ليسوا سواء

تابعنا على:   13:12 2020-09-14

محمد الأشقر

أمد/ هناك فارق كبير بين من أحب فلسطين لذاتها ولشعبها ومن أحبها لذاته ولأبنائه، فعندما علا صوت العاصفة إتكالاً منها على الله لتبدأ كفاحها المسلح لتحرير فلسطين، تقدم صفوف القتال قادتها، فيا جاثمون على صدورنا عنوة هل أنتم ستتقدمون صفوف المقاومة الشعبية؟ أم أنه كالعادة سيكون الشعب هو الوقود الذي سيقيكم برد عزلتكم وفشلكم السياسي والدبلوماسي.

إن الهاربون إلى الأمام ليسوا كما الكرارين الذين لا تنحني هاماتهم إلا لزرع قنبلةً أو للسجود، فليس بينكم أبا عمار ولا خليل الوزير ولا صلاح خلف، فالثورة لا يقودها المنمقون أصحاب ربطات العنق الحمراء، إنما يقودها المضرجون بدمائهم.

كيف ستستندون إلى شعبٍ قطعتم أوصاله بين الولاء والبراء، بين العوز والحاجة، فمن آمن بكم فالجنة مأواه، ومن كفر بعهركم فإلى الجحيم، وكيف تقاتل الأمعاء الخاوية النقية لتنتصر الكروش المتخمة بالذل والهوان، لماذا يجب أن ندفع فاتورة فشلكم وإخفاقكم من دمنا ودماء أبناءنا. كيف نعاودكم وهذا أثر فأسكم في قلوبنا، كيف سيضحى أحدنا بحياته لأجل الوطن وهو يعلم أن من يعتلي سدة الأمر فاسد لا ضمير له، وأن كل الأبواب ستغلق في وجه ذويه وسيقال لهم كفاكم تسولاً.

كيف يضحي الجريح بأحد أطرافه وهو يعلم أن من كان يقبل أيادي الجرحى قد خانوا أمانته بعدما غادر المشهد بوقار الشهداء، كيف سيمضي الأسير زهرة شبابه في القيد وهو يعلم أن قوت عياله عرضه للنهب والسرقة.

الثورة يا سادة ليست بندقية وحجر، الثورة هي الإنسان الذي يحملها في جوارحه وتسكنه بالوفاء والطمأنينة، كيف سيقاتل تحت رايتكم الإنسان الفلسطيني، هل يأمن لكم القضاة الذين حطمت هراوات أمنكم ميزان عدلهم، أم سيأمن لكم ذلك الموظف المغلوب على أمره حين سرقتم أحلامه ومستقبل أبنائه وقطعتم راتبه وسطوتم على سبل عيشه.
الثورة يا سادة لا تحتاج منكم سوى أن تكونوا فلسطينيون وطنيون فقط، وأن تتحلوا بالشجاعة وتعلنوا أنكم فشلتم في إدارة شؤون البلاد والعباد، وأنكم فشلتم في إيصال رسالتنا للعالم فخسرنا بعدنا العربي بعد أن خسرنا أصدقائنا، فمتى عنا ستنصرفون.

كلمات دلالية

اخر الأخبار