عودة للصراع العربي الصهيوني بهزيمة الرجعية واندحار الإمبريالية

تابعنا على:   07:37 2020-12-29

محمد جبر الريفي

أمد/ مهما كثر عدد الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني فلن يغير ذلك من طبيعة الصراع العربي الصهيوني باعتبار أن الصراع معه كظاهرة استعمارية استيطانية هو صراع على الوجود وليس صراعا على الحدود وقد كان آخر ما التحق بقافلة التطبيع المذلة المغرب حيث وصلت يوم الثلاثاء الماضي طاىرة شركة العال الإسرائيلية من تل أبيب إلى مطار العاصمة الرباط وبصورة احتفالية وقد كان على متنها كوشنر اليهودي صهر ترامب وعراب التطبيع الذي مساعيه التطبيعية لن تنتهي ما دام ترامب متمسكا بمنصب الرئاسة على الرغم من فوز بايدن بالانتخابات الأخيرة.

في المشهد السياسي العربي الحالي أهم ما يبرز فيه ويثير الاهتمام لدي العديد من المواقع الاخبارية هو تتابع إجراءات التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يعد من وجهة نظر القائمين على رصد المتغيرات السياسية في المنطقة إنعطافة نوعية غير مسبوقة في دور الرجعية العربية في معاداتها للقضايا القومية والتقدمية والتي تشكل هذه الرجعية المغرقة في التخلف خاصة الرجعية الخليجية ذات الطابع القبلي الوراثي مع دولة الكيان الصهيوني والامبريالية ثلاثي معسكر الآعداء وحيث يتم هذا التطبيع بموافقة انظمتها السياسية ولم يكن خياراشعبيا بل و يتحقق أيضا بصورة املائية و بضغط من البيت الأبيض في واشنطن لذلك فإن هذا التطبيع العربي المخزي لن يستمر طويلا لأن الأنظمة السياسية هي في الاخر أنظمة عابرة في حياة الشعوب وفي الوضع العربي البائس الان النظام السياسي العربي الرسمي في انتظار موجة أخرى من موجات الثورات الشعبية التي اطاحت بأنظمة سياسية استبدادية سابقة لكن التدخل الأمريكي الإمبريالي قام بسرقتها فبدلا من تعميم الديموقراطية تم أحداث فوضى سياسية وأمنية.. وفي الحياة السياسة العربية عرفت المنطقة تشكيل احلاف سياسية وعسكرية مع دول عربية سرعان ما تفككت بزوال الأنظمة السياسيه كحلف بغداد بقيادة الاستعمار البريطاني التي اطاحت به ثورة تموز العراقية عام 58.من القرن الماضي كما فشلت بعد ذلك تحالفات لأزمة مع أمريكا في عهد ولاية الرئيس ايزنهاور للوقوف في وجه المد القومي بقيادة مصر الناصرية.

وذلك تطبيقا لنظرية وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دالاس المسماة بنظرية ملء الفراغ هذا على صعيد الأنظمة السياسية العربية. للرجعية. واما على صعيد الإمبريالية. الأمريكية حليفة الكيان الصهيوني الوحيدة في العالم والتي تنجز له اتفاقيات التطبيع فهي لن تكون بعيدة هي الأخرى عن الزوال فكم من إمبراطورية ودولة عظمى اندحرت و زالت ولم تعد موجودة الان على مسرح السياسة الدولية وما أصابها من عوامل التفكك والانهيار ليس بعيدا أن يصيب الولايات المتحدة الأمريكية القائمة على.اساس سياسة. التمييز العنصري بسبب التنوع العرقي والقومي والمذهبي خاصة تفاقم حدة الصراع بين البيض الأكثرية من أصول أوروبية والسود الأقلية الكبيرة من أصول افريقية..

تفكك هذه الدولة. الإمبريالية الاستيطانية التي نشأت على أنقاض قبائل الهنود الحمر أمر وارد مستقبلا كما حدث للاتحاد السوفيتي السابق ويوغسلافيا الاتحادية وذلك. في حال توفر الظروف الموضوعية وأهمها انتصار بلدان العالم الثالث في المجال الاقتصادي وذلك بتخلصها من علاقة التبعية وهي العلاقة الذي تستمد منها الإمبريالية الأمريكية قدرتها على البقاء كقوة عظمى في السياسة الدولية ذلك أن انتصار بلدان العالم الثالث في أحداث تنمية وطنية اقتصادية شاملة تخرجها من علاقة التبعية للمركز الرأسمالي العالمي في واشنطن من شأنه أن يفقد الشركات الاحتكارية الأمريكية الأرباح الهائلة التي تجنيها من وراء الاستغلال البشع لموارد تلك البلدان خاصة مادة النفط الحيوية للحضارة الغربية البرجوازية في بقائها وتطورها مما تسرع هذه الخسارة في ظهور أشكالا من التعاضات تتحول مع فقدان المزيد من الأرباح الامبريالية إلى تناقضات اقتصادية واجتماعية تنخر قوام تركيبة المجتمع الأمريكي..

هكذا إذن بهزيمة الرجعية العربية وافول دورها الخياني الوظيفي و بزوال أنظمتها السياسية وكذلك بفقدان الكيان الصهيوني لدعم حليفة الاستراتيجي الأمريكي يعود الصراع العربي الصهيوني مرة أخرى ألي جذوره الأولى بعد التهميش الذي أصاب القضية الفلسطينية بتراجع أولويتها في اهتمام اطراف عديدة في النظام السياسي العربي الرسمي.. صراع بين كيان عدواني غاصب وبين أمة عربية واحدة يربطها عوامل النسيج الاجتماعي الحضاري الواحد ولعل ذلك هو ما سيحفز النضال الوطني الفلسطيني للعودة مرة أخرى إلى تبني برنامج الحل الاستراتيجي للقضية الفلسطينية حيث المصير النهائي لوضع فلسطين هي أن تظل فلسطين عربية ديموقراطية بالكامل وبعبارة أخرى صريحة لم يحدث التطبيع العربي الا بسبب القبول بحل مرحلي كانت منظمة التحرير الفلسطينية تراهن من خلاله على تحقيق مطالبها الوطنية.

اخر الأخبار