فى ذكرى الخامس من يونيو ذكرى النكسة

تابعنا على:   15:27 2021-06-05

غازي فخري مرار

أمد/ تمر هذه الذكرى تحمل الالم لما حل بنا فى مثل هذه الايام من عام 1967 حينما حشدت مصر قواتها البرية فى سيناء استعدادا للدفاع عن سوريا وامنها حيث حشدت قوات العدو الصهيونى على الحدود السورية .

كانت الضربة الصهيونية للقوات الجوية والبرية قاتلة . وكان الانسحاب من سيناء باهظ الثمن بدون غطاء جوى . رغم ان الجيش المصرى قام ببطولات فردية ومواجهات مع القوات الصهيونية ووصل الى شرق القناة بعد ان تكبد خسائر كبيرة ومعاناة مؤلمة.

تحمل الرئيس جمال عبد الناصر المسؤلية التاريخية بما حل بمصر وجيشها واعلن فى مساء التاسع من يونبة تنحيه عن الحكم وعودته الى صفوف الجماهير يؤدى واجبه نحو مصر وشعبها . وخرجت الجماهير العربية فى مصر والوطن العربى ترفض هذا الموقف لجمال عبد الناصر وتعلن الوقوف الى جانبه حتى يزيل اثار العدوان فلم يكن عبد الناصر المسؤل عما حدث لكن الصراعات ومراكز القوى التى لم يتمكن عبد الناصر من القضاء عليها للاوضاع التى كانت تواجهها مصر من عدوان صهيونى امريكى رجعى جعل هذا البعض ينفرد ويهمل بناء القوات المسلحة واستعداد الجيش لمواجهة العدوان.

وعاد عبد الناصر عن قرار التنحى واتجه فورا الى ما كان يؤمن به , صفى مراكز القوى واعاد بناء القوات المسلحة بقيادات جادة امثال الفريق محمد فوزى وعبد النمنعم رياض والفريق سعد الدين الشاذلى وغيرهم كثيرون الذين استبدلوا هذا البناء بكوادر المهندسين والمتعلمين الذين اجادوا استخدام الاسلحة السوفييتية الحديثه والطييران المتطور وكافة الاسلحة فى المجال الجوى والبحرى والبرى . كرس عبد الناصر رغم مرضه كل الجهد لاعادة بناء القوات المسلحة واعادة تسليح الجيش المصرى . شاهدت عبد الناصر فى ذلك الوقت ولم اتعرف عليه كان وجهه اسودا والهموم تعلو وجهه فكان يواصل الليل بالنهار مع القيادات الجديده من اجل ازالة اثار العدوان وقال وقتها : لا صوت يعلو فوق صوت المعركة . وقال فى مؤتمر القمة فى الخرطوم : ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة , لا صلح لا اعتراف لا مفاوضات .

وبعد شهر واحد من النكسة قامت فصيلة قوامها ثلاثين جنديا من قوات الصاعقة بايقاف تقدم رتل من المدرعات الصهيونية لاحتلال بور فؤاد , فى منطقة راس العش , وكبدت هذه القوات خسائر فادحة فى الارواح والمعدات . وفى شهر اكتوبر تم تدمير البارجة ايلات بالصواريخ المصرية امام شواطىء بورسعيد . وكانت حرب الاستنزاف التى استمرت ست سنوات كبدت فيها العدو الاسرائيلى من الخسائر فى الارواح والمعدات باعتراف القيادات الصهيونية ما يوازى حرب اكتوبر .

وكانت حرب الاستنزاف مقدمة لنصر اكتوبر العظيم يوم اقتحم جيش مصر اكبر حاجز مائى ودمر خط بارليف وهزم الجيش الصهيونى الذى ادعى انه لا يهزم .

ان كنا نذكر النكسة وما خلفته من الم فى نفوس شعبنا , فانا نذكر ما قام به جمال عبد الناصر من رد على الهزيمة فى ايمانه العميق بارادة الامة على النصر حينما تتوحد جيوشنا العربية لتهزم القوات المعادية .

وها هى مصر تبنى قواتها المسلحة باحدث الاسلحة فى المجال الجوى والبحرى والمشاه لتبقى الدرع الذى يحمى الامن القومى العربى ويذود عن هذه الامة فى الوقت الذى يبنى مصر الجديدة مدنا وقرى وصناعة لتبقى مصر قوة فى هذا العالم .

تحية لمصر وجيشها طليعة هذه الامة حتى تحقق الحرية والنصر للامة العربية . الرحمة لشهداء امتنا الابطال الذين سقطوا فى معارك الشرف وضحوا بارواحهم فى سبيل مصر والامة العربية .

كلمات دلالية

اخر الأخبار