وتتواصل السقطات الإماراتية

تابعنا على:   15:03 2020-08-17

خالد صادق

أمد/ الاعترافات التي أدلى بها قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان لوسائل الاعلام العبرية, والتي أكد خلالها قيام «إسرائيل» باغتيال القيادي في حركة “حماس” محمود المبحوح، قبل قرابة 10 سنوات تدل على ان الساحة الاماراتية كانت مسرحا للموساد الصهيوني يرتع فيها كيفما يشاء, وينفذ عمليات اغتيال ضد قادة المقاومة الفلسطينية بتواطؤ اماراتي مقصود, فلا يمكن تبرئة الامارات من هذه الجريمة لأنها وقعت فوق اراضيها, ولم يكن لها أي انعكاس سلبي على علاقة الامارات العربية المتحدة بالكيان الصهيوني, فالتطبيع بينهما لم يتوقف لحظة لا قبل جريمة اغتيال الشهيد القائد محمود المبحوح ولا بعدها, فرأس الشهيد المبحوح كانت مطلوبة للاحتلال والامارات تعلم ذلك جيدا, و”المبحوح” هو أحد قادة كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس، تتهمه إسرائيل بالمسؤولية وراء خطف وقتل جنديين إسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى والمسؤولية عن تهريب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة. وكانت شرطة دبي اعلنت عن اغتياله في غرفته بإحدى الفنادق بدبي، (صعقا بالكهرباء ثم خنقه) وبعد خمس سنوات من تنفيذ العملية، نشرت القناة الثانية العبرية فيلما قصيرا يوضح تفاصيل عملية اغتيال المبحوح، أشارت خلاله إلى وقوف “الموساد” وراءها, وهو ما أحرج الامارات وأجبرها على انتقاد سياسة القتل آنذاك واعتبارها انتهاكاً صريحاً لسيادة البلاد .

المواقف الاماراتية الداعمة لإسرائيل عبر عنها سابقا ما يسمى بزعم مؤسس مركز التراث الصهيوني مايك إيفينس الذي اعترف أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكثر دعما لإسرائيل من كثير من اليهود, وأضاف إيفينس خلال خطاب أمام مؤتمر صحيفة جروزاليم بوست في نيويورك أنه التقى بالرجلين الذين وصفهما بالرائعين. القناة 13 العبرية كانت قد بثت حلقة جديدة من برنامج «التحقيقات» بعنوان «أسرار الخليج»، خصصتها للحديث عن العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج وتحديدا المملكة العربية السعودية، وكشفت فيها أن محمد بن سلمان عمل بعد توليه ولاية العهد على تعزيز العلاقات بين البلدين وتنشيطها, وأسند لمستشاره السابق سعود القحطاني مهمة خاصة تمثلت في تجميل صورة «إسرائيل» لدى الرأي العام السعودي, و|أصدر توجيهات للصحافة السعودية بتغيير النظرة إلى صورة «إسرائيل» في المملكة، والتي كانت توصف في السابق بالعدو الصهيوني, حالة التماهي بين الامارات والاحتلال الصهيوني عبر عنها ضاحي خلفان في مقابلته مع التلفزيون الاسرائيلي بالقول « لو أنني علمت بأن جريمة سوف ترتكب في «إسرائيل»، في تفجير مثلا لأحد المطاعم، فإنني كنت سوف أبلغ الجهات الأمنية في «إسرائيل» أن انفجارا سوف يقع في المكان الفلاني بصفتي رجل أمن ”هكذا وصل التفكير الامارتي وحالة التماهي مع الكيان.

ما عبر عنه ضاحي خلفان هو ما يدور في ذهن النظام الاماراتي الذي يرى في استقرار «اسرائيل» وامنها وامانها قوة لهم لمواجهة ما اسموه بالخطر الايراني, لذلك فان اتفاق التطبيع بين الإمارات و»إسرائيل» لا يهدف فقط لضرب المقاومة وإنهاء قضية شعبنا، بل ويتعدى الامر ذلك بكثير, فأمريكا تتحدث عن شرق اوسط جديد تقوده وتتزعمه «اسرائيل», شرق اوسط تحدث عنه الرئيس الامريكي دونالد ترامب بوضوح وقال أن من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي ويقصد به التطبيع الاماراتي الكامل مع اسرائيل والذي اسماه ترامب «اتفاقية ابراهام» أن يعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أن هذه الخطوة شهادة على شجاعة الإمارات العربية المتحدة و»إسرائيل» لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة, وهذا الامر لن يتم الا بتوثيق العلاقات بين «اسرائيل» والدول العربية, ورغم اقرار نتنياهو صعوبة تقبل «اسرائيل» شعبيا الا انه يرى في قوة النظم العربية وقدرتها على قمع الشعوب, الوسيلة الانجع لإجبار الشعوب على تقبل سياسة الامر الواقع, لكن ما لا يدركه نتنياهو ان هذا القمع والتغول على الشعوب العربية لا يمكن الرهان عليه لأنه لن يدوم طويلا, وهو على مدار سنوات طوال من التطبيع مع مصر والاردن, لم ينجح في كسر عزلة «اسرائيل», ولم يتقبلها الشارع العربي, والاسرائيلي اينما حل فانه غالبا ما يخفي هويته دائما.

السقطات الاماراتية لا تكاد تتوقف, وتورط الامارات في شراء عقارات مقدسية وإهدائها الى جمعيات صهيونية كشف عنها بالوثائق الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل, وأن «رجل أعمال إماراتي مقرب جدًا من محمد بن زايد يعمل على شراء بيوت وعقارات في البلدة القديمة، وخاصة البيوت الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، لصالح جمعيات يمينية متطرفة, وما كشفت عنه «الجزيرة» ان أكثر من 150 بؤرة استيطانية أصبحت حول المسجد الأقصى والمناطق المحيطة به, فإلى متى يا آل نهيان؟!.

اخر الأخبار