ماضي الآخرين يعيد لنا التوازن من جديد

تابعنا على:   15:43 2021-02-20

محمد عبد السلام

أمد/ لطالما ردد شعبنا الفلسطيني دعائا مأثورا "صبرا جميلا والله المستعان" املين الاستجابه من الله العزيز بان نرى باليهود والامريكان يوما يشفي صدور قوم مؤمنين ؛ ولم نكن نتوقع ان من حملناهم على الأعناق هم لأبنائنا قاتلين الذين مازالوا يوهمون هذا الشعب بانه على اعتاد دولته العتيدة ؛ التي لم تبصر النور والتكوين بعد ، ولكننا مازلنا نعيش اصعب اللحظات التاريخية التي مرت بها جميع الشعوب حين تحولت من حالة الثورة او الفوضى او الفلتان الى حالة الدولة او الأستقرار والأمان وقد اثبتت هذه التجارب أن هذا التحول إذا كان في صالح الغالبية العظمى من الشعب فإن الشعب يقف حاميا لهذه الدولة عاملا على تطويرها وإذا كان عكس ذلك فإن الشعب يعيش على أحلام فتاة الخبز الممتزجة بالدم من قوى الاحتلال السابق والأمثلة كثيرة بالإشارة على ما سبق .

إن الشعب الفرنسي الذي خاض الثورة ضد "الملك لويس" تمنى لو يعود الملك إلى مكانه لقصر فرساي عندما تحولت الثورة إلى مقصلة باريس" تقطع رواتب" عفوا ! ، رؤوس الفرنسيين دون تميز .

ولقد وقف الزعيم التاريخي للأمة العربية "جمال عبد الناصر " نادما وحائرا بعد قيام ثورة يوليو لاسابيع ، عندما تبين له أن الفئة التي يفترض بها أن تكون طليعة البناء بالشعب المصري بعد الثورة أرادوا أن يكونوا طيارين في السماء وغواصين في الماء في آن واحد وتناسو أن للبحر رجال و للجو رجاله كذلك ؛ وهذا بحمد الله غير موجود لدى قيادتنا الأكثر تخصصا بين القيادات (فحياتهم مفاوضات ).

وعندما تشكلت جبهة التحرير الوطني الجزائري لتأخذ شكل الدولة وتناست المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية للسواد الاعظم من الشعب الجزائري وخصوصا مقاتليها ، تحول المسقفون بالأمس للجبهة إلى صفوف المعارضة لتظهر الجزائر بوجهها الحزين الدامي لسنوات طوال ، وهذا ايضا وبحمد الله إستنتجت منه قيادتنا فاستجابت لكافة اشارات الجماهير بدءا من الصمود التاريخي وصولا إلى آخر احتفال بإنطلاقة الثورة بغزة ، فعملت هذه القيادة على التسامي فوق الخلافات وتوحدت ليس فقط لإنهاء الانقسام بل لإزالة اثاره حتى داخل حركة فتح والحمد لله .

وعندما قرر الاتحاد السوفيتي أن يحكمه رجال الخطوط الأولى كلما سقط خط جاء رجال الخط الذي يليه كان هذا القرار خطئا تاريخيا ، حيث اندس بين هذه الخطوط عملاء وشياطين ، وكان في طليعتهم "بوريس يلتسن" و "مخائيل جوربتشوف" حيث تقدم خط العملاء والشياطين ليسقط الإتحاد السوفيتي أمام الغرب فريسة جعلت من الغرب حيوية ونشطة ليومنا هذا ، و الحمد لله لدينا قيادة حكيمة استطاعت أن تضع يدها على العملاء بل وتطردهم !!!، ولكن بقي السؤال ماذا بالنسبة للشياطين ومن سيخرجهم من أصبع قدم هذا الشعب المغلوب على امره ؟

كلمات دلالية

اخر الأخبار