العلاقات السودانية مع الكيان الصهيوني في عصر التطبيع

تابعنا على:   07:42 2021-04-17

عصام سمير دلول

أمد/ حيث ان العلاقات التطبيع مع الكيان الصهيوني و السودان ، تعتمد قول الوزير الاستخبارات الإسرائيلية إيلي كوهين، لوسائل إعلام محلية: "يجري العمل على مسودة اتفاق السلام، ونتوقع أن يقام حفل توقيع لإسرائيل والسودان في واشنطن في غضون ثلاثة أشهر".

ولم يعلق مسؤولون سودانيون على ذلك الخبر.

وتقول الحكومة المدنية في السودان إن اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل لا يمكن أن يصبح ساريا إلا بعد مصادقة مجلس تشريعي انتقالي لم يتشكل بعد. وقال كوهين إن مسؤولين ناقشوا ثلاث خطط اقتصادية فضلا عن تأمين الحدود.

ولفت كوهين إلى أنه أهدى مضيّفيه زيتًا وثمارًا من الأرض المقدسة، وأنهم في المقابل أهدوه بندقية من طراز إم- 16 لدى رحيله.

ووافق السودان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ليلحق بذلك كلا من الإمارات، والبحرين، والمغرب في قطار التطبيع برعاية أمريكية.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، استضاف البيت الأبيض مراسم حفل توقيع اتفاق تطبيع علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين.

ومثّلت الخطوة إيذانا بحقبة جديدة في الشرق الأوسط، فيما يتعلق بالاعتراف بإسرائيل.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، زار وفد إسرائيلي الخرطوم.

وفي السادس من الشهر الجاري، وقّع السودان اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.

واشنطن تشطب السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب
وجاء توقيع السودان قبل مضيّ شهر على إعلان الولايات المتحدة إزالة اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب.

ولم تتوقف منذ ذلك الحين المظاهرات الاحتجاجية على التطبيع في السودان.

وأعلنت الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن أنها ترغب في البناء على اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع دول عربية.

كان السودان عدوًا لإسرائيل منذ تأسيسها عام 1948.

وأوضح عبد الباري في بيان أن الوثيقة الدستورية لا تضع قيودا غير المصلحة والاستقلالية والتوازن في ممارسة الحكومة سلطة وضع وإدارة السياسة الخارجية، ولا تمنع إقامة علاقات مع إسرائيل.

وأشار إلى أن الحكومة الانتقالية مفوضة بموجب الوثيقة الدستورية الحاكمة بإدارة السياسة الخارجية بتوازن واستقلالية ووفقا لمصالح السودانيين التي تتغير بتغير الزمان والظروف.


وأكد الوزير السوداني أن السياسة الخارجية لا ينبغي أن تحددها اتجاهات وقناعات أيديولوجية، فردية أو حزبية، وإنما المصالح، والمصالح فقط، على حد قوله.

ووفقا لعبد الباري، فإن انحياز الحكومة السودانية لمصالح السودانيين وانفتاحها على إسرائيل أو أي دولة أخرى لا يعنيان بالضرورة التسبب بضرر أو أذى لأي دولة أخرى.

من جانب آخر، قال العميد الطاهر أبو هاجة المستشار الاعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان إن "ما حدث من انفراج في علاقات السودان الخارجية ليس اقتلاعا للهوية ولا بيعا للقضية الفلسطينية، لكنه اجتهاد بشر وتقديرات قائد".

وأضاف أبو هاجة في مقال بالموقع الإلكتروني للجيش السوداني أن الفصل بين التطبيع مع إسرائيل ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يبدو مثل فصل الروح عن الجسد، على حد قوله.

ومن المعروف أن السودان استضاف مؤتمر "اللاءات" الثلاثة الشهير المناهض للتطبيع مع إسرائيل عام 1967، عندما أقسمت جامعة الدول العربية، في اجتماعها في العاصمة الخرطوم، بأن "لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، لا مفاوضات معها".

وخاض السودان حربا ضد إسرائيل عامي 1948 و 1967 ووفر ملاذا لجماعات مسلحة فلسطينية، ويشتبه في أنه أرسل أسلحة إيرانية لمسلحين فلسطينيين في غزة قبل عدة سنوات مما أدى إلى شن غارات جوية إسرائيلية مزعومة ضده.

ومع الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير، العام الماضي، وقدوم مجلس عسكري مدني انتقالي، تغيرت الديناميكيات السياسية في السودان.

وقد دعم جنرالات السودان، المسيطرون الحقيقيون على السلطة، إقامة علاقات مع إسرائيل كوسيلة للمساعدة في رفع العقوبات الأمريكية عن السودان وفتح الباب أمام مساعدات اقتصادية يقولون إن السودان في أمس الحاجة إليها.

اخر الأخبار