الطاووس الأشقر ترامب ووقاحة حتى الثمالة

تابعنا على:   10:01 2021-02-06

السفير منجد صالح

أمد/ أبت الوقاحة أن تُغادر أهلها. والرئيس السابق ترامب هو منبع ومصدر و"مُصدّر" للوقاحة و"المقاوحة" والتشبّث برأيه و"معتقداته" و"خندزاته ودسدساته" ومصالحه الشخصية الذاتية المالية التي تفوق وتتفوّق على مصالح أمريكا ومواطنيها "البيض والشقر".

ترامب يواجه محكمة ومحاكمة حقيقية في الكنغرس الأمريكي على "ما اقترفت أياديه" من سوء ومخالفات وبلطجة وتحريض أدى إلى اقتحام مبنى الكنغرس من قبل أصدقائه وزملائه ومُحازبيه وزبانيته وأشباهه ومؤيّديه، الهمجيين، أحفاد قاتلي ومبيدي الهنود الحمر، وقامعي ومستعبدي الزنوج ما قبل تحرير العبيد وإلغاء العبودية على أيدي ابراهام لينكولن في الحرب الأهلية الأمريكية بين الجنوب المُتزمّت والشمال المُنفتح.

اقتحام دموي همجي صلفي "سلفي" غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة، وعلم الولايات المتحدة الأمريكية ذي الخمسين نجمة متّحدة تزيّنه وتُدلل على قوّة وعظمة أمريكا، التي جاب ترامب أنفها في التراب مما حدا بسلفه الجمهوري الرئيس الأسبق جورج بوش الإبن إلى وصف ما حدث وجرى بأنه "لا يحدث إلا في جمهوريات الموز"!!!

ولمن لا يعرف كنه هذا التعبير "جمهوريات الموز"، فإنه يُشير ويُدلل على جمهوريّات امريكا الوسطى مثل كوستاريكا والسلفادور وهندوراس، والتي تقع ضمن ما يُطلق عليه الحديقة الخلفية للولايات المتحدة.

صحيح أنه في هذه الدول يوجد رئيس وحكومة وجيش ولكن الذي يحكم هذه البلاد ويُعتبر الحاكم الفعلي فيها هو السفير الأمريكي "المُعتمد لديها"، أو الذي هو "يعتمد رئيسها لديه"!!!

ستبدأ محاكمة ترامب في الكنغرس الذي يسيطر على مجلسيه الحزب الديمقراطي، وترامب مدعو منذ الآن للإدلاء بشهادته قبل أو اثناء محاكمته "للدفاع عن نفسه" أمام الحقائق الدامغة التي تُدينه.

لكن "البلطجي" ترامب يُعطي مؤشّرات وإشارات منذ الآن بعدم تلبيته ولا إنصياعه لعملية إستجوابه في الكنغرس، حيث يعتقد أنّه بتمترسه في مزرعته في ولاية فلوريدا سيكون "فوق القانون"، بمنآى و"مأمن" من الملاحقات القانونية والدستورية التي ستطاله وستطال عنقه و"تسلخ جلده" و"ستفرك" أنفه بحفنة من الرماد.

أصبح العالم أكثر أمناً وأمانا وأقل صخبا وضجيجاً منذ يوم العشرين من كانون ثاني الماضي، ف"الحربوق" قد إنزوى في جحره الدافيء" في أقصى جنوب شرق الولايات المتحدة، حيث المناطق المداريّة والطقس الحار الرطب في ميامي وبالم بيتش، ولاية فلوريدا، وهي إمتداد طبيعي وجغرافي لمنطقة حوض الكاريبي بجزرها الجميلة الخلابة، وعلى رأسها جزيرة كوبا الأبيّة الصامدة الشامخة الجميلة، التي ما زالت تُشكّل شوكة في حلق الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض منذ إنتصار ثورتها بقيادة فيدل كاسترو وتشي غيفارا عام 1959، وحتى يومنا هذا.

لقد أفل نجم "نجم" ترامب وبقيت كوبا صامدة وبقيت فنزويلا صامدة وبقيت فلسطين والقضية الفلسطينية صامدة وبقيت لبنان صامدة وبقيت اليمن وإيران وكوريا الشمالية صامدة، وبقيت الصين وروسيا صخرتين كبيرتين صلبتين لا تهزّهما لا رياح أمريكا ولا"جعجعات" ترامب ولا أصدائها ولا إمتداداتها.

الرئيس جو بايدن يقوم ويسعى بخطى حثيثة كي يُرمّم الفجوات والندبات والنتوءات و"الحُفر" التي أحدثتها رُعونة ترامب وسياساته و"مقامراته" في جدار صدّ تماسك المجتمع الأمريكي وحضارته وديمقراطيّته.

سيحتاج الرئيس بايدن إلى تصحيح "إعوجاج" ترامب الحاد تجاه العديد من الأطراف في العالم، بدءا بالأصدقاء وانتهاء بغير الأصدقاء. وقد بدأ الرئيس بايدن فعلا في "محو" البقع السوداء التي لطّخ بها ترامب "رداء" الولايات المتحدة العالمي، منها: إلغاء الحظر على دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المُتحدة، وإعادة لمّ شمل آلاف الاطفال المكسيكيين إلى أمهاتهم وعائلاتهم، وتسهيلات في موضوع ترسيم وضع وإقامة المهاجرين غير القانونيين المُتواجدين على الأراضي الأمريكية.

وإلغاء الدعم الأمريكي الترامبي للتحالف العربي بقيادة السعودية في حربها "الظالمة" ضد شعب اليمن، "الذي يرفل بالتعاسة والكوليرا والفقر والجهل"، وإلغاء العديد من القرارات الترامبية وتصحيح مسارها تجاه القضية الفلسطينية منها إعادة المساعدات الأمريكية للانروا ومباشرة للسلطة الفلسطينية، ولاحقا اعادة افتتاح ممثلية فلسطين في واشنطن وإعادة القنصلية الأمريكية "المستقلّة" إلى القدس الشرقية، إلى سابق عهدها في العمل مباشرة لتلبية مصالح الفلسطينيين كما كانت منذ اكثر من 350 سنة.

ان تعيين الدبلوماسي المخضرم والخبير في الشأن الإيراني وخاصة دهاليز وملابسات الملف النووي الإيراني، السيد روبرت مالي، لهو دليل إضافي على نيّة وأداء وتصميم الإدارة الديمقراطية الجديدة في البيت الابيض، وضع "بلاطة" كبيرة وثقيلة على كافة "شطحات" ترامب الثقيلة، التي ارهقت العالم، فيما يتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني وإمكانية إستعادة تطبيقه والحوار حوله.

نأمل أن تأخذ محاكمة ترامب مسارها وأن تأخذ العدالة مجراها الصحيح والأكيد و"السريع"، وأن نراه، نحن ونانسي بيلوتشي معا، قريبا، وقريبا جدّا، مُكبّلا بالأصفاد يجرّ رجليه نحو السجن، مقرّه الجديد والدائم والمُستحق بجدارة، كما كان الحال، حال نهاية مع من سبقوه من الطغاة والمُتعجرفين، سلوبودان ميلوزيفيتش وعمر البشير و"القذّافي"، ونيكولاي تشاوتسكو وحسني مُبارك وزين العابدين بن علي و"نيرودا" وبينوشيت و"موسوليني وهتلر"، والجنرال فرانكو.

ولا أسف عليه ولا على ايّامه الدامسة، وستكسر شعوب الأرض قاطبة وراءه "جرّة فُخّار".

اخر الأخبار