذه طهران".

في حين، نوّه إلى تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي قال فيها إنه "حال فشل الدبلوماسية، فلدينا أدوات أخرى وسنستخدم أدوات أخرى لمنع إيران من حيازة سلاح نووي".

وأشار التقرير إلى أن عرض واشنطن قبل أيام، والذي يتعلق بعقد اتفاق مؤقت، لتجميد إنتاج إيران لمزيد من اليورانيوم المخصب، في مقابل تخفيف الولايات المتحدة عدداً محدوداً من العقوبات، "لن يحل المشكلة، بل أنه يُكسب الطرفين مزيداً من الوقت للمفاوضات، بينما يمنع التهديدات الإسرائيلية بقصف المنشآت الإيرانية".

"3 شروط"

وبحسب الصحيفة، فإن المسؤولين الأميركيون كانوا يأملون بأن يأخذ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الاتفاق الذي تم التفاوض عليه، وإجراء تعديلات طفيفة والاحتفال برفع معظم العقوبات الغربية، لكن ثبت أن ذلك كان "خطاً في التقدير". 

وفي أواخر سبتمبر الماضي، قال وزير الخارجية حسين أمير اللهيان، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه "ليس لديه مصلحة في إجراء نوع من المفاوضات التفصيلية التي عمل سلفه عليها لسنوات".

في حين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحافي عقده مؤخراً، إن إيران لديها 3 شروط لعودة واشنطن إلى الصفقة هي:"اعتراف واشنطن بارتكاب خطأ في الانسحاب من الصفقة، ورفع جميع العقوبات دفعة واحدة، وتقديم ضمانة بعدم خروج أي إدارة أخرى من الصفقة كما فعل ترمب".

لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، قال مؤخراً إن الجيش الإسرائيلي "يسرّع الخطط العملياتية والاستعدادات للتعامل مع إيران والتهديد العسكري النووي". 

كما أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قد سمح بمزيد من التمويل للتخطيط وممارسة الهجمات، في حين يزعم مسؤولون إسرائيليون "تطوير قدرتهم على اختراق المخابئ التي تلغي الحاجة إلى نوع المساعدة التي سعوا إليها من إدارة الرئيس الأميركي السبق جورج بوش قبل 13 عاماً".

اخر الأخبار