صيف عزة ، داخل الأسوار

تابعنا على:   00:02 2020-08-27

ماجد عبدالله الخطيب

أمد/ غزة لوحة أثرية من لوحات التاريخ ، حُفِر غربها بحراً متوسطاً في الحجم ، ولكنه الأجمل في الهيئة والطلة ، كم كنا نعشق الصيف في غزة ، وكم كنا نحب ذاك الشاطئ الرملي الأصفر ونحن نتجمع في حلقات متناثرة على الشاطئ ، منها من يأكل البطيخ ، ومنها من يأكل الصبر والذرة المسلوقة أحياناً والمشوية أحياناً اخرى ، نلهو ونلعب ما بين الرمال والمياه والأمواج المتتابعة ، تروي كل منها قصتها على شاطئ غزة ، اليوم ليس الصيف بالصيف ، فلا بحر نزور ، ولا بطيخ نأكل ، حتى سمك البحر قد نسينا شكله وأسمائه المختلفة ، فنحن داخل سور الحصار الإسرائيلي ، هذا الحصار الذي شدد السور ليصبح حلقة ضيقة على أجسادنا ، لكننا بعزتنا وشموخنا لن أقول بأننا نصبر على الحصار بل إن الحصار يكسر ما بين الحين والحين بإرادتنا وصبرنا ، الصيف اليوم ليس بصيف فنحن لا نملك المال ، فقلة الدخل عند أهل غزة أصبحت سوراً يُغلق على معاصمنا ويُقيد حركتنا ، فلا نستطيع أن نشتري البطيخ والسمك والذرة ، ويشتد الحصار على غزة وتبدأ عدة مطارق بالضرب على الرأس ، ليقولوا أن هناك فيروس كورونا في غزة ، كيف ؟ ومتى ؟ ومن أين ؟ ومن أدخل هذا الفيروس الى غزة المُحاصرة ؟ ، هل يريدوا أن ينسونا بحر غزة ؟ ، لا وألف لا ، فنحن أبناء البحر ونحن أبناء غزة العصية على الكسر والعصية على الإنحناء ، نعم ليس للصيف طعم ٌ هذه الأيام ، لكن للعزة والشموخ طعمٌ لا يتذوق حلاوته الا أبناء غزة ، سننتصر وسنكسر كل القيود والأسوار بدءاً من فيروس كورونا وانتهاءً بحِصار إسرائيل ، وستبقى غزة وأهلها عصية على الكسر ، وسنتذوق طعم الصيف من جديد ، شاء من شاء وأبى من أبى ، رَحِمَكَ ربي يا أبو عمار ، والى مزبلة التاريخ كل من حاصر أو ساعد أو فكر في حصار غزة بأي شكل من أشكال الأسوار .

كلمات دلالية

اخر الأخبار