لا تفرطوا بفلسطين

تابعنا على:   17:45 2020-08-17

غابي ايوب

أمد/ فاجأت الإمارات وإسرائيل العالم الخميس بالإعلان عن اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما والارتقاء بها إلى مستوى تبادل السفراء والتعاون والتنسيق في مجالات جمة أبرزها السياسية والعسكرية.
متابعة تطورات هذا الحدث ، منذ توقيع الاتفاق، تقارب بدأ على حياء ثم أصبح أمرا واقعا وإن لم يكن معترفا به، فالتطورات السياسية والتوترات التي تشهدها منطقة الخليج العربي من حين لآخر وتصاعد المد الإيراني ومحاولات هيمنة طهران على دول الجوار وفرض نفسها كقوة إقليمية كبرى ربما كانت عوامل أساسية وحاسمة في مد جسور التواصل ليس بين أبوظبي وحدها وتل أبيب بل بين عواصم خليجية أخرى والدولة العبرية.
 
حتى الآن لم تظهر أية عقبات، يمكن الحديث عنها، وعلم أن الخطر الإيراني على دول الخليج هو ما دفعها إلى تطوير حس بالمصلحة المشتركة مع إسرائيل ما أدى بالتالي إلى تطوير العديد من أشكال التعاون غير الرسمي بين الطرفين.
 
أصبح التقارب مع إسرائيل أكثر منطقية من التقارب مع إيران لأن الأولى ليست لها مطامع معلنة في السيطرة على دول الخليج العربي كما يقول البعض وبعد أن أصبحت دول الخليج تراهن أكثر على اسرائيل وعلى إمكاناتها التكنولوجية والأمنية الكبيرة في مواجهة التطورات الإقليمية المتسارعة التي تؤثر على استقرارها حيث اصبحت اسرائيل الجديدة في المنطقة بمواجهة لحمايتهم من ايران . 

ان عزلة إسرائيل هي التي تقيد حكومتها عن اتخاذ إجراءات قاسية أو أحادية، أو عقابية بحق السلطة الفلسطينية ذلك أن حكومة نتنياهو لا تجد نصيراً واحداً في العالم بما في ذلك الولايات المتحدة، لأية خطوات تتخذها في هذا السياق، ما يعني أن عملية المصالحة استحقت وحققت الشرعية الكاملة. تحقيق مثل هذه الشرعية كان يتطلب بعض الوقت، ولكن توفر الغطاء العربي الضامن والحامي، كان هو الآخر، عاملاً يستحق الانتظار. 
يتضح من مجريات المصالحة، ان حركتا فتح وحماس تتعامل معه، كشاهد زور، ولكن لا يمكن، ولا يفيد التعامل مع الوضع، على أساس أنه عامل ثانوي يمكن تجاهله أو القفز عنه.
 
يعني ذلك أن تبدل واقع الحال نحو معالجة الأزمات التي يعاني منها الناس لن يكون سريعاً من حصار وفقر وبطالة، وإغلاق المعابر، وأزمة الكهرباء والوقود، ونقص المواد الأساسية. يترتب على المواطن الفلسطيني أن يصمد وأن يتحمل، وأن يتكبد المزيد من العناء، إلى أن تتبدل الظروف، وأن يقبل طواعية أو رغماً عنه، مواصلة دفع ثمن الاتفاق كما سبق له أن دفع اثمانا باهظة.
 
وجرياً وراء المقولة المصرية المعروفة دخول الحمّام ليس كما الخروج منه، فإن ما ترتب خلال سنوات الانقسام، يؤسس للثمن الذي نتوقع أن نحصل عليه، ما يعني ان الحصار قد يتشدد أكثر، والبطالة أضحت مرضاً مزمناً.. ولذلك علينا أن لا نفرط في التفاؤل، حتى وإن كانت الاتفاق بينهما أمراً حقيقياً.

لمتابعة الأخبار وآخر المستجدات .. انضم الآن إلى تطبيق "أمد للإعلام" .. اضغط هنا

 

كلمات دلالية

اخر الأخبار