الفرح يدخل غزة

تابعنا على:   07:20 2021-08-07

فاضل مناصفة

أمد/ واخيرا تأتي الأخبار المفرحة من غزة، بعد صدور نتائج الثانوية العامة ليسجل بذلك أبناء القطاع تفوقا باهرا في ظل ظروف صعبة قد مروا بها، ولكنها لم تثنيهم عن تشريف عائلاتهم في واحدة من أصعب السنوات التي اجتازتها غزة المدمرة والمحاصرة .  

كانت الفرحة فرحتين في بيت عائلة الخطيب حيث سجل التوائم الستة نجاحهم في الامتحان، وتصدرت منة الله الخطيب قائمة الفرع العلمي بمعدل 98% لترفع بذلك اسم العائلة عاليا وتشرف جميع سكان حيها، لا بل سكان غزة بأكملها بهذا التفوق الباهر، ولثثبت أن الظروف لا تقف أبدا حاجزا للنجاح والتميز.  

يحق لنا ان نفتخر بجيل المستقبل الذي رسم البهجة ورفع صوت الزغاريد عاليا ليغطي بها قليلا، حالة الحزن التي يعيشها القطاع برمته بسبب الاوضاع البائسة ومخلفات الحرب الاخيرة.  

فرحة أخرى صنعتها الجدة الفلسطينية مها عمر الحصيني بعد توقفها عن الدراسة لمدة 35 سنة، حيث أتى خبر نجاحها في الثانوية العامة ليفاجئ جميع افراد اسرتها وخاصة بعد تحصلها على نتيجة 91% في الفرع الأدبي، هذا التفوق ماكان ليكون لولا الايمان بقدراتها، بالرغم من مسؤولياتها اتجاه أبناءها وزوجها الذي اعتبر تفوق حرمه اغلى هدية قدمتها له بعد سنوات من الزواج. 

نتائج الثانوية العامة في غزة أثبتت علو كعب شباب وبنات القطاع وقدرتهم على تحدي الصعاب والتميز في الظروف الحالكة حتى مع انقطاع التيار الكهربائي والقيام بالمراجعة والحفظ  على ضوء نور الشمع، وعلى اصوات الصواريخ في فترة عصيبة عاشها القطاع مع تجدد المواجهات مع الاحتلال.  

يستحق أبناءنا وبناتنا المتفوقات كل التقدير والشكر على ادخال البهجة في نفوسنا بعد حزن عميق خيم على بيوت وحارات القطاع، لقد كنا بحاجة الى الاحساس بمعاني البهجة وسماع صوت الزغاريد والافتخار بشبابنا الذين سوف يحملون الامانة يوما ما ليكونو في الصف الأول في معركة التحرير والبناء .  

نهنئ جميع الطلبة المتفوقين من أبناء الوطن الواحد أينما كانوا ونحيي الطلبة الذين لم يساعفهم الحظ هاته المرة مع حثهم على المزيد من العمل والمثابرة لتحقيق النجاح في السنة القادمة في أعلى المراتب.  

شكرا لكل من ساهم في ادخال البهجة وصنع البسمة والفرحة في هذا الجو الكئيب الذي كثم على نفوسنا وجعل حياتنا بلا طعم ولا لون. 

كلمات دلالية

اخر الأخبار