المستحيل ليس غزاوي

تابعنا على:   08:07 2021-06-04

جميلي عمار الحاج

أمد/ انتصار جديد يسجل لسكان القطاع بشكل خاص والشعب الفلسطيني في الداخل والخارج عموما على صمودهم الشامخ ضد آلة التدمير وتحديهم لظروفهم الاقتصادية الصعبة وهم ينفضون غبار القصف الذي استهدف البنية التحتية الاستراتيجية للقطاع ، والمقدرات الحيوية للشعب البسيط الذي آثر على نفسه تحمل الشدائد من أجل أن تحيا فلسطين بتاريخها النضالي وبقدسها الشريف ....

إن آثار القصف الاسرائيلي التي طالت 17 ألف بناية حسب تقديرات رسمية لم ثثني المقاومة و المواطنين الغزاوين الشرفاء  من العزم على تضميد الجراح والكفاح المستمر في ظل الحياة الصعبة في القطاع، وها نحن نرى التكافل الفلسطيني يتجسد في أسمى صوره بعد أن وضعت الحرب أوزارها وقرر سكان غزة اعادة الإعمار بسواعدهم النبيلة و بامكانياتهم المتواضعة ملحقين الخزي والعار بالمتآمرين وبعض المطبعين العرب الذين يحاولون تبرير سكوتهم عن الظلم والعدوان بدراهم بخسة في محاولة منهم لاظهار تعاطف لايسمن ولايغني في دعم  القضية . 

المشاهد التي نراها في فلسطين لا تزيدنا الا إحتراما لأهل غزة وهم يستعدون لإعادة الاعمار بعد أن مر الاعصار على جدران ومباني ومكاتب و مؤسسات المجتمع المدني . 

ومع أن فاتورة الدمار باهضة و امكانيات السلطة الفلسطينية متواضعة إلا أن عزم الغزاويين لايعرف المستحيل بالرغم من كل الأضرار الاقتصادية من مخلفات الوباء.

 كل هذا الكم من المعاناة ومن الجراح العميقة اختزلها المواطنون في عزمهم على اعادة روح الحياة لشوارع ومباني القطاع المدمرة وورشات الاصلاح والترميم التي انطلقت من دون الحاجة لانتظار وعود أمريكا ودول الخليج بالوقوف مع المتضررين. 

بالرغم من كل هذا وذاك فان شعب غزة يثمن المواقف الصادقة من الدول التي وقفت معه في محنته وتعهدت بالمساعدة المادية الغير مشروطة في اعادة الاعمار، ويؤكد مجددا سكان غزة على إختلاف توجهاتهم السياسية والحزبية على أنها هذا الشعب المحاصر والمحتل لحمة واحدة، ولن يتردد أبدا في بدل الغالي والنفيس من اجل أن تعلى راية فلسطين، التي تشكل صلب المعادلة التي يطرح الفلسطينيون بها كل خلافاتهم وكل عداواتهم ويجمع بها أواصر الأخوة والمواطنة بين أبناء الشعب الواحد في الداخل والخارج . 

شكرا يا ابناء غزة على ما تقدمونه من مشاهد قل نظيرها في العالم ، شكرا يا ابناء غزة لأنكم تؤكدون للعالم بأسره صدق القضية الفلسطينية وقوة الصف ووحدة المصير .

ردالرد على الكلتوجيهتحرير كجديد

اخر الأخبار