والإدارة توضح

الأولى من نوعها... غزة: طلاب مدرسة يعتدون على إدارة المدرسة وطواقمها- فيديو

تابعنا على:   16:00 2021-09-12

أمد/ غزة- أماني شحادة: حالة من الذهول والاستغراب أصابت المواطنين في قطاع غزة، بعد تداول فيديو يوضح اعتداء الطلاب في مدرسة غازي الشوا بغزة، على المعلمين والممتلكات والأثاث؛ احتجاجًا منهم على رفض المدرسة إعطائهم الإذن للقيام بمظاهرة مساندة للأسرى الفلسطينيين، مما جعل المدرسين يختبأون في غرفة وطالبوا الشرطة لحمايتهم.

وتعتبر هذه الحادثة الغريبة والخطيرة هي الأولى من نوعها في قطاع غزة.

ويشار أن بعض الطلاب قاموا بسرقة الكتب المدرسية وإلقاء الحجارة على المعلمين؛ لعدم تلبية احتياجاتهم.

وسرعان ما تداول الكثيرين على مواقع السوشيال ميديا فيديو للحدث الغريب في المدرسة، وبعضهم قدم اللوم للمنظومة التعليمية في فلسطين، والبعض استغرب طريقة إدارة المدرسة وطاقم التدريس لعدم قدرتهم احتواء الموقف، والبعض لاموا أهالي هؤلاء الطلبة بسبب سوء التصرف والتربية.

وتحدث أشخاص عبر صفحاتهم على "الفيسبوك"، أن هذا نتاج العنف الذي نزرعه في أطفالنا منذ الصغر بسبب الحالة العامة في قطاع غزة.

المدرسة توضح الحادثة

أصدرت مدرسة غازي الشوا، توضيحًا حول ما حدث، قالت فيه: "أهلنا في مدينة بيت حانون لقد تابعنا ردة الفعل على الفيديو الذي نشر حول مجريات الأحداث وما أعقبه من اعتداء على المدارس كلها في المدينة سواء ابتدائية أو ثانوية، وهناك فيديوهات موجودة عن اعتداءات في جميع المدارس، وحتى مدارس الإناث، وتكسير وتحطيم للممتلكات وإلقاء الحجارة على المعلمات والطالبات."

وأضافت المدرسة: "كلكم شاهدتم في الصباح ماحدث في المدينة وتعطيل الدراسة فلم تكن مدرستنا الوحيدة التي تعرضت لهذا السلوك غير اللائق .. ورغم أننا نقدر تقديرًا عاليًا حالة الغضب والحزن التي اجتاحت فلسطين.. وتركت فينا غصة .. على اعتقال الأسرى الذين حرروا أنفسهم"

وأردفت: "أما ما جرى وخروج بعض الطلاب من المدارس الابتدائية والاعدادية.. وبعض من المتسربين.. واخرين ليسوا طلاب مستغلين بذلك حالة الغضب وقادوا الصبية الى مدرسة مهدية الشوا الثانوية وبعد أن قاموا بالاعتداء عل المدرسة واضطرت الإدارة والمعلمين بإخراج الطلاب.. ثم توجهوا لمدرسة غازي الشوا ونحن كنا قد انتظمنا وبدأ المعلمون في دورهم التربوي وكانت الامور على خير ما يرام .. فوجئنا بإعداد هائلة من الطلاب وغيرهم بمهاجمة المدرسة لإخراج الطلاب ورغم محاولاتنا الحفاظ على المسيرة التعليمية .. لكن اضطررنا لإخراج الطلاب."

وأكدت أن: "الفيديو تم بثه لوضع الجميع أمام مسؤولياته سواءا أولياء الأمور..او المخاتير والوجهاء وأهل العلم وخاصته وجهات الاختصاص حتى لايتكرر ما حدث .... اي ان ماحدث هو ليس صراع مع المعلمين بل لإخراج الطلاب فقط .. أما ان البعض يحاول استغلال الفيديو للسب والقدح والتعامل .. نقول لهم كل إناء بما فيه ينضح والله من وراء القصد."

دعوة لحماية المعلمين

ومن جهتها، استنكرت نقابة المعلمين الفلسطينيين الاعتداء الآثم على المعلمين في مدرسة غازي الشوا بغزة، مؤكدة رفضها المطلق لأي اعتداء على المعلمين.

ودعت النقابة في بيانها المقتصب على الفيسبوك، وزارة التربية والتعليم والجهات الحكومية المختلفة إلى إتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المعلمين وحفظ كرامتهم، كما دعت المجلس التشريعي والمؤسسات والوجهاء وأولياء الأمور لأخذ دورهم في حماية المعلمين والمؤسسة التعليمية.

وزارة التربية والتعليم توضح!

أصدرت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة، توضيحًا حول الحادثة في المدرسة، وقالت في بيانها أنها تابعت ما حدث في المدرسة، وأكدت أن لجنة التحقيق بالمشكلة خرجت بالعديد من النتائج والتوصيات، كما اتخذت إجراءات إدارية لضمان عدم تكرار ما حدث.

وأوضحت حول ما حدث: "بعد انتظام العملية التعليمية في المدرسة صباح يوم السبت، وأثناء الحصة الأولى، تعرضت المدرسة إلى إعتداء بالحجارة قام به أعداد كبيرة من طلبة المدارس المجاورة الذين خرجوا في مسيرة احتجاجاً على اعتقال الأسرى المحررين من سجن جلبوع، ولإجبار إدارة المدرسة على إخراج الطلاب في المسيرة."

وأفادت الوزارة بإصابة مدير المدرسة وعدد من المعلمين؛ نتيجة إلقاء الحجارة على المدرسة، وتعرضت إدارتها والهيئة التدريسية إلى ضغط كبير أثناء محاولتهم التصدي للاعتداء."

وبينّت الوزارة أن إدارة المدرسة هي من قامت بنشر مقطع الفيديو بهدف إيصال رسالة للمجتمع المحلي ومشاركته في المسئولية من أجل إيجاد حل لمشكلة إجبار بعض الطلبة خروج زملائهم من المدارس لمناسبات مختلفة، خاصة وأن مدير المدرسة كان قد اجتمع مع ممثلي المجتمع المحلي يوم الخميس لتوقعه مثل هذه الأحداث.

ودعت الوزارة أولياء الأمور ووجهاء المجتمع المحلي للقيام بدورهم وتحمل مسئولياتهم في دعم إدارات المدراس لعدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة في المستقبل.

الرأي العام على مواقع التواصل

"لم أستغرب بتاتًا، هذا ما علقه مهند على الحادثة، وقال: "الطلاب نتيجة مجتمع فقير، القوي يأكل حق الضعيف، القانون يحمي مصالح الأقوياء، نعلمهم الفتوة والعنف."

وتابع: "نتاج كم هائل من المشاعر المكتسبة بالحرب من دم وأشلاء ودماء، نتيجة مجتمع لا يحترم إلا القوي وصاحب البندقية، ولا يقدر لا أستاذ ولا مربي ولا عالم، فأنا مش مستغرب بتاتا."

غرد عبد الله شرارة، على "الفيسبوك: "هجوم جماعي من قبل الطلبة! على المدرسين والإدارة في مدرسة غازي الشوا، حيث تم إحتجاز الاساتذة في الغرف الصفية لحماية أنفسهم، وقد تم الإتصال بالشرطة لحمايتهم.. أعتقد أن هذه سابقة لم تحصل بهذا الحجم في قطاع غزة، وهو أمر خطير للغاية!"

وعَبر وليد جودة عن لومه للمعلمين عبر تغريدته: قائلًا"بخصوص فيديو مدرسة غازي الشوا في بيت حانون .. لا شك بأن سلوك هذه المجموعة من الطلاب بالاعتداء ورمي الحجارة وخلافه على المدرسين والإدارة وتخريب ممتلكات المدرسة هو سلوك مشين ويستلزم أقصى درجات العقاب الفردي والجماعي لضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات في ذات المدرسة أو غيرها."

وأكد "ما استفزني أكثر من فعل الطلاب .. هو ردة فعل المدرسين الذين تظهر أصواتهم في الفيديو .. أفهم تماماً عدم مقدرتهم على الخروج وضبط الأمور خشية التعرض للأذى .. لكن لا أفهم أبداً تعاملهم مع الوضع بالضحك والتندر والسخرية من تخريب وسرقة الممتلكات والكتب وغيرها .. ردة الفعل المترهلة والمستهترة والتي تعكس عقلية الطاقم التدريسي تخبرنا كيف تجرأ هؤلاء الصبية بالخروج عن النص بهذه الطريقة !

ومن جانب آخر اعتبر حسين جمال حسين أن الوزارة بغزة لها يد في هذه الحادثة الخطيرة، قائلًا: "هل تذكرون برنامج الفتوة العسكري الذي أطلقته وزارة التعليم بغزة لطلبة المدارس، هذا البرنامج للأسف الشديد ساهم بشكل كبير في ترسيخ فكرة أن العلاج السريع لأي مشكلة تواجه الطلبة، هي استخدام العنف، ونحن اليوم نحصد ثمار هذا البرنامج، عبر هذه الفضيحة التي شوهت صورة التعليم الفلسطيني، من زرع هذه الأفكار في أدمغة الطلبة يحصد ثمارها الان."

سبب المشهد

ويشير خبراء في التربية أن أسباب الاعتداء على المعلمين تعود لعدة عوامل، منها "خلل منظومة القيم التي يمتلكها الطلبة، وعدم تناسب البيئات التعليمية في المدارس مع احتياجات الطلبة، فضلًا عن غياب نصوص قانونية رادعة بحق من يعتدي على المعلمين، وغياب العلاقة الحقيقية بين المجتمع المحلي والمدرسة نتيجة جهل المجتمع بأهمية دور المعلم في بناء الأجيال."

طالب الناشط عبد الناصر النمس عبر حسابه، أن يكون هناك محاضرة توعوية للطلاب لتوطيد علاقة المدرس والطالب بالشكل الصحيح، لا تعنفوهم "كي لا يصبح هذا الإعتداء عادةً لديهم".

وقال: "لا تحرموا الطلاب من التعبير عن آرائهم الوطنية، دعوهم يعبرون عن غضبهم، فجميعنا يحترق ويتألم من ما حدث، هم يريدون الثورة على الإحتلال وعلى كل من هو ظالم، وشعروا أن المدرسين حجبو عنهم هذه الثورة، فإعتبروهم خصمًا لهم، لذلك يجب أن يعلم هؤلاء الطلبة الفرق بين الإحتلال والمدرسين، وأن لا أبالغ في ذلك."

وتسائل حسام المدهون عبر تغريدته على "تويتر": "ما حد فكر يسأل نفسه عن سبب المشهد اللي شفناه بالمدرسة وليش الطلاب عملو هيك؟ لو أزمة تربية كان الموضوع بتعلق بطالب او اثنين بس شايفين طلاب كتير بالنهاية كل طالب بخاف من العقاب والفصل لكن م تلقو اللوم ع الطلاب بحجة المنظر والشكل العام قطاع تعليمي كارثي واقع من راس الهرم لأصغر عنصر."

وغرد مؤمن الناطور: "الطلاب عاملين شغب في المدرسة عشان بدهم يطلعوا مظاهرة مناصرة للأسرى خلال ساعات الدوام... و الإدارة منعتهم."

وأكد أن الإدارة تصرفها ضعيف و بعض ألفاظ المدرسين كانت سيئة، مشيرًا أن الطلاب بحاجة إلى إعادة تأهيل تربوي و أخلاقي، و الإدارة بحاجة إلى تغيير، و عقاب للمدرّس المُربّي الفاضل اللي شتم بألفاظ سوقية."

اخر الأخبار