عروبة القدس تاريخيًا

تابعنا على:   13:55 2021-11-03

أ. عزيز بعلوشة

أمد/ مدينة القدس هي العاصمة الأَبدية التاريخية منذ فجر التاريخ لفلسطين العربية، أنشأها منذ فجـر
التاريخ أجداد الفلسطينيين اليبوسيين العرب الصرحاء من بني كنعان – والكنعانيون في التوراة
هم أبناء كنعان بن حام بن نوح وهم أول من سكن فلسطين في التـاريخ – وهـم الـذين
هاجروا من الجزيرةالعربية بزعامة شيخهم سالم اليبوسي في حوالي (الألف الثالـث قبـل
الميلاد) أي قبل مجيء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى إلى الدنيا! تسمى القدس أورشـليم
(أورسالم) بمعنى (مدينة السلام).. "وكانت أيضاً تسمى (يبوس) نسبة إلى أهلها اليبوسـيين،
وهم بطن من بطون الكنعانيين العرب الصرحاء، ومن أهم ملوكهم (مليكاصادق) وهو أول
من اختطها وبناها، وكان وديعاً مؤمناً محباً للسلام... وقد عرفت عبر التاريخ بإسمها الكنعاني
(أورسالم) أي مدينة السلام وقد ورد ذكرها في الكتابة الهيروغليفية المصرية والبابليـة تحـت
اسم (يروسليمو) كما ورد ذكرها في يوشـع (اصـحاح : 15/63 : (وأمـا اليبوسـيون
الساكنون في أورشليم فلم يقدر بنو يهودا على طردهم –بعد أن استولى عليهـا داود عنـوة
وانتزعها مـن أيدي اليبوسيين حوالي سنـة (1000 ق.م.)- فسكن اليبوسيون مع بـني
يهودا في أورشليم حتى هذا اليوم.. أي اليوم الذي جاءت فيه هذه الوقائع على لسان يوشـع
والتي تحدث الراوي بعد وفاة يوشع بأجيال وأجيال". وإسم أورشليم ليس عبرياً أصـيلاً،
فقد كان هذا الاسم قبل دخول بني إسرائيل إليها بشهادة نص تل العمارنة (مكان في محافظة
أسيوط في مصر – عثر عليه حديثاً) وبدليل أن اليهود وجدوا صعوبة في كتابة اسمها باللغـة
العبرية (يروشالايم) أما اسم القدس فقد رافق المدينة منذ بداية تاريخها، أي منذ ما قبـل بـني
إسرائيل، أي عندما أقام فيه الكنعانيون مدينة (يبوس) القدس واتخذوها عاصـمة لدولتـهم،
وأقاموا فيها لأول مرة أماكن عبادة بعد أن آمن أحد ملـوكهم وهـو ملْكـي صـادق -
بدعوة التوحيد التي دعا إليها سـيدنا إبراهيــم (عليـه الســلام ) نحــو
(1800ق.م.) ليتبعه شعبه العربي الفلسطيني على دينه، كان هذا قبـل الـنبي داود (عليـه
وهكذا فإن فلسطين كانت أول مكان مقـدس في العام961ق.م) بحوالي ألف سنة.
في العالم يشهد الحياة الدينية ويعرف الإيمان باالله، ويكفي فلسطين شرفاً أن قام فيها إبـراهيم
الخليل (عليه السلام) ورزق على أرضها المباركة بإسماعيل (عليه السلام) من هـاجر، كمـا
خصها االله بالقداسة والطهارة بأن جعل ثُلـةً من أنبيائه الكرام يقيمون ويعيشون على أرضها
المباركة منهـم : لوط وإسحاق ويعقوب وذو الكفل وأيوب وصالح وزكريا ويحيى واليـاس
واليسع واشعيا وارميا وحزقيال ودانيال وداود وسليمان وعيسى بن مريم صلوات االله وسلامه
عليهم أجمعين. وزادها االله تكريماً وشرفاً وبركة بصعود خاتم المرسلين وإمام النبـيين محمـد
(صلى االله عليه وسلم) إلى السماء..
(
" سبحانَ الذّي أَسرى بِعبده ليلاً مـن اَلمسـجِد
الحرامِ إلى اَلمسجِد الأقْصى الذي باركْنا حولَه لنريه من آياتنا إنه هو السـميع البصـير."
(الإسراء :1 .(
مما تقدم يتضح أن أرض فلسطين (كنعان) ومدينة القدس، كانت معمورة بالسـكان
قبل أن يكون بنو إسرائيل (يعقوب) شيئاً مذكوراً وعلى الوجود وأن موسى عليه السلام حين خرج هؤلاء
لفتح كنعان بأمر من االله قالوا له : "إنا لن ندخلَها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا فأنا داخلون (المائدة ) 22 (يتضح من شرطهم على نبيهم أن البلد كانت تعج بأهلها الأصليين فما سبق يبين بوضوح ليس لليهود علاقة بالقدس لا من بعيد ولا من قريب
وهم طارئون غرباء عليها. وتجلت وقاحتهم على موسى نبيهم عليه السلام بقـولهم لـه : " فاذهب انت وربك فقاتلا هاهنا قاعدون
(المائدة : 24 (لقد كانـت أرض كنعـان
(فلسطين) منذ قديم الزمان مأهولة بأهلها لم يغادروها أبداً، وحينما دخلها الغزاة بما فيهم بنو
إسرائيل – لفترة وجيزة – عاشوا مع أهل فلسطين إلى أن رحلوا وطردوا منها وظلت الأرض
لأصحابها الأصليين. حتى !!!!
!!!!!!!!!!!!
إن "نبي اليهودية" موسى (عليه السلام) " ولد وعاش ومات ودفـن
في مصر ولم تر عينه فلسطين أو القدس في يوم من الأيام وحتى التوراة
ووحيها نزلت في مصر وباللغة الهيروغليفية وقبل وجود اللغة العبرية بسبعمائة سنة (انظر فيما
تقدم) ولم تشهد القدس عبر تاريخها الطويل شيئاً من ذلك في يوم من الأيام فـأين العلاقـة
الروحية التي يتحدثون عنها بين اليهودية وبين القدس ؟
مما تقدم ليس لليهود علاقة روحية بالقدس ولا دينية ولا تاريخي

كلمات دلالية

اخر الأخبار