الإرهابيان

تابعنا على:   14:58 2020-01-04

خالد صادق

أمد/ وجدت «اسرائيل» ضالتها في الادارة الامريكية التي يقف على رأسها اليوم الرئيس الامريكي دونالد ترامب المعروف بمواقفه الغريبة والشاذة التي تتماهى مع السياسة الاسرائيلية وتدعمها بلا حدود, لقد سبق وورطت «اسرائيل» الادارة الامريكية في عهد جورج بوش الابن في حرب دامية مع العراق, وذلك بالترويج لادعاءات كاذبة عن سعي العراق لامتلاك سلاح نووي يهدد استقرار العالم, وسرعان ما اكتشفت الادارة الامريكية كذب هذه الادعاءات التي قدمتها «اسرائيل» وقالت إنها خدعت بمعلومات مضللة قدمت اليها لتوريطها في حرب العراق, ولكن يبدو أن الادارة الامريكية تعمل لصالح اسرائيل, فهى ترى في اللوبي الصهيوني في امريكا بيضة القبان في فوز أي رئيس قادم للولايات المتحدة, لذلك تحاول دائما ان تكسب رضا اسرائيل وتتقرب اليها بالقرابين على حساب الشعوب المستضعفة, وشلالات الدماء التي تفجرها الادارة الامريكية في العالم كله لمصلحة اسرائيل, والدليل على ما نقول ان امريكا لا تعادي أي دولة عربية او اسلامية تقيم علاقات مع «اسرائيل» بل وتقوم بضمها الى حلفها وحمايتها من اخطار داخلية او خارجية كما يحدث اليوم مع دول الخليج التي تحاول ان تتقرب لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية لكسب رضا الادارة الامريكية.

الارهابيان دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو يقودان العالم نحو المجهول, ويمارسان سياسة القتل وسفك الدماء كي يحافظا على نفسيهما من خطر الملاحقة القضائية على قضايا فساد ورشى التصقت بهما, بمنطق «يا اكون فيها يا اخفيها» فالإرهابيان يعلمان جيدا أنه باستهداف اللواء قاسم سليماني يشعلان فتيل الحرب في المنطقة, فالتنسيق الامريكي الصهيوني كان حاضرا بقوة, ومعداً منذ أمد بعيد, ففي 9 يوليو الماضي قال نتنياهو في تهديد صريح لإيران: إن على «طهران أن تتذكر بأنّ طائرات F-35 الأمريكية التي تمتلكها إسرائيل تستطيع أن تصل إلى كل مكان في الشرق الأوسط، وإيران أيضاً». وحديث وزير الحرب الصهيوني نفتالي بينت الشهر الماضي بأنه لا توجد حصانة لأي زعيم إيراني تدل على تورط اسرائيل في هذه الجريمة, وكان للمحلل العسكري الصهيوني في صحيفة «هآرتس» العبرية، عاموس هرئيل اشار إلى أن نقاشات عديدة دارت حول اغتيال سليماني، وتحسبت أجهزة الاستخبارات من نتائج ذلك. وإحدى هذه النقاشات كانت بين الأميركيين والإسرائيليين، عندما اغتالت الأخيرة القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية، وكان سليماني برفقته قبل تفجيرها. واقترحت إسرائيل اغتيال كلاهما معا، إلا أن امريكا وضعت «فيتو» على ذلك حسب هرئيل.

الرد الايراني على هذه الجريمة الصهيو-امريكية قادم لا محالة, فأمريكا واسرائيل تضعا ايديهما فوق رؤوسهما في انتظار الصفعة, وليس الرد العسكري فقط هو الذي سيرضي ايران ومحور المقاومة, اعتقد ان ايران ستعمل جاهدة للضغط على الحكومة العراقية اتخاذ قرار يطالب الولايات المتحدة بالخروج بقواتها من العراق, كما يمكن ان تحرض ايران دول العالم خاصة الدول الكبرى ضد السياسة الامريكية, فتوتر الاوضاع في الشرق الاوسط سيضر بمصالح الدول الاوروبية والصين الاقتصادية, وسيؤدي الى ارتفاع جنوني في اسعار الوقود, وتهديد مصالح الدول الكبرى في المنطقة الشرق اوسطية, فأمريكا تملك العديد من القواعد العسكرية في المنطقة ولها حوالي ما بين 60 الى 70 الف جندي في الشرق الاوسط وحوله، منهم 14 الف في افغانستان، و7000 في البحرين و5000 في العراق و 13 الف في الكويت، وحوالي 3000 في الاردن ، و 13 الف في قطر و 3 آلاف في السعودية, وقرابة الف في سوريا, وخمسة آلاف في الإمارات, وهناك مصالح وشركات ودبلوماسيون امريكيون - وإسرائيليون - ينتشرون في المنطقة وفي « العالم» أيضا، وكلها اصبحت مهددة بدليل ان امريكا حذرت رعاياها في الشرق الاوسط, وطالبت الامريكان بالخروج من العراق, ورفعت حالة التأهب في قواعدها العسكرية وسفاراتها وشركاتها, ونتنياهو قطع زيارته لليونان, وهذا كله يأتي بفضل مغامرة «الارهابيين نتنياهو ترامب» اللذين يغامران بمصالح بلدانهما لأجل مصلحتهما الشخصية, والاستمرار في الحكم بأي ثمن كان, وعدم محاسبتهما على قضايا الفساد التي تلفهما.

اخر الأخبار